نقص بوتاسيوم الدم عند القطط: الأسباب، الأعراض، التشخيص وسبل العلاج

يُعَدُّ البوتاسيوم أحد أهم المعادن داخل جسم القط؛ فهو مسؤول عن نقل الإشارات العصبية، انقباض العضلات، وتنظيم ضربات القلب. عندما ينخفض مستواه في الدم عن الحدود الطبيعية (عادة أقل من 3.5 مليمول/لتر) تظهر مشكلة تُسمى نقص بوتاسيوم الدم، وهي حالة تستوجب تدخلاً بيطرياً سريعاً لحماية حياة القط وجودته.

لماذا يُعتبر البوتاسيوم أساسياً لصحة القطط؟

يلعب البوتاسيوم دوراً محورياً في عدة وظائف حيوية، من أبرزها:

  • الحفاظ على توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها.
  • تمكين العضلات – بما فيها عضلة القلب – من الانقباض والانبساط بسلاسة.
  • نقل النبضات العصبية عبر الجهاز العصبي.
  • المساعدة في استقلاب الكربوهيدرات والبروتينات.

أي خلل في تركيز هذا المعدن قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة تشمل ضعف العضلات، عدم انتظام ضربات القلب، بل وقد يصل الأمر إلى شلل تنفسي في الحالات الشديدة.

الأسباب الشائعة لنقص بوتاسيوم الدم

رغم أن قلة تناول البوتاسيوم في الغذاء قد تسهم في هذه الحالة، إلا أن السبب في الغالب هو خسارة البوتاسيوم أو توزيعه بشكل غير طبيعي داخل الجسم. إليك أبرز المسببات:

  1. أمراض الكلى المزمنة: تؤدي إلى فقدان مفرط للبوتاسيوم في البول.
  2. القيء أو الإسهال المستمر: يسببان خسارة مباشرة للمعادن.
  3. استخدام المدرّات البولية: خاصة تلك التي لا تحافظ على البوتاسيوم (مثل فيوروسيميد).
  4. العلاج بالأنسولين أو فرط نشاط البنكرياس: يدفع البوتاسيوم إلى داخل الخلايا بشكل مفاجئ.
  5. الحالات الوراثية: مثل المتلازمة المعروفة في بعض سلالات البورمي Burmese Hypokalemia.
  6. الاضطرابات الهرمونية: كفرط نشاط الغدة الدرقية أو فرط الألدوستيرون.

أهم الأعراض التي يجب ملاحظتها

قد تختلف شدة الأعراض باختلاف مستوى النقص وسرعته، وتشمل:

  • ضعف عام وخمول واضح.
  • انثناء العنق للأسفل (انحناء الرأس نحو الصدر) بسبب ضعف عضلات الرقبة.
  • فقدان الشهية وفقدان الوزن.
  • رعشة أو ارتعاش في الأطراف.
  • عدم انتظام ضربات القلب أو بطء النبض.
  • زيادة التبول والعطش، خصوصاً في حالات أمراض الكلى.
  • اضطرابات هضمية مثل القيء أو الإسهال.
  • في الحالات الحادة: صعوبة في التنفس أو شلل حاد.

ملاحظة مبكرة لهذه العلامات – خاصة ارتخاء الرقبة – تُعد جرس إنذار يستوجب فحصاً بيطرياً فورياً.

كيفية تشخيص نقص بوتاسيوم الدم

1. الفحص السريري

يبدأ الطبيب البيطري بمراجعة التاريخ الطبي للقط، الأدوية المستعملة، وعوامل الخطر المحتملة، ثم يفحص حالة العضلات والقلب والجهاز العصبي.

2. تحاليل الدم الشاملة

تشمل:

  • لوحة الكهارل: لقياس تركيز البوتاسيوم والصوديوم والكلوريد.
  • اختبارات وظائف الكلى: مثل اليوريا والكرياتينين.
  • تحليل الغازات الدموية: لتقييم التوازن الحمضي القاعدي.

3. مخطط كهربية القلب (ECG)

إحدى الأدوات المهمة لاكتشاف تأثير نقص البوتاسيوم على إيقاع القلب، حيث يظهر عادة تسطح موجة T أو انخفاض قطعة ST.

4. فحوصات إضافية

قد تشمل أشعة سينية أو موجات فوق صوتية للتحقق من حالة الكلى والغدد الصماء عند الاشتباه في أمراض أخرى.

خيارات العلاج المتاحة

1. العلاج العاجل

في الحالات الشديدة، يعطى القط بوتاسيوم كلورايد عبر الوريد بجرعات محسوبة بدقة؛ لأن الإفراط في التسريب قد يسبب اضطرابات قلبية قاتلة.

2. العلاج الفموي طويل الأمد

إذا كان النقص مزمنًا أو مرتبطًا بمرض كلوي، تُستخدم مكملات مثل بوتاسيوم غلوكونات أو بوتاسيوم سيترات في شكل شراب أو أقراص.

3. معالجة السبب الكامن

من الضروري علاج الحالات المرضية المسببة (مثل إيقاف المدرّات أو ضبط جرعة الأنسولين) وإدارة أمراض الكلى بخطط غذائية وعلاجية متكاملة.

الرعاية المنزلية والمتابعة

  • مواعيد منتظمة لفحص الدم ومراقبة مستويات البوتاسيوم.
  • اتباع حمية بيطرية مناسبة للحالة الكلوية إذا لزم الأمر.
  • توفير مياه نظيفة بكثرة لتجنب الجفاف.
  • عدم إعطاء أي أدوية (خاصة المدرّات أو الكورتيكوستيرويدات) دون استشارة بيطرية.
  • مراقبة نشاط القط وشهيته والإبلاغ عن أي تغيّر جديد.

أسئلة شائعة حول نقص بوتاسيوم الدم عند القطط

هل يمكن لنقص البوتاسيوم أن يختفي من تلقاء نفسه؟

نادراً ما يحدث ذلك؛ إذ يجب معرفة السبب الرئيس ومعالجته، مع تعويض البوتاسيوم تحت إشراف الطبيب.

هل المكملات الغذائية وحدها تكفي؟

ليست كل الحالات تستجيب للمكملات الفموية فقط، فالقطط المصابة بأمراض كلوية متقدمة تحتاج غالباً لعلاج مزدوج ومتابعة حثيثة.

ما مدى خطورة ترك الحالة دون علاج؟

قد يؤدي الإهمال إلى ضعف عضلات التنفس أو توقف القلب، ما يعرّض حياة القط للخطر.

باتخاذ الخطوات الصحيحة – من التشخيص الدقيق إلى الالتزام بجرعات المكملات – يمكن لغالبية القطط المصابة بنقص بوتاسيوم الدم أن تستعيد نشاطها وجودة حياتها. تذكّر دائماً أن المتابعة الدورية مع الطبيب البيطري هي مفتاح النجاح.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version