مرض تخزين الجليكوجين لدى القطط: دليل شامل لفهمه وتشخيصه وعلاجه

يُعد مرض تخزين الجليكوجين (Glycogen Storage Disease) حالة وراثية نادرة تؤثر في قدرة جسم القطة على تخزين واستخدام سكر الجلوكوز بشكل صحيح. رغم ندرة المرض، إلا أنّ معرفته مبكرًا يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في جودة حياة القطة. في هذا الدليل ستتعرّف على الأسباب، الأعراض، طرق التشخيص، وأساليب الرعاية اليومية التي تساعد قطك على العيش بأفضل حالة ممكنة.

ما هو الجليكوجين ولماذا يُمثِّل تخزينه مشكلة؟

الجليكوجين هو الشكل المُخزَّن من الجلوكوز (سكر الدم) في الكبد والعضلات. عندما يفتقر جسم القطة إلى الإنزيمات اللازمة لإنتاج أو تكسير هذا الجليكوجين، يتراكم بشكل غير طبيعي داخل الخلايا، ما يحرمها من الطاقة ويُتلف الأعضاء.

أنواع مرض تخزين الجليكوجين لدى القطط

النوع الرابع (IV) – الأكثر شيوعًا

يظهر بشكل خاص في سلالة Norwegian Forest Cat ويتسبَّب فيه نقص إنزيم Glycogen Branching Enzyme (GBE). ينتج عنه جليكوجين غير طبيعي يشبه الأميلوبكتين وتظهر الأعراض إما منذ الصِغَر أو لاحقًا في عمر متقدم.

أنواع أُخرى أقل شيوعًا

  • النوع الثاني (Pompe): نقص إنزيم GAA ويؤثر بشكل أساسي في القلب والعضلات.
  • النوع الثالث: نقص إنزيم AGL ويسبب تضخم الكبد وضعف العضلات.
  • النوع السادس: نقص إنزيم PHKB ويظهر بتضخم الكبد وانخفاض السكر.

الأعراض والعلامات السريرية

تختلف شدة الأعراض باختلاف نوع المرض وعمر القطة. إلا أنّ أكثر العلامات شيوعًا تتضمن:

  • هبوط شديد في مستوى سكر الدم (ارتعاش، تشنّجات، غيبوبة).
  • الكسل والخمول وفقدان الشهية.
  • ضعف العضلات وصعوبة الحركة أو الوقوف.
  • فشل في النمو أو نقصان وزن القطة مقارنةً بإخوتها.
  • تضخّم الكبد (يظهر كبروز في البطن) وقد يصحبه يرقان.
  • مشكلات قلبية وتنفسية في بعض الأنواع.

معلومة سريعة: تظهر أغلب الحالات القاتلة في عمر يراوح بين 5 و 7 أشهر إذا لم تُشخَّص مبكرًا ويُعالَج نقص السكر بسرعة.

الأسباب والعوامل الوراثية

يُورَّث المرض بصفة متنحية؛ أي أنّ القطة يجب أن ترث نسختَيْن معطوبتَيْن من الجين المسؤول حتى تُصاب. القطط الحاملة لنسخة واحدة لا تُظهر أعراضًا ولكنها تنقل الطفرة إلى نسلها. لهذا السبب تُوصي الجمعيات البيطرية بإجراء فحص DNA قبل التزاوج، خاصة في السلالات المعرَّضة.

كيف يشخّص الطبيب البيطري المرض؟

  1. التاريخ المرضي والفحص السريري: ملاحظة ضعف النمو، نوبات نقص السكر، وتشوه البطن.
  2. فحوص الدم: انخفاض سكر الدم، ارتفاع إنزيمات الكبد، ارتفاع حمض اللاكتيك أو الدهون الثلاثية.
  3. الموجات فوق الصوتية: للكشف عن تضخم الكبد أو القلب.
  4. خزعة الكبد أو العضلات: تُظهر تراكم جليكوجين مُقاوم لتحليل اليود (PAS-positive).
  5. الاختبار الجيني: الطريقة الأدق لاكتشاف الطفرة المسؤولة، كما يساعد في فحص القطط السليمة قبل التكاثر.

خطة العلاج والرعاية اليومية

لا يوجد علاج شافٍ حتى الآن، لكن يمكن إطالة عمر القطة وتحسين نوعية حياتها من خلال:

1. علاج نقص سكر الدم الطارئ

  • إعطاء محلول دكستروز بتركيز مناسب عبر الوريد في العيادة.
  • دهن لثة القطة بسكر العنب السائل أو العسل في المنزل عند ظهور الارتعاش.

2. النظام الغذائي طويل الأمد

  • وجبات صغيرة ومتكررة غنية بالبروتين وقليلة الكربوهيدرات.
  • استخدام أغذية بيطرية مُركَّزة على مؤشر جلايسيمي منخفض لتقليل تقلبات السكر.
  • مكملات L-Carnitine وأحماض أوميغا-3 لدعم العضلات والكبد.

3. الأدوية الداعمة

قد يصف الطبيب مضادات الأكسدة وفيتامين E أو كورتيكوستيرويدات خفيفة حسب الحالة لتقليل الالتهاب الكبدي.

التعايش والتوقعات المستقبلية

يُعَدُّ التشخيص المبكر عاملًا رئيسيًا في تحسين التوقعات. في الأنواع الحادة، قد لا تتجاوز القطة العام الأول من عمرها، بينما يمكن للحالات الخفيفة أن تعيش عدة سنوات مع رعاية غذائية دقيقة ومتابعة بيطرية دورية.

طرق الوقاية

  • إجراء الفحص الجيني للقطط المُراد تزويجها، خصوصًا في سلالة Norwegian Forest.
  • الامتناع عن تربية القطط الحاملة للطفرة مع بعضها.
  • تثقيف المربّين والمالكين حول المرض وأهمية التغذية السليمة.

أسئلة شائعة

هل يمكن شفاء مرض تخزين الجليكوجين لدى القطط؟

حتى الآن لا يوجد علاج نهائي، لكن الرعاية الغذائية والعلاج الداعم يقللان من حدة الأعراض.

ما هي علامات نقص سكر الدم التي يجب أن أراقبها؟

ارتعاش، اتساع حدقة العين، فقدان التوازن، التشنجات أو السقوط المفاجئ.

هل يُنصح بإخصاء/تعقيم القطط المصابة؟

نعم، لمنع انتقال الجين الطافر إلى الأجيال القادمة.

هل يُعَدُّ زرع الكبد خيارًا؟

لا يزال هذا الإجراء تجريبيًا ومكلفًا جدًا، ولم تثبت فعاليته في القطط بعد.

من خلال الفهم العميق للمرض والاستعانة بطبيب بيطري خبير، يمكنك توفير أفضل حياة ممكنة لرفيقك الصغير.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version