متلازمات خلل التنسج النخاعي لدى القطط: نظرة عامة
تُعدّ متلازمات خلل التنسج النخاعي (Myelodysplastic Syndromes – MDS) مجموعة من الاضطرابات النادرة التي يُصاب بها نخاع العظم، ما يؤدي إلى إنتاج خلايا دموية غير ناضجة أو غير طبيعية. ورغم أن هذه الحالة تُشاهد في الطب البشري أكثر، فإنها قد تُصيب القطط أيضًا، مسببة درجات متفاوتة من فقر الدم، ونقص الكريات البيضاء، ونقص الصفائح الدموية.
كلما كان التشخيص مبكرًا، زادت فرص السيطرة على الأعراض وتحسين جودة حياة قطك.
كيف يحدث خلل التنسج النخاعي؟
يعمل نخاع العظم كـ«مصنع» لإنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. عندما يختل هذا المصنع لسبب ما، يُصبح عاجزًا عن إخراج خلايا ناضجة وصحية بالعدد المطلوب، فتظهر العلامات السريرية تدريجيًا على القط.
الآليات الأساسية
- اضطراب في عملية الانقسام الخلوي يؤدي إلى تشكُّل خلايا غير كاملة النضج.
- المناعة الذاتية قد تهاجم الخلايا السليمة داخل نخاع العظم.
- حدوث طفرات جينية مكتسبة أو وراثية تؤثر في الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم.
الأسباب وعوامل الخطر
يمكن تلخيص أهم العوامل المرتبطة بظهور MDS في القطط فيما يلي:
- عدوى فيروسية مزمنة: مثل فيروس ابيضاض الدمّ السنّوري (FeLV) أو العوز المناعي السنّوري (FIV).
- التعرّض للسموم: بعض المبيدات الحشرية، المعادن الثقيلة أو الأدوية الكيماوية.
- العوامل الوراثية: رغم ندرتها، إلا أنّ بعض السلالات قد تكون أكثر عرضة.
- علاجات سابقة بالإشعاع أو الأدوية السامة للخلايا: تُضعِف نخاع العظم على المدى البعيد.
الأعراض الشائعة
تعتمد شدة الأعراض على نوع الخلايا المتأثرة ودرجة النقص الحاصل:
- خمول وكسل عام
- شحوب اللثة أو الأغشية المخاطية (دلالة على فقر الدم)
- التهابات متكررة أو مطوَّلة بسبب نقص الكريات البيضاء
- نزيف تحت الجلد أو من اللثة والأنف جرّاء نقص الصفائح الدموية
- فقدان شهية ونقص وزن تدريجي
- ارتفاع حرارة الجسم في حال وجود عدوى ثانوية
كيف يتم التشخيص؟
يبدأ الطبيب البيطري عادة بفحص سريري كامل، ثم يطلب تحاليل لتأكيد الاشتباه:
الفحوصات المخبرية
- عدّ دموي شامل (CBC): يبيّن مستويات منخفضة في خلية أو أكثر.
- مسحة دموية: تساعد على تقييم شكل خلايا الدم.
- اختبارات فيروسات القطط: لتحرّي FeLV وFIV.
- كيمياء الدم: لاستبعاد أمراض أخرى.
خزعة أو شفط نخاع العظم
هو الاختبار الحاسم لتأكيد وجود خلايا غير ناضجة أو شاذة في نخاع العظم. في بعض الحالات، تُستخدم تقنيات صبغ خاصة للكشف عن الحلقات السديرية أو زيادة الأرومات الانفجارية (blasts).
الخيارات العلاجية
لا يوجد علاج شافٍ تمامًا لـ MDS في القطط، لكن هناك استراتيجيات تهدف إلى تقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة:
- نقل الدم: لتصحيح فقر الدم الحاد.
- المضادات الحيوية: عند وجود عدوى أو للوقاية منها عند نقص الكريات البيضاء.
- الستيرويدات أو الأدوية المناعية: لتقليل تدمير الخلايا الدموية.
- عامل تحفيز كريات الدم الحمراء (EPO): في بعض الحالات المختارة.
- علاج السبب الكامن: مثل معالجة FeLV أو إيقاف دواء سام للنخاع.
- المكملات الغذائية: فيتامينات B12، حمض الفوليك، والحديد عند الحاجة.
الرعاية المنزلية والمتابعة
يتطلب قطك روتين رعاية خاص يشمل:
- زيارات دورية للعيادة لإعادة الفحص وتحليل الدم.
- مراقبة لثة القط ولونها والتنفس والحرارة يوميًا.
- توفير بيئة نظيفة وآمنة تقلل فرص العدوى.
- تقديم غذاء عالي الجودة وغني بالسعرات والبروتين.
- الالتزام الصارم بجدول الأدوية والمكملات الموصوفة.
الوقاية وتقليل المخاطر
رغم صعوبة منع الحالات الوراثية، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لتقليل فرص إصابة قطك:
- التطعيم ضد FeLV وفق التوصيات البيطرية.
- تجنّب تعرّض القط للمبيدات أو المواد الكيميائية المنزلية السامة.
- التعقيم المبكر قد يُقلل من احتمال انتقال بعض الفيروسات بين القطط.
- إجراء فحوص دورية، خاصة عند القطط كبيرة السنّ.
أسئلة شائعة
هل يمكن شفاء القط تمامًا من MDS؟
غالبًا لا، لكن يمكن السيطرة على الأعراض لفترات طويلة لدى بعض القطط عبر العلاج الداعم.
ما متوسط العمر المتوقع بعد التشخيص؟
يعتمد على شدة الحالة والاستجابة للعلاج؛ يتراوح من بضعة أشهر إلى سنوات.
هل المرض معدٍ للبشر أو للقطط الأخرى؟
المرض ذاته غير معدٍ، لكنه قد يرتبط بفيروسات مثل FeLV التي تنتقل بين القطط. لذا يُنصح بعزل القط المصاب حتى يتأكد الطبيب البيطري من سلامة الآخرين.
في النهاية، يُعدّ التواصل الدائم مع الطبيب البيطري جوهريًا لتعديل الخطة العلاجية حسب استجابة قطك واستمرار مراقبة حالته الصحية.
المراجع
- د. أحمد بن علي. “دور الفيروسات في أمراض القطط..” , 2019-11-25. www.vettimes.co.uk