كل ما تحتاج معرفته عن نقص إنزيم البيروفات كيناز عند القطط: الأسباب، الأعراض، وخيارات العلاج

يُعدّ نقص إنزيم البيروفات كيناز (PK) أحد أكثر الاضطرابات الأيضية الوراثية شيوعًا عند القطط، حيث يؤدي إلى تكسير مبكّر لخلايا الدم الحمراء (فقر دم انحلالي). مع أن المرض قد يبدو مخيفًا، إلا أنّ الفهم الجيد لأسبابه وأعراضه وطرق التعامل معه يمكِّنك من توفير حياة مريحة وطويلة لقطتك.

ما هو نقص إنزيم البيروفات كيناز؟

إنزيم البيروفات كيناز مسؤول عن خطوة أساسية في إنتاج الطاقة داخل خلايا الدم الحمراء. عند غيابه أو انخفاض نشاطه، تفقد الخلايا قدرتها على إنتاج الطاقة اللازمة للبقاء حيّة، ما يسرّع تكسّرها داخل الطحال والكبد.

كيف يؤثر نقص الإنزيم على خلايا الدم الحمراء؟

بدون مصدر طاقة ثابت، تصبح أغشية خلايا الدم الحمراء هشّة، وتتحلل قبل انتهاء عمرها الطبيعي (120 يومًا). النتيجة المباشرة هي فقر دم متقطع أو مزمن، قد يتفاقم بسرعة عند التعرّض للإجهاد أو العدوى.

السلالات الأكثر عرضة للإصابة

  • الأبيسيني (Abyssinian)
  • الصومالي (Somali)
  • البنغالي (Bengal)
  • الماو المصري (Egyptian Mau)
  • الماين كون (Maine Coon)
  • الأمريكان شورثاير (American Shorthair)

علامات وأعراض نقص إنزيم البيروفات كيناز

قد تظهر الأعراض بشكل متقطع على مدى شهور أو سنوات، ويعتمد ذلك على مستوى نشاط الإنزيم المتبقّي:

  • شحوب أو بياض اللثة واللسان
  • خمول وضعف عام
  • تسارع معدّل التنفس أو صعوبة التنفس
  • فقدان الشهية وفقدان الوزن
  • تضخم الطحال أو البطن
  • يرقان خفيف (اصفرار خفيف للجلد أو العيون)

الأسباب والعوامل الوراثية

ينتج المرض عن طفرة متنحية في الجين PKLR. لكي تُصاب القطة بالمرض، يجب أن ترث نسخة معيبة من الجين من كلا الأبوين. القطط الحاملة لنسخة واحدة لا تظهر عليها الأعراض ولكنها قد تنقل الجين لنسلها.

أنماط الوراثة

إذا كان كلا الوالدين حاملَيْن، فهناك احتمالية بنسبة 25٪ لإنجاب قطة مصابة، و50٪ لإنجاب قطة حاملة، و25٪ لإنجاب قطة سليمة بالكامل.

التشخيص

  1. فحص سريري شامل مع تقييم لون اللثة والأغشية المخاطية.
  2. عدّ دم كامل (CBC) لتحديد درجة فقر الدم وعدد الشبكيات.
  3. اختبار تركيز إنزيم البيروفات كيناز في المختبر.
  4. اختبار الحمض النووي لتأكيد وجود الطفرة.
  5. تصوير بالموجات فوق الصوتية للكبد والطحال لتقييم التضخم.
  6. اختبارات استبعادية مثل اختبار كومبس السلبي للتأكد من أن فقر الدم ليس مناعي المنشأ.

خيارات العلاج والتعامل اليومي

لا يوجد علاج شافٍ حتى الآن، إلا أنّ التدخلات الداعمة كافية في معظم الحالات للحفاظ على جودة حياة جيدة:

الدعم العلاجي على المدى القصير

  • نقل دم عند انخفاض مستوى الهيماتوكريت بشكل حاد.
  • علاج الجفاف وموازنة السوائل.
  • إعطاء مضادات الأكسدة ومكملات الفيتامينات (مثل فيتامين E).

استراتيجيات المدى الطويل

  • مراجعات دورية لتعداد خلايا الدم الحمراء والشبكيات.
  • التحكم في مستوى التوتر والالتهابات لتقليل نوبات الانحلال.
  • الأخذ بعين الاعتبار استئصال الطحال في الحالات المتكررة لتحسين العمر الافتراضي للخلايا.
  • توفير غذاء غني بالبروتين عالي الجودة لدعم تكوين خلايا دم جديدة.

الرعاية المنزلية والمتابعة

يستطيع المربّي لعب دور رئيسي في رصد التغيرات المبكرة ومنع النوبات الحادة:

  • مراقبة لون اللثة بشكل أسبوعي.
  • تسجيل الشهية، مستوى النشاط، ومعدّل التنفس في دفتر أو تطبيق.
  • زيارة الطبيب البيطري فور ظهور خمول أو شحوب مفاجئ.

الوقاية والفحص الجيني

أفضل إستراتيجية للوقاية هي الفحص الجيني قبل التزاوج:

إن اختبار DNA بسيط يقي الأجيال القادمة من المرض. لا تقم بتزويج قطة حاملة مع أخرى حاملة.

أسئلة شائعة

هل يمكن لقطتي أن تعيش حياة طبيعية؟

نعم، مع المتابعة البيطرية المنتظمة والرعاية الجيدة، يمكن للقطط المصابة العيش لسنوات عديدة بجودة حياة مقبولة.

هل المرض معدٍ؟

لا، المرض وراثي بحت ولا ينتقل عبر الاتصال المباشر.

كم مرة ستحتاج قطتي إلى نقل دم؟

يعتمد ذلك على شدة المرض واستجابة القط للمتابعة المنزلية والرعاية الوقائية؛ بعض القطط لا تحتاج سوى لعمليات نقل قليلة جداً على مدى الحياة.

خاتمة

رغم أن نقص إنزيم البيروفات كيناز اضطراب وراثي مزمن، إلا أنّ التشخيص المبكر والرعاية الداعمة يمكّنان قطتك من عيش حياة صحية وسعيدة. استشر طبيبك البيطري بانتظام، وفكّر في الفحص الجيني إذا كنت تخطّط للتربية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version