هل تفهم القطط كلماتنا؟

لطالما أُحيطت القطط بهالةٍ من الغموض، فهي تعيش بجوار الإنسان منذ أكثر من 9,500 عام، ومع ذلك ما زلنا نكتشف خبايا سلوكها يومًا بعد يوم. عندما تهمس باسم قطّك أو تقول كلمة «طعام»، هل يدرك فعلًا معنى ما تقول، أم أنه يستجيب فقط لنبرة صوتك ولغة جسدك؟ في هذا الدليل الشامل، نستعرض أحدث الأبحاث العلمية حول قدرة القطط على فهم الكلمات، ونقدّم خطوات عملية لتعليم قطّك مفردات جديدة وتعزيز تواصلكما اليومي.

الأدلة العلمية على فهم القطط للكلمات

دراسة 2019: التعرف على الاسم الشخصي

كشفت دراسة يابانية نُشرت عام 2019 أن القطط تستطيع التمييز بين اسمها الشخصي وكلمات أخرى مشابهة في الإيقاع أو الطول. عُرض على 78 قطة مقاطع صوتية مسجَّلة لأصحابها وهم يردّدون كلمات عشوائية تليها أسماؤهم. لوحظ أن القطط حرّكت رؤوسها أو آذانها بشكل ملحوظ عند سماع اسمها مقارنةً بالكلمات العادية، ما يشير إلى استيعابها للاسم ذاته.

دراسة 2022: التعرف على أسماء القطط الأخرى

في عام 2022، عمّق الباحثون من جامعة طوكيو استنتاجاتهم، فاكتشفوا أن بعض القطط المنزلية تستطيع أيضًا الربط بين صور أقرانها وأسمائهم. عندما عُرضت صورة قطة مألوفة متبوعة باسم مختلف، بدت القطة موضع الاختبار حائرة، ما يشير إلى وجود خرق لتوقعاتها وفهمٍ ضمني للعلاقة بين الاسم والصورة.

«لا تُحلِّل القطط اللغة على نحو مركَّب كما يفعل البشر، لكنها قادرة على إنشاء روابط صوتية ـــ بصرية تساعدها على تمييز الأسماء والألفاظ الشائعة». – الدكتور أتسوكو سايتو، عالم سلوك الحيوان

كيف تعالج أذن القطة الأصوات البشرية؟

النطاق السمعي للقطة يتراوح بين 48 هرتز و85 كيلوهرتز، أي أوسع من نطاق سمع الإنسان والكلب معًا. تلتقط القطط الأصوات عالية التردد التي لا نسمعها نحن، لكن الأهم أنها حساسة للغاية للفارق البسيط في نبرة الصوت وإيقاعه. وتُظهر الدراسات أن القطط غالبًا ما تستجيب لصوت مالكها أكثر من صوت الغرباء، ما يؤكد أن العامل العاطفي يلعب دورًا في انتباهها للكلمات.

كلمات وعبارات تفهمها معظم القطط

بحسب الأطباء البيطريين وخبراء سلوك الحيوانات، تستطيع القطط المتوسطة حفظ ما بين 20 إلى 50 كلمة عبر التكرار والارتباط الشرطي. فيما يلي أبرز الكلمات التي يسهل على القطط تعلّمها:

  • اسمها الشخصي: أول وأهم كلمة تتعرّف عليها.
  • تعال/هنا: تستخدم لاستدعاء القطة إلى مكان محدد.
  • طعام/عشاء: ترتبط بمكافأة لذيذة.
  • لا/توقّف: لإيقاف سلوك غير مرغوب.
  • جلوس/هادئ: أوامر تدريب أساسية.
  • أسماء قطط أو أشخاص آخرين: تتعلمها القطط الاجتماعية بمرور الوقت.

دور لغة الجسد ونبرة الصوت

حتى مع قدرة قطتك على التعرف على بضع كلمات، تبقى لغة الجسد ونبرة الصوت العنصر الحاسم في إيصال الرسالة. لدى القطط ما يزيد عن 19 مياو مميزًا تعبّر عن الاحتياجات المختلفة؛ لذلك احرص على أن تتوافق نبرة صوتك مع الرسالة البصرية التي ترسلها. فمثلًا، إذا قلت «تعال» بنبرة مرتفعة وحركة يد مشجّعة، ستفهم قطتك دعوتك بشكل أسرع.

خطوات عملية لتعليم قطك كلمات جديدة

  1. اختر كلمة قصيرة وواضحة: مثل «تعال» بدل «ارجع إلى هنا الآن».
  2. استخدم التعزيز الإيجابي: قدّم مكافأة صغيرة أو مداعبة فور استجابة القطة.
  3. اعتمد على التكرار والاتساق: كرّر الكلمة نفسها بنفس النبرة وفي السياق ذاته.
  4. أضف إشارة بصرية: مثل التصفيق أو هزّ الوعاء لربط الصوت بالصورة.
  5. احرص على جلسات تدريب قصيرة: من 3 إلى 5 دقائق حتى لا تفقد القطة اهتمامها.
  6. انتقل من مكافآت الطعام إلى الثناء: حتى لا يتعلق الأمر بالطعام فقط.

يمكنك أيضًا تأخير المكافأة تدريجيًا وإضافة «نقرة» clicker لزيادة الدقة، لكن الأهم هو الصبر وعدم فرض التدريب إذا بدت القطة متوترة.

أخطاء شائعة يجب تجنبها

  • الصراخ أو العقاب: يُسبب توتر القطة ويقطع رابط الثقة.
  • استخدام كلمات متعددة للمعنى نفسه: يربك القطة، مثل «إلى الداخل» و«تعال للبيت» و«ارجع».
  • التدريب في أوقات غير مناسبة: أثناء نومها أو لحظات توتر.
  • التوقعات غير الواقعية: القطط تتعلم بوتيرة أبطأ من الكلاب ولا تنفّذ أوامر معقدة.

الأسئلة الشائعة

كم عدد الكلمات التي تستطيع القطة تعلّمها فعلًا؟

يتراوح المتوسط بين 20 و50 كلمة، لكن بعض القطط ذات الحافز العالي قد تحفظ أكثر من ذلك بفضل التدريب المستمر.

هل يمكن للقطط ربط كلمة بتجربة سلبية؟

نعم؛ إذ تعتمد القطط على الارتباط الشرطي. إذا اقترنت كلمة معينة بتجربة غير مريحة كزيارة الطبيب البيطري، قد تهرب القطة عند سماعها.

هل السلالة تؤثر على سرعة التعلم؟

لا توجد أدلة حاسمة، لكن يُعتقد أن السلالات النشيطة اجتماعيًّا مثل السيامي قد تتجاوب أسرع، في حين تعتمد النتيجة النهائية على شخصية القطة وأساليب التدريب.

الخلاصة

رغم أن القطط لا تفكك الجمل كما نفعل نحن، إلا أنها قادرة على إنشاء روابط صوتية قوية مع الكلمات الشائعة والمرتبطة بالعواطف أو المكافآت. باستخدام نبرة مشجّعة ولغة جسد واضحة وتعزيز إيجابي ثابت، يمكنك توسيع قاموس قطّك الصغير وتعميق علاقتكما بصورة ملحوظة.

المراجع

  1. يوكيكو تسوتسومي. “هل تفهم القطط اللغة البشرية؟ دراسة حول قدرات فهم القط..” , 2020. www.frontiersin.org
  2. يوكيكو تسوتسومي. “قدرات التعلم لدى القطط..” , 2021. www.semanticscholar.org

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version