مشاكل السلوك الأمومي لدى الكلاب: دليل شامل للتشخيص والعلاج
تُعَدُّ رعاية الأم لصغارها جزءًا أساسيًا من بقاء الجراء على قيد الحياة ونموهم السليم. لكن، تمامًا كما يحدث في البشر، قد تواجه بعض إناث الكلاب صعوبات أو اضطرابات في سلوكها الأمومي. هذا الدليل يُقدِّم لك كل ما تحتاج معرفته عن تلك المشاكل، أسبابها، وطرق التعامل معها لضمان رفاهية الأم وصغارها على حد سواء.
ما هو السلوك الأمومي الطبيعي؟
قبل تحديد وجود مشكلة، ينبغي فهم المعايير الطبيعية التي نتوقعها من الأم بعد الولادة مباشرة:
- لعق الجراء لتحفيز التنفس والإخراج.
- تشجيعهم على الرضاعة والحفاظ على دفئهم عبر التلامس الجسدي.
- صوت «الهمهمة» الناعم لتهدئة الجراء.
- السماح للبشر المألوفين بالاقتراب تدريجيًا دون إظهار عدوانية شديدة.
أنواع مشاكل السلوك الأمومي
١. قِلَّة أو انعدام الرعاية
يظهر هذا النمط عندما تتجاهل الأم جراءها، ترفض السماح لهم بالرضاعة، أو تبتعد عنهم غالبية الوقت. يؤدي ذلك إلى:
- انخفاض درجة حرارة أجساد الجراء.
- فقدان الوزن والجفاف.
- بكاء مستمر للجراء.
٢. الإفراط في الحماية أو العدوانية الأمومية
تتسم بعض الأمهات بحماية مفرطة تجعلها:
- تُصدِر هدرًا أو growl عند اقتراب أي شخص أو حيوان.
- تمنع حتى المالك من تنظيف الصندوق أو فحص الجراء.
- تتحول إلى مهاجمة فعلية قد تسبب جروحًا.
٣. افتراس أو أكل الجراء (نادر)
رغم ندرته، إلا أن بعض الكلاب قد تُقدِم على قتل أو افتراس أحد الجراء. من العوامل المحتملة:
- ضغط نفسي شديد أو خوف.
- تشوهات خلقية لدى الجراء.
- توازن هرموني مختلّ بعد الولادة.
٤. الحمل الكاذب واضطرابات الهرمونات
في حالات الحمل الكاذب، قد تُظهر الأنثى سلوكًا أموميًا مفرطًا تجاه ألعابها أو أغراض المنزل بدون وجود جراء فعلية، وقد تُصاب باحتقانٍ في الضرع أو تغيرات مزاجية.
أسباب مشاكل السلوك الأمومي
- قلة الخبرة: الإناث التي تضع أول بطن تكون أكثر عرضة للإهمال أو القلق.
- الآلام الجسدية: مضاعفات الولادة، جرح قيصري، التهاب ضرع، التهاب رحم.
- عوامل بيئية: ضجيج، إضاءة ساطعة، كثرة الغرباء.
- اختلال هرموني: نقص البرولاكتين أو الأوكسيتوسين.
- استعداد وراثي أو سلالي: بعض السلالات أكثر حساسية أو ميلًا للقلق.
كيفية التشخيص
يعتمد التشخيص على ملاحظة السلوك ومراجعة الطبيب البيطري لاستبعاد الأسباب الطبية. تشمل خطوات التشخيص:
- فحص الأم والجراء جسديًا.
- تحليل الدم للتحقق من مستويات الهرمونات والكالسيوم.
- طرح أسئلة حول بيئة الولادة وروتين الأم قبل وبعد الوضع.
خطوات الإسعاف والعلاج الفوري
إذا لاحظت أيًا من الأعراض السابقة، اتبع الإجراءات التالية:
كل دقيقة مهمة عندما يتعلق الأمر بالجراء حديثة الولادة، إذ يمكن لانخفاض درجة حرارتهم أو نقص التغذية أن يكون مميتًا خلال ساعات.
- تدفئة الجراء باستخدام بطانية كهربائية مُضبطة أو قربة ماء دافئ (مع مراقبة الحرارة).
- إعادة محاولة الرضاعة كل ساعتين، مع إمساك الأم بلطف وتشجيعها.
- إطعام الجراء صناعيًا بحليب مُخصص للجراء إذا استمر رفض الأم.
إدارة البيئة لتحسين السلوك
- وضع صندوق الولادة في غرفة هادئة ذات إضاءة خافتة.
- تقليل عدد الزوار خلال أول أسبوعين.
- استخدام موزع فرمونات مهدئة (Dog Appeasing Pheromone) لخفض التوتر.
- الحفاظ على حرارة الغرفة بين 26–29 درجة مئوية خلال الأسبوع الأول.
التدخل الطبي والسلوكي
قد يُوصي الطبيب البيطري بالآتي:
- مسكنات آمنة في حال وجود التهاب أو وجع بعد الولادة.
- أدوية هرمونية (مثل البرولاكتين الصناعي) لتحفيز الرعاية.
- مضادات قلق خفيفة إذا فشل تعديل البيئة وحده.
- الاستعانة بخبير سلوك حيواني لوضع خطة تعديل سلوكي فردية.
الوقاية مستقبلًا
- اختيار توقيت التزاوج والولادة في فترة هادئة من العام.
- تجهيز غرفة الولادة قبل أسبوعين على الأقل.
- إجراء فحوص طبية دورية للأم خلال الحمل وبعد الولادة.
- تعريض الأنثى الحامل لتجربة صندوق الولادة مبكرًا لتعتاد المكان.
أسئلة شائعة
هل يُمكن إعادة الأم إلى جراءها بعد أن تجاهلتهم؟
أحيانًا نعم، شرط معالجة السبب (ألم، توتر) وإعادة التعارف تدريجيًا تحت مراقبة بشرية.
متى يكون من الآمن فصل الجراء عن الأم؟
من الناحية الاجتماعية والتغذوية، يُفضَّل بدء الفطام في عمر 3–4 أسابيع، والفصل التام في عمر 8 أسابيع على الأقل.
هل تؤثر مشاكل السلوك الأمومي في خصوبة الأم مستقبلًا؟
غالبًا لا، لكن استمرار المشكلة في بطنين متتاليين قد يتطلب تعقيم الأنثى إذا كان الخلل هرمونيًا أو صعب السيطرة.
الخلاصة
رعاية الأم لكلابها حديثي الولادة أمر حيوي وحساس. بتوفير بيئة هادئة، وفحوص طبية، وتدخل سلوكي عند الحاجة، يمكنك تقليل مخاطر مشاكل السلوك الأمومي وضمان نشأة جراءٍ بصحة نفسية وجسدية جيدة.
