لا تدع قطّك يعاني: الدليل الشامل للتسمم الغذائي عند القطط

القطط مخلوقات فضولية بطبعها، فهي تتذوّق كل ما تراه أمامها تقريبًا، بدءًا من بقايا الطعام على الطاولة وصولًا إلى النباتات المنزلية. هذا الفضول قد يضع قطك في مواجهة خطر التسمم الغذائي، وهو حالة طبية طارئة تستدعي التدخل السريع للحفاظ على حياة القط وصحته على المدى الطويل.

ما هو التسمم الغذائي عند القطط؟

التسمم الغذائي هو تفاعل سام يحدث عندما تبتلع القطة طعامًا ملوثًا بالجراثيم أو السموم، أو طعامًا يحتوي بطبيعته على مركّبات سامة لجسم القط. على الرغم من تشابه المصطلحين لدى البعض، إلا أن التسمم الغذائي يختلف عن عدم تحمّل الطعام أو حساسية الطعام التي تُعد استجابة مناعية غير خطيرة في العادة.

الفرق بين التسمم الغذائي وحساسية الطعام

• التسمم الغذائي: يحدث بسبب بكتيريا (مثل السالمونيلا أو الإشريكية القولونية) أو السموم (كالأفلاتوكسين) أو مواد كيميائية في الطعام.
• حساسية الطعام: يحدث فيها تفاعل مناعي مع بروتين في الطعام، وتظهر عادةً كحكة جلدية أو التهاب أذن مزمن.

أعراض التسمم الغذائي عند القطط

قد تختلف الأعراض وفقًا لنوع السم وكمية الطعام الملوّث الذي تم تناوله، لكن العلامات التحذيرية الشائعة تشمل:

• قيء متكرر أو رغوي
• إسهال مائي أو دموي
• سيلان لعاب مفرط أو رغوي
• ارتفاع درجة الحرارة أو قشعريرة
• آلام بطنية واضحة (تئنّ أو تتخذ وضعية منحنية)
• ضعف عام وخمول أو ارتعاش العضلات
• جفاف (تبدو اللثة جافة أو تفقد مرونتها)
• تشنجات أو نوبات في الحالات الشديدة

إذا لاحظت واحدًا أو أكثر من هذه الأعراض، لا تنتظر حتى تتطور الحالة؛ فالتدخل السريع يحدّ من تلف الأعضاء ويحسّن فرص التعافي.

الأسباب الشائعة للتسمم الغذائي

1. الأطعمة السامة بطبيعتها

هناك قائمة بأطعمة شائعة في منازلنا لكنها تمثل خطرًا قاتلًا للقطط، أهمها:

• البصل، الثوم، الكراث
• الشوكولاتة بكافة أنواعها
• العنب والزبيب
• المشروبات الكحولية والقهوة ومصادر الكافيين
• المحلّي الصناعي الزايليتول (يوجد في بعض علكات ومخبوزات الإنسان)

2. اللحوم النيئة أو الفاسدة

اللحوم غير المطهية جيدًا أو المخزّنة بطريقة خاطئة قد تحتوي على بكتيريا السالمونيلا أو اللِستيريا، وهما من أشهر مسبِّبات التسمم الغذائي.

3. التلوث الجرثومي أو الفطري

الأطعمة المعلبة المفتوحة لفترة طويلة، أو طعام القطط الجاف المخزّن في مكان رطب، يمكن أن يسمح بنمو البكتيريا أو العفن المنتج للسموم مثل الأفلاتوكسين.

كيف يشخّص الطبيب البيطري التسمم الغذائي؟

يعتمد التشخيص على مزيج من التاريخ المرضي، والفحص البدني، والفحوصات المخبرية:

1. التاريخ الغذائي: يسأل الطبيب عن آخر وجبة تناولتها القطة، وأي تغيير في نوعية الطعام أو إمكانية وصولها لقمامة المنزل.
2. الفحص السريري: فحص درجة الحرارة، لون اللثة، نبض القلب، وألم البطن.
3. تحاليل الدم والبول: للكشف عن اختلالات الكهارل أو علامات فشل الأعضاء.
4. تحليل البراز: لتحديد أنواع البكتيريا أو الطفيليات.
5. الأشعة أو الموجات فوق الصوتية: لاستبعاد وجود جسم غريب أو انسداد في الأمعاء.

خيارات العلاج المتاحة

يعتمد العلاج على نوع السم ومدى تفاقم الحالة:

• إفراغ المعدة: قد يقرر الطبيب تحفيز القيء أو إجراء غسيل معدة إذا كان الابتلاع حديثًا.
• الفحم النشط: يُعطى لامتصاص السموم المتبقية في الجهاز الهضمي.
• العلاج الوريدي بالسوائل: لتعويض الجفاف وتصحيح اضطراب الكهارل.
• مضادات القيء والإسهال: للحدّ من فقدان السوائل وتخفيف الانزعاج.
• المضادات الحيوية: تُستخدم فقط إذا أظهر التحليل وجود عدوى بكتيرية مؤكدة.
• الرعاية تحت الملاحظة: قد يحتاج القط إلى البقاء في المستشفى لمراقبة وظائف الأعضاء الحيوية.

الرعاية الداعمة في المنزل بعد العودة من العيادة

التزم بتعليمات الطبيب البيطري حرفيًا؛ فجرعة واحدة خاطئة من الدواء قد تعيد القطة إلى نقطة الصفر.

1. قدِّم وجبات صغيرة وسهلة الهضم (مثل طعام القطط المعلّب المصمم لوظائف الجهاز الهضمي).
2. وفّر مياهًا نظيفة ومتجددة طوال الوقت.
3. راقب صندوق الفضلات للتأكد من تحسن البراز.
4. سجّل أي تغير في الشهية أو السلوك وأبلغ الطبيب فورًا.

طرق الوقاية الفعّالة

الوقاية خير من العلاج دائمًا، وهذه بعض الخطوات البسيطة لحماية قطك:

• احفظ طعام القطط الجاف في عبوات محكمة الغلق.
• تخلّص من الطعام الرطب بعد أربع ساعات من فتحه.
• لا تشارك قطك طعامك البشري إلا إذا تأكدت من أمانه.
• أغلق سلة القمامة بإحكام أو ضعها في خزانة مقفلة.
• احفظ المنظفات المنزلية والنباتات السامة بعيدًا عن متناول القطة.
• اغسل يديك وأواني الطعام جيدًا قبل تحضير وجبات جديدة.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري فورًا؟

استشر الطبيب على الفور إذا لاحظت أي مما يلي:

• قيء أو إسهال لا يتوقفان خلال 24 ساعة.
• نزف مع البراز أو القيء.
• عجز عن الوقوف أو تشنجات.
• صعوبة تنفس أو زرقة في اللثة.
• تعرض القطة لمادة سامة معروفة (مثل مبيد حشري أو دواء بشري).

التوقعات والشفاء

مع التشخيص والعلاج المبكرين، تكون فرص التعافي عالية، وقد تستعيد القطة عافيتها خلال أيام قليلة. لكن في حالات السموم الشديدة أو التأخر في العلاج، قد يتأثر الكبد أو الكليتان بصورة دائمة، ما يستلزم متابعة طبية طويلة الأمد.

أسئلة شائعة

1. هل يمكن تقديم الحليب البقري لقطتي؟
   كثير من القطط تعاني عدم تحمّل اللاكتوز، ما يسبب إسهالًا وليس تسممًا، لذا يُفضّل تجنب الحليب أو اختيار تركيبات خالية من اللاكتوز.
2. هل يُنصح بتحفيز القيء في المنزل؟
   لا، فقد يكون الأمر خطيرًا على القطة إذا استُخدم مُقيِّئ خاطئ أو كان السم مادة حارقة.
3. هل الغذاء النيء آمن؟
   يتطلب النظام النيء إشرافًا دقيقًا لضمان خلوّه من البكتيريا وتوازنه غذائيًا، وإلا قد يعرّض القطة لسموم بكتيرية.

خلاصة

إن التسمم الغذائي عند القطط حالة يمكن تجنبها باتباع أساليب تخزين طعام آمنة، والانتباه لقائمة الأطعمة السامة، والحفاظ على بيئة نظيفة. تذكر أن التدخل السريع هو مفتاح إنقاذ حياة قطك وتجنب المضاعفات الخطيرة. احفظ هذا الدليل، وشاركه مع محبي القطط من حولك، لتضمن سلامة أصدقائنا الفرويين دائمًا.

المراجع

1. المكتبة الوطنية الأمريكية للطب. “التسمم الغذائي عند القطط.” , 2022. pubmed.ncbi.nlm.nih.gov