نقص فيتامين ب1 (الثيامين) لدى القطط: الدليل الشامل للأسباب والأعراض والعلاج

يُعد فيتامين ب1 (الثيامين) حجر الزاوية في عملية الأيض وإنتاج الطاقة لدى القطط. وعلى الرغم من أن النقص نادر مع الأنظمة الغذائية التجارية المتوازنة، فإنه قد يتطور بسرعة في حال تغذية القط على وجبات غير مدروسة، أو عند إصابته بمشكلات صحية تعيق امتصاص المغذيات. تكمن خطورة نقص الثيامين في أنه يبدأ بأعراض هضمية بسيطة، لكنه قد ينتهي بمضاعفات عصبية قاتلة إذا لم يُكتشف باكرًا.

ماهية فيتامين ب1 (الثيامين)

الثيامين هو فيتامين قابل للذوبان في الماء، يجب على القطط الحصول عليه بانتظام من الطعام؛ لأن أجسامها لا تستطيع تخزينه لفترات طويلة.

وظائف الثيامين الأساسية

  • تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة قابلة للاستخدام.
  • المحافظة على سلامة الخلايا العصبية ونقل الإشارات بينها.
  • المساهمة في تقلص العضلات الطبيعي ووظائف القلب.

لماذا يحدث نقص الثيامين لدى القطط؟

قد ينتج النقص عن عوامل غذائية أو صحية:

أسباب غذائية

  1. الطهو المفرط أو التسخين المتكرر للطعام المنزلي، ما يؤدي إلى تدمير الثيامين بالحرارة.
  2. تقديم الأسماك النيئة بصفة متكررة؛ إذ تحتوي على إنزيم «ثياميناز» الذي يكسر الفيتامين.
  3. اعتماد وجبات غير كاملة أو غير مخصصة للقطط، مثل طعام الكلاب أو بقايا المائدة.

أسباب مرضية

  • أمراض الجهاز الهضمي المزمنة (التهاب الأمعاء، الإسهال المزمن) التي تعيق الامتصاص.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية أو الأمراض الاستقلابية التي تُسرّع استهلاك الفيتامين.
  • العلاج طويل الأمد بالمضادات الحيوية أو المدرّات البولية.

الأعراض والعلامات التحذيرية

تتدرج أعراض نقص الثيامين عبر مرحلتين أساسيتين:

المرحلة الأولى: أعراض الجهاز الهضمي

  • فقدان الشهية أو انتقائية شديدة تجاه الطعام.
  • قيء متكرر مع سيلان لعابي.
  • خمول ملحوظ وخسارة وزن.

المرحلة الثانية: أعراض الجهاز العصبي

  • عدم تناسق الحركة (ترنح) أو السير بشكل متعرج.
  • انحناء الرقبة نحو الصدر (ثني الرأس للأسفل).
  • توسع حدقات العين مع بطء الاستجابة للضوء.
  • نوبات تشنج، وقد تتطور إلى غيبوبة.

ملحوظة مهمة: تُعد سرعة التدخل البيطري عاملًا حاسمًا؛ فأي تأخير يمكن أن يؤدي إلى تلف عصبي دائم يصعب عكسه.

كيفية التشخيص

لا يوجد اختبار مخبري واحد متاح على نطاق واسع لتأكيد نقص الثيامين، لذا يعتمد الطبيب البيطري غالبًا على:

  • القصة الغذائية المفصلة، بما في ذلك نوعية وكمية الطعام.
  • الفحص السريري مع التركيز على الأعصاب والعضلات.
  • اختبار استجابة القط لجرعة تجريبية من الثيامين؛ إذ يظهر تحسن سريع نسبيًا إذا كان النقص هو السبب.
  • تحاليل دم متخصصة (مثل نشاط إنزيم ترانس كيتولاز) في حال توفرها.

خيارات العلاج

يهدف العلاج إلى إعادة مستويات الثيامين إلى المعدلات الطبيعية بأسرع وقت، والتعامل مع المضاعفات المصاحبة:

المعالجة الفورية

  • حقن الثيامين بجرعات عالية في الوريد أو العضل لمدة 3–5 أيام.
  • التحول إلى مكملات فموية بجرعات وقائية لمدة 3–4 أسابيع.
  • دعم السوائل والكهارل لمنع الجفاف وتعويض القيء.

العناية الداعمة في المنزل

  • تقديم وجبات صغيرة وسهلة الهضم، غنية بالبروتين.
  • ضمان توفر الماء النظيف باستمرار.
  • مراقبة السلوك العام، والتواصل مع الطبيب إذا عادت الأعراض.

فترة التعافي والتوقعات

يبدأ التحسن عادة خلال 24–48 ساعة من بدء الحقن، وتختفي أغلب الأعراض الهضمية سريعًا. أما الأعراض العصبية فقد تستغرق أسابيع حتى تزول تمامًا، ويعتمد ذلك على شدة الحالة ومدة النقص قبل التدخل.

الوقاية ونصائح التغذية

  • اختر أغذية تجارية عالية الجودة مصنّفة «كاملة ومتوازنة».
  • تجنّب تقديم الأسماك النيئة أو اللحوم غير المطبوخة بكميات كبيرة ومتكررة.
  • إذا رغبت في إعداد الطعام منزليًا، استشر متخصصًا للتأكد من تزويد الوصفة بكل الفيتامينات الأساسية.
  • خزّن الطعام في مكان بارد وجاف بعيدًا عن أشعة الشمس؛ فالحرارة والرطوبة تسرع تلف الثيامين.

أسئلة شائعة

هل يمكنني إعطاء مكملات الثيامين من تلقاء نفسي؟

لا يُنصح بذلك؛ فقد يختبئ سبب آخر وراء الأعراض، كما أن الجرعات الزائدة قد تخلّ بتوازن فيتامينات ب الأخرى.

هل تتأثر القطط الصغيرة أو المسنة بشكل أكبر؟

جميع القطط معرَّضة، لكن الصغار والمسنين والقطط المصابة بأمراض مزمنة أكثر هشاشة.

هل يمكن أن يعود النقص بعد العلاج؟

نعم، إذا لم تُعالج أسباب النقص الجذرية أو عاد القط إلى نظام غذائي غير متوازن.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟

استشر الطبيب فور ظهور أي علامة من العلامات السابقة، فالتدخل المبكر يضاعف فرص الشفاء ويمنع المضاعفات العصبية.

المراجع

  1. د. رغداء المعموري. “أمراض القطط وعلاقتها بالغذاء.” , 2023-01-22. www.catdiseases.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version