مرض أديسون عند القطط: الدليل الشامل للأسباب والأعراض وخيارات العلاج

يُعَدّ مرض أديسون – أو قصور الغدة الكظرية – من الأمراض النادرة نسبيًا لدى القطط مقارنة بالكلاب، لكنه قد يُشكل تهديدًا خطيرًا على حياة القطة إذا لم يُكتشف ويُعالج في الوقت المناسب. في هذا الدليل المفصل، سنأخذك في جولة شاملة لفهم كل ما يتعلق بالمرض، من وظائف الغدة الكظرية والأسباب المحتملة للإصابة، مرورًا بالأعراض وطرق التشخيص، وصولًا إلى أحدث بروتوكولات العلاج والرعاية المنزلية.

ما هو مرض أديسون؟

مرض أديسون هو حالة مرضية تنتج عن قصور في إفراز هرموني الكورتيزول والألدوستيرون من قشرة الغدة الكظرية. يؤدي هذا القصور إلى اختلالات خطيرة في توازن المعادن والسوائل داخل الجسم، ويؤثر في قدرة القطة على التعامل مع الضغوط البيولوجية والمناعية.

نبذة عن الغدد الكظرية ووظائفها

توجد الغدتان الكظريتان أعلى الكليتين مباشرة، وتُفرزان مجموعة من الهرمونات الحيوية، أهمها:

  • الكورتيزول: هرمون يشارك في تنظيم الاستجابة للضغط، واستقلاب البروتين والدهون، وضبط الالتهاب.
  • الألدوستيرون: يساعد في ضبط مستويات الصوديوم والبوتاسيوم، وبالتالي التحكم في ضغط الدم وتوازن السوائل.

ما أسباب الإصابة بمرض أديسون عند القطط؟

تنقسم الأسباب عادة إلى أولية وثانوية:

  • أسباب أولية (أكثر شيوعًا): تلف مباشر في قشرة الغدة الكظرية نتيجة تفاعل مناعي ذاتي، التهاب، أورام أو عدوى فطرية/بكتيرية.
  • أسباب ثانوية: قصور في إفراز هرمون ACTH من الغدة النخامية، أو التوقف المفاجئ عن تعاطي الكورتيكوستيرويدات بجرعات عالية ولفترة طويلة.

علامات وأعراض مرض أديسون

قد تتشابه الأعراض مع أمراض أخرى، ما يجعل التشخيص تحديًا للطبيب البيطري:

  • خمول وضعف عام وفقدان في النشاط
  • فقدان الشهية وفقدان الوزن التدريجي
  • قيء أو إسهال متكرر
  • جفاف شديد وشرب ماء زائد أو بالعكس (حسب المرحلة)
  • رعشة عضلية أو تصلب في الأطراف
  • انخفاض حرارة الجسم أو تسارع نبضات القلب
  • هبوط مفاجئ في ضغط الدم (قد يقود إلى أزمة أديسونية)

كيفية تشخيص مرض أديسون

يلجأ الطبيب البيطري إلى مزيج من الفحوص المخبرية والتصويرية للتأكد من الإصابة:

الفحوصات المخبرية الأساسية

  • صورة دم كاملة (CBC) لرصد فقر الدم أو تغير كريات الدم البيضاء.
  • تحليل كيمياء الدم لتقييم نسب الصوديوم، البوتاسيوم، الكالسيوم، والكلوريد.
  • قياس مستوى الكورتيزول القاعدي؛ قيمة منخفضة قد تشير للقصور.
  • تحليل البول لقياس الجاذبية النوعية وتقييم الترطيب الداخلي.

اختبار التحفيز بـ ACTH

يُعدُّ المعيار الذهبي لتشخيص مرض أديسون؛ إذ تُقاس مستويات الكورتيزول قبل وبعد حقن هرمون ACTH الصناعي. عدم ارتفاع مستوى الكورتيزول بعد الحقن يُؤكد القصور.

فحوص تصويرية مساندة

  • الموجات فوق الصوتية (السونار): لرصد حجم الغدة الكظرية واستبعاد الأورام.
  • الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي: في الحالات المعقدة أو عند الاشتباه في أسباب ثانوية.

خيارات العلاج وإدارة الحالة على المدى الطويل

يعتبر مرض أديسون قابلًا للعلاج إلى حدٍّ كبير، لكن القطة ستحتاج إلى علاج هرموني تعويضي مدى الحياة.

العلاج الهرموني التعويضي

  1. فلودروكورتيزون Fludrocortisone: يُعطى فمويًا يوميًّا ويُغطي حاجة الجسم من الألدوستيرون والكورتيزول جزئيًا.
  2. DOCP (ديزوكسى كورتكوستيرون بيفالات): حقنة تحت الجلد أو عضلية كل 3–4 أسابيع لتعويض الألدوستيرون فقط؛ وتُستكمل مع جرعات يومية من بريدنيزولون لتعويض الكورتيزول.

التعامل مع الأزمة الأديسونية الحادة

  • تسريب محاليل وريدية مكثفة لعلاج الجفاف وعدم توازن الكهارل.
  • حقن ديكساميثازون أو هيدروكورتيزون لإنقاذ القطة سريعًا.
  • مراقبة تخطيط القلب لعلاج فرط بوتاسيوم الدم المحتمل.

الرعاية المنزلية والمتابعة الدورية

بعد استقرار القطة وخروجها من المستشفى، تقع على عاتقك مسؤولية كبرى للحفاظ على صحتها:

  • الالتزام الصارم بجدول الأدوية والحقن.
  • فحص مستويات الصوديوم والبوتاسيوم دوريًّا (كل 4–6 أسابيع أولًا، ثم كل 3–6 أشهر).
  • توفير مياه عذبة في كل الأوقات مع طعام عالي الجودة وغني بالبروتين.
  • مراقبة سلوك القطة؛ أي خمول أو قيء متكرر يستدعي زيارة الطبيب.
  • استشارة الطبيب قبل أي جراحة أو تغيير في الأدوية لتعديل جرعات الكورتيزول.

نصائح للوقاية ودعم صحة الغدد الكظرية

لا توجد طرق وقائية مضمونة، لكن الالتزام بنظام غذائي متوازن والفحوص الدورية يساعدان على الكشف المبكر عن أي خلل هرموني. تجنّب إعطاء القطة أدوية كورتيكوستيرويد بجرعات عالية دون إشراف بيطري، واتباع جدول سحب تدريجي إذا دعت الحاجة للتوقف.

الأسئلة الشائعة

س: هل يمكن شفاء القطة نهائيًا من مرض أديسون؟
ج: لا يمكن الشفاء التام لأن المشكلة تكمن في تلف دائم للغدة الكظرية، لكن بالعلاج التعويضي تعيش القطة حياة طبيعية.

س: ما متوسط العمر المتوقع للقط المصاب؟
ج: مع الالتزام بالعلاج والزيارات الدورية، يمكن للقطة أن تعيش عمرها الطبيعي تقريبًا.

س: هل يؤثر المرض على سلوك القطة؟
ج: قد يظهر الخمول أو التوتر قبل التشخيص، لكن غالبًا ما تعود القطة لحيويتها بعد استقرار الهرمونات.

الخلاصة

رغم ندرة مرض أديسون لدى القطط، فإن فهمك لأعراضه وأهمية التشخيص المبكر والعلاج التعويضي المستمر قادر على إنقاذ حياة قطتك ومنحها سنوات مليئة بالراحة والصحة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version