داء النقرس عند الطيور الأليفة: دليل شامل للمالك المسؤول

يُعَدّ داء النقرس أحد أكثر الاضطرابات الاستقلابية شيوعاً وخطورة لدى الطيور الأليفة، خاصة الببغاوات وطيور الكناري والطيور المغردة. يحدث المرض عندما ترتفع مستويات حمض اليوريك في الدم بحيث يعجز الجسم عن التخلص منها، فتترسب البلّورات في المفاصل أو الأعضاء الداخلية مسببةً ألماً مبرحاً ومضاعفات قد تهدد حياة الطائر. في هذا المقال الشامل، سنتعمق في كل ما يخص داء النقرس عند الطيور: أنواعه، أسبابه، أعراضه، كيفية تشخيصه، خيارات العلاج المتاحة، وأفضل طرق الوقاية.

ما هو داء النقرس عند الطيور؟

يختلف استقلاب البروتين عند الطيور عن الثدييات؛ إذ تُخرِج الطيور نواتج هضم البروتين على شكل حمض اليوريك بدلاً من البولينا. عند فشل الكليتين أو ارتفاع البروتين الغذائي أو حصول جفاف حاد، يرتفع حمض اليوريك في الدم ويتحول إلى بلّورات بيضاء حادة تُعرف باسم «توبي» (Tophi) تترسب حول المفاصل أو على سطح الأعضاء الداخلية.

أنواع داء النقرس

1. النقرس الحشوي (الحشوي الداخلي)

تتراكم البلّورات على الكبد، القلب، الأمعاء، أو الكليتين. غالباً ما يظهر هذا النوع بشكل حاد ومفاجئ، وقد يُلاحظ المالك علامات عامة فقط مثل الخمول وفقدان الشهية.

2. النقرس المفصلي

تترسب البلّورات في المفاصل والأوتار، وخاصة مفاصل الساقين والأصابع. يتميّز بتورّم المفاصل وتصلّبها، ما يجعل الطائر غير قادر على الوقوف أو التشبّث بالقفص.

علامات وأعراض داء النقرس

  • تورّم المفاصل أو ظهور عقد بيضاء طباشيرية حولها
  • صعوبة في التشبّث أو التسلق، وقد يفضّل الطائر الجلوس في أرضية القفص
  • بول أبيض طباشيري أو وجود ترسّبات بيضاء في الفضلات
  • فقدان الشهية، فقدان وزن، وخمول عام
  • ألم عند لمس الأطراف أو محاولة الإمساك بالطائر

الأسباب الشائعة للإصابة بداء النقرس

  1. النظام الغذائي الغني بالبروتين: تقديم كميات كبيرة من اللحوم أو البيض أو البقوليات دون توازن غذائي.
  2. الجفاف: نقص المياه النظيفة أو ارتفاع درجات الحرارة يؤديان إلى تركيز حمض اليوريك.
  3. أمراض الكلى المزمنة: التهابات، عدوى بكتيرية، أو تلف كلوي بسبب السموم.
  4. نقص فيتامين A: يضعف بطانة الكلى ويقلل قدرتها على الإخراج.
  5. الأدوية والسموم: بعض المضادات الحيوية، الرصاص، الزنك، أو المبيدات الحشرية.

كيف يتم تشخيص داء النقرس؟

يعتمد الطبيب البيطري عادةً على عدة وسائل:

  • الفحص البدني: البحث عن تورم المفاصل وتكدس الترسبات البيضاء.
  • تحاليل الدم: قياس مستوى حمض اليوريك ووظائف الكلى.
  • الأشعة السينية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية: للكشف عن البلّورات في المفاصل أو الأعضاء.
  • فحص عيّنات المفصل أو البراز: لتأكيد وجود البلّورات المجهرية.

خيارات العلاج

يعتمد نجاح العلاج على سرعة التشخيص ودرجة تقدم المرض:

1. العلاج الداعم

يشمل تعويض السوائل (سواء فموياً أو عن طريق الوريد) لتقليل تركيز حمض اليوريك، إضافةً إلى توفير تدفئة وعناية تمريضية.

2. تعديل النظام الغذائي

يُنصح بإعطاء حمية منخفضة البروتين وعالية الرطوبة؛ مثل الحبوب المتوازنة، الخضروات الورقية، والفواكه المحتوية على نسبة ماء مرتفعة.

3. الأدوية

  • اللوبورينول (Allopurinol): يحدّ من إنتاج حمض اليوريك.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: لتخفيف الألم والتورم.
  • المضادات الحيوية: في حال وجود عدوى ثانوية.

4. التدخل الجراحي

يُستخدم في الحالات الشديدة لإزالة الترسبات الضخمة التي تعيق الحركة، لكنه نادر ومكلف وقد لا يناسب كل الطيور.

التنبؤ بمآل المرض

يعتمد المآل على نوع النقرس وسبب حدوثه. غالبًا ما يكون النقرس الحشوي حاداً ومميتاً إن لم يُكتشف مبكرًا، بينما قد تتعايش بعض الطيور مع النقرس المفصلي لفترة أطول مع الإدارة الصحيحة.

طرق الوقاية

  • تقديم حمية متوازنة وفق توصيات اختصاصي تغذية الطيور.
  • توفير مياه نظيفة وطازجة على مدار الساعة.
  • تجنب التعرض للسموم المنزلية كالمنظفات والمعادن الثقيلة.
  • إجراء فحوص دورية لوظائف الكلى خاصة للطيور المتقدمة في العمر.
  • الحفاظ على درجة حرارة ورطوبة مناسبة لتقليل الإجهاد الحراري.

أسئلة شائعة

هل يمكن شفاء الطائر نهائيًا من النقرس؟

يُعد التحكم في النقرس أسهل بكثير من القضاء عليه نهائياً، خصوصًا إذا كانت الكلى متضررة. لكن الإدارة المبكرة تقلّل من المضاعفات وتطيل عمر الطائر.

هل يؤثر النقرس على جميع أنواع الطيور بالقدر نفسه؟

بعض الأنواع مثل الببغاوات الأفريقية والكناري أكثر عرضة بسبب حساسيتها للحمية العالية البروتين.

نصيحة أخيرة: راقب فضلات طائرك يوميًا؛ فالتغيير في لون أو قوام الفضلات غالبًا ما يكون أول مؤشر على خلل كلوي أو استقلابي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version