بلّورات البول وحصوات المثانة لدى القطط: مقدّمة شاملة

تُعدّ مشاكل الجهاز البولي من أكثر الحالات الصحية شيوعاً لدى القطط، ويأتي في مقدّمتها تكوُّن بلّورات البول التي قد تتطوّر لاحقاً إلى حصوات مثانة مؤلمة وخطيرة إذا لم تُعالَج في الوقت المناسب. يستعرض هذا الدليل الشامل كل ما تحتاج لمعرفته حول الأسباب، الأنواع، الأعراض، طرق التشخيص، والعلاجات المتاحة، إضافة إلى نصائح الوقاية وإدارة الحالة على المدى البعيد.

ما هي بلّورات البول؟

بلّورات البول هي تراكمات مجهرية صلبة تتشكّل عندما تتبلور المعادن والأملاح الذائبة في البول. غالباً ما تكون عبارة عن مزيج من كربونات الكالسيوم، فوسفات الكالسيوم، أو مركّبات الستروفيت (الماغنسيوم والأمونيا والفوسفات). وعندما تتجمع هذه البلّورات بأحجام أكبر، قد تتحوّل إلى حصوات مثانية تُعرَف طبياً باسم Uroliths.

أنواع البلّورات الشائعة عند القطط

  • ستروفيت (Struvite): الأكثر شيوعاً، وغالباً ما ترتبط بالبول القلوي.
  • أكسالات الكالسيوم (Calcium Oxalate): تتكوّن عادةً في البول الحمضي وقد يكون لها علاقة بالوراثة أو النظام الغذائي الغني بالكالسيوم.
  • بلّورات نادرة: مثل يورات الأمونيوم (Ammonium Urate) وسيستين (Cystine) التي تظهر في حالات وراثية أو أمراض كبدية معينة.

أسباب تشكُّل البلّورات والحصوات

  1. الجفاف: نقص شرب الماء يقلّل من تخفيف البول ويزيد تركيز المعادن.
  2. النظام الغذائي: الأطعمة الغنية بالمغنسيوم، الفوسفور، أو الكالسيوم قد ترفع نسبة البلّورات.
  3. درجة حموضة البول (pH): القلوية الزائدة أو الحموضة العالية تُسهّل ترسّب بعض المعادن.
  4. الوراثة: بعض السلالات مثل الفارسي والهيمالايا أكثر عرضة لتكوّن الأكسالات.
  5. الخمول والسمنة: تقل الحركة فيتبطأ تدفّق البول، ما يسمح بترسّب الأملاح.
  6. عدوى المسالك البولية: البكتيريا يمكن أن تغيّر درجة حموضة البول وتفرز إنزيمات ترفع تركيز الأمونيا.

الأعراض الشائعة

قد تختلف الأعراض باختلاف حجم البلّورات أو الحصوات وموقعها. استشر الطبيب البيطري عند ظهور أي من العلامات التالية:

  • صعوبة أو ألم أثناء التبوّل
  • تكرار التبوّل بكميات قليلة
  • وجود دم في البول
  • لعق المنطقة التناسلية بشكل مفرط
  • تبول خارج صندوق الرمل
  • خمول أو فقدان شهية

مضاعفات محتملة

إذا تُركت البلّورات بلا علاج، يمكن أن تسبّب انسداداً كاملاً للمسالك البولية، وهي حالة طارئة تهدّد حياة القط لأنها تمنع طرح البول وتؤدي إلى فشل كلوي سريع.

طرق التشخيص

  • تحليل البول: للكشف عن درجة الحموضة، وجود البلّورات، وخلايا الدم.
  • الأشعة السينية (X-ray): تكشف الحصوات التي تحتوي على الكالسيوم.
  • الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تكتشف الحصوات التي قد لا تظهر بالأشعة.
  • تحليل كيميائي للحصوة: يُجرى إذا تم استخراج الحصوة جراحياً لتحديد نوعها.

خيارات العلاج

العلاج التحفظي (غير الجراحي)

مناسب للحصوات الصغيرة وبلّورات الستروفيت. يشمل:

  • حمية غذائية متخصصة لتغيير درجة حموضة البول وإذابة البلّورات.
  • زيادة استهلاك الماء من خلال أطعمة رطبة أو نوافير مياه للقطط.
  • أدوية مضادة للالتهاب أو المضادات الحيوية عند وجود عدوى.

العلاج الجراحي أو الإجراء المتقدم

في حالات الأكسالات أو الحصوات الكبيرة:

  • استئصال الحصوة جراحياً: يُوصى به إذا كان الانسداد كاملاً أو الحصوة صلبة.
  • تفتيت الحصوات بالليزر: خيار متاح في بعض المراكز البيطرية المتقدمة.

الوقاية وإدارة الحالة على المدى البعيد

بعد العلاج، يجب اتباع خطة وقائية لتجنّب تكرار البلّورات:

  • تقديم ماء عذب بكميات وفيرة طوال الوقت.
  • الالتزام بحمية طبية موصى بها (طعام رطب منخفض المعادن).
  • مراقبة الوزن وتشجيع القط على الحركة.
  • إجراء فحص بول دوري (كل 3–6 أشهر).
  • تقليل التوتر وإتاحة صناديق رمل متعددة ونظيفة.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري مجدداً؟

حال ملاحظة أي عودة للأعراض، أو تغيّر في نمط التبوّل، أو فقدان شهية مفاجئ، يجب مراجعة الطبيب فوراً لتجنّب المضاعفات.

خاتمة

بلّورات البول وحصوات المثانة مشكلة قابلة للعلاج والوقاية إذا تم اكتشافها مبكراً واعتماد نظام غذائي ورعاية مناسبة. من خلال مراقبة سلوك قطك، توفير بيئة خالية من التوتر، وضمان شربه الكافي للماء، يمكنك تقليل خطر هذه الحالة والحفاظ على صحة جهازه البولي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version