هل تفكّر في إهداء حيوان أليف في موسم الأعياد؟ دليل شامل قبل اتخاذ القرار
إليك كل ما تحتاج معرفته حتى يتحوّل الهدية إلى علاقة عمر وليست عبئًا بعد العطلات.
سحر الأعياد… ومسؤولية تدوم لسنوات
تزيد أجواء الدفء والاحتفال في نهاية العام من رغبتنا في تقديم هدايا مميّزة لمن نحب، وغالبًا ما تتصدّر الجراء والقطط الصغيرة قائمة أفكار الهدايا «اللطيفة». ورغم أن الحيوان الأليف قد يبدو مفاجأة مثالية تحت شجرة عيد الميلاد، إلا أن هذه الهدية تحمل التزامًا طويل الأمد يوازي – بل ويفوق – أي هدية مادية أخرى.
لماذا ينتهي مصير العديد من «هدايا الحيوانات الأليفة» في الملاجئ؟
وفقًا لتقارير منظمات الرفق بالحيوان، تزداد معدلات التخلّي عن الحيوانات الأليفة في شهري يناير وفبراير بنسبة ملحوظة مقارنة ببقية العام. وغالبًا ما يعود السبب إلى:
- قرارات عاطفية متسرّعة: يُتخذ القرار بدافع اللحظة من دون دراسة المتطلّبات الواقعية للعناية بحيوان أليف.
- ضغط موسم الأعياد: المنزل يكون مزدحمًا بالضيوف والديكورات والضوضاء، ما يشكّل بيئة مرهقة للحيوان الجديد ويُصعِّب على المربّي وضع روتين ثابت.
- تكاليف غير متوقّعة: زيارات الطبيب البيطري، اللقاحات، الطعام، أدوات التدريب، والتأمين الصحي قد تتجاوز الميزانية الموضوعة للهدايا.
مسؤولية تمتد لعِقد أو أكثر
قبل التفكير في المفاجأة ذات الفراء الناعم، ضع في اعتبارك متوسط أعمار الحيوانات المختلفة:
- الكلاب: 10–15 سنة (وقد تصل بعض السلالات الصغيرة إلى 18 سنة).
- القطط: 12–20 سنة.
- الببغاوات: 25–50 سنة حسب النوع.
إضافة إلى الزمن، هناك مسؤوليات مالية قد تتخطى آلاف الدولارات على مدار عمر الحيوان، تشمل الرعاية البيطرية الوقائية والعاجلة، والطعام عالي الجودة، والتدريب الاحترافي عند الحاجة.
أسئلة حاسمة يجب طرحها قبل اتخاذ القرار
- هل يمتلك المتلقّي الوقت الكافي للتمشية اليوميّة، اللعب، والتدريب؟
- هل تسمح ظروف السكن (مثلاً قيود في شقق الإيجار) بتربية الحيوان؟
- هل يعاني أحد أفراد الأسرة من حساسية تجاه الفراء أو الريش؟
- هل الميزانية الشهرية قادرة على تغطية التكاليف غير المتوقعة؟
- هل اتُّخذ القرار بتوافق كامل مع جميع أفراد الأسرة؟
“الحيوان الأليف ليس هدية ليوم واحد فحسب؛ بل التزام يومي بالوقت والمال والعاطفة” – مستشار تبنّي في أحد الملاجئ.
بدائل ذكية لهدية موسم الأعياد
إذا لم تكن متأكدًا من جاهزية المتلقّي لتحمّل هذه المسؤولية، جرّب إحدى الأفكار التالية:
- سلة مستلزمات: ضَمّن مجموعة من الألعاب، الأوعية، والكتب التعليمية.
- قسيمة تبنّي: ادفع رسوم التبنّي مقدمًا ودَع الشخص يختار الحيوان المناسب بعد دراسة متأنية.
- تبرّع باسم المُهدى: ادعم ملجأ محليًّا باسم الشخص الذي تودّ إهداءه، ما يعود بالنفع على عشرات الحيوانات.
قرّرت المضي قدمًا؟ إليك خطة النجاح
1. اعتمد مبدأ «التبنّي لا الشراء»
الملاجئ مليئة بحيوانات رائعة تبحث عن منزل. بزيارتك لمأوى محلي، تنقذ حياة وتُفرِغ مساحة لحيوان آخر محتاج.
2. اسمح للمتلقّي بالمشاركة في الاختيار
اصطحب الشخص إلى الملجأ حتى يتعرّف على أكثر من حيوان ويتأكد من وجود انسجام متبادل.
3. اختر التوقيت المناسب
انتظر إلى ما بعد العطلات عندما يهدأ جدول الأسرة ويُزال الديكور، فتتوفّر بيئة أكثر هدوءًا للحيوان الجديد.
4. جهّز المنزل مسبقًا
أعد ترتيب المساحات، وأمّن الأسلاك الكهربائية، وضع منطقة نوم آمنة مزوّدة بسرير نظيف وألعاب مخصصة.
5. حدّد موعدًا بيطريًا فور التبنّي
إجراء فحص شامل، تحديث اللقاحات، والاتفاق على خطة وقائية ضد الطفيليات خطوة أساسية لضمان صحة حيوانك الجديد.
الرعاية في الأيام والأسابيع الأولى
- روتين ثابت: حافظ على مواعيد طعام وتمشية منتظمة لتقليل القلق.
- التدريب الإيجابي: استخدم التعزيز الإيجابي (الحلوى والمدح) لبناء سلوك جيد منذ البداية.
- التواصل الاجتماعي: عرّف الحيوان تدريجيًا على أفراد الأسرة والأصدقاء لمنع الخوف أو العدوانية لاحقًا.
- المتابعة الصحية: لا تؤجل مواعيد التلقيح أو التعقيم/الخصي إذا أوصى بها الطبيب.
الخلاصة
قد يكون إهداء حيوان أليف أحد أجمل الإيماءات في موسم الأعياد، لكن نجاح الهدية يعتمد على إدراك المسؤوليات المترتبة والتخطيط لها بوعي. إذا اتخذت الخطوات الصحيحة، ستتحول هذه الهدية إلى صداقة تدوم لسنوات وتُثري حياة الجميع – الإنسان والحيوان على حد سواء.
المراجع
- مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. “Companion Animal Impact on Health.” , 2023-01-10. www.cdc.gov