ما هو شلل القطط؟

الشلل هو فقدان كلي أو جزئي لوظيفة العضلات بسبب خلل في الجهاز العصبي أو العضلات. وقد يظهر على شكل:

• شلل كلي: فقدان الحركة في الأطراف الأربعة.
• شلل الأطراف الخلفية: فقدان الحركة في الساقين الخلفيتين فقط.
• ضعف جزئي ( Paresis ): قدرة محدودة على الحراك، مع وجود بعض القوة العضلية.

أنواع الشلل عند القطط

1. الشلل الكلي (Quadriplegia)

يكون فقدان الحركة كاملاً في الأطراف الأربعة وغالبًا ما ينتج عن إصابة خطيرة في النخاع الشوكي العنقي أو عن أمراض عصبية معمَّمة.

2. شلل الأطراف الخلفية (Paraplegia)

يشمل الساقين الخلفيتين فقط، ويُعتبر الأكثر شيوعًا، وغالبًا ما يرتبط بإصابات العمود الفقري في المنطقة الصدرية أو القطنية، أو بسبب جلطة شريانية تعرف بمتلازمة Saddle Thrombus.

3. ضعف جزئي أو شلل جزئي (Paresis)

تفقد القطة جزءًا من قوتها العضلية، فتظهر عليها صعوبة في القفز أو صعود السلالم، لكنها لا تفقد الحركة كليًا.

الأسباب الشائعة لشلل القطط

• الإصابات الرضّية: حوادث السيارات أو السقوط من مرتفعات قد تسبب كسورًا أو انزلاقًا في الفقرات.
• الجلطات الدموية (Saddle Thrombus): انسداد الشريان الأورطي يقطع تدفق الدم إلى الأطراف الخلفية.
• الأورام: سواء كانت حميدة أو خبيثة، قد تضغط على النخاع الشوكي أو الأعصاب المحيطية.
• الأمراض المعدية: مثل فيروس نقص المناعة (FIV) أو فيروس اللوكيميا (FeLV) التي تؤثر على الجهاز العصبي.
• السموم: بعض المبيدات الحشرية أو النباتات السامة قد تتداخل مع النقل العصبي.
• شلل القراد: يحدث بسبب سم عصبي تفرزه بعض أنواع القراد عند التصاقها بالقطة.
• الأمراض التنكسية: مثل أمراض الأقراص الفقرية المتدهورة.

الأعراض والعلامات السريرية

• عدم القدرة على تحريك طرف أو أكثر.
• الزحف أو جرّ الساقين الخلفيتين.
• فقدان الإحساس أو ردود الأفعال اللاإرادية.
• صعوبة أو فقدان القدرة على التبول أو التبرز.
• ألم عند لمس الظهر أو الأطراف.
• صراخ أو مواء متكرر نتيجة الألم.
• انخفاض الشهية والخمول العام.

كيف يشخّص الطبيب البيطري حالة الشلل؟

1. الفحص السريري والعصبي

يبدأ الطبيب بتقييم الوعي، وضعية الرأس، سلامة القِوام ومستوى الألم؛ ثم يختبر المنعكسات العصبية لتحديد مستوى الإصابة.

2. الفحوص المخبرية

تحاليل الدم والبول تُستخدم لاستبعاد العدوى أو اضطرابات الأيض كفرط نشاط الغدة الدرقية.

3. التصوير التشخيصي

يُعتمد على الأشعة السينية، الأشعة المقطعية (CT)، الرنين المغناطيسي (MRI) أو تصوير القناة النخاعية لتحديد مكان التضرر بدقة.

“التشخيص المبكر هو أفضل طريق لتحسين فرص التعافي.” — د. ليلى، طبيبة بيطرية

طرق العلاج المتاحة

التدخل الجراحي

يُوصى به عند وجود كسور، انزلاق فقري أو ضغط ورمي على النخاع الشوكي؛ والهدف هو إزالة الضغط واستعادة الاستقرار.

الأدوية والدعم الطبي

تشمل مضادات الالتهاب، مسكنات الألم، أدوية سيولة الدم في حالة الجلطات، ومضادات السموم عند التسمم.

العلاج الطبيعي وإعادة التأهيل

تقنيات مثل تمارين المدى الحركي السلبية، العلاج المائي، والتحفيز الكهربائي تساعد على منع ضمور العضلات وتحسين الدورة الدموية.

الرعاية الداعمة في المستشفى

قد تتضمن السوائل الوريدية، التغذية الأنبوبية، ومراقبة الوظائف الحيوية لمنع تقرحات الفراش أو التهابات المثانة.

الرعاية المنزلية وإعادة التأهيل

1. إعداد بيئة آمنة: وفر أسطحًا غير زلقة وأَزِل العوائق.
2. المساعدة على الإخراج: تعلّم كيفية ضغط المثانة إذا لزم الأمر.
3. تمارين يومية: نفّذ تمارين تمديد لطيفة خمس دقائق مرتين يوميًا.
4. الأجهزة المساعدة: مثل عربات دعم الأطراف الخلفية أو الأحزمة الرافعة.
5. المتابعة البيطرية المنتظمة: ضرورية لتعديل الخطة العلاجية.

مآل المرض وفرص الشفاء

تختلف التوقعات تبعًا للسبب وشدة الإصابة. فالإصابات البسيطة في الأقراص الفقرية قد تُشفى خلال أسابيع، بينما الجلطات الدموية قد تحتاج إلى شهور مع علاج داعم مكثّف. يظل التدخل المبكر هو العامل الأهم في تحسين المآل.

كيف يمكن الوقاية من شلل القطط؟

• إبقاء القطة داخل المنزل لتقليل مخاطر الحوادث.
• استخدام طوق وقاية من القراد والبراغيث.
• التطعيمات الدورية ضد الأمراض الفيروسية.
• الحفاظ على وزن صحي ونظام غذائي متوازن.
• زيارة الطبيب البيطري لإجراء فحوص وقائية سنوية.

الخلاصة

قد يكون شلل القطط حالة مُفزعة، إلا أن المعرفة الدقيقة بالأعراض، والأسباب، وخيارات التشخيص والعلاج تُعد خط الدفاع الأول لإنقاذ حياة قطتك. إذا لاحظت أي تغيّر في قدرة قطتك على الحركة، فلا تتردّد في استشارة الطبيب البيطري على الفور.