كل ما تحتاج معرفته عن عقيدات اللعق الطرفية لدى القطط
إذا لاحظت أن قطتك تلعق منطقة معيّنة من جسدها بشكل مفرط حتى ظهرت بقعة خالية من الشعر أو جرح مفتوح، فقد تكون مصابة بما يُعرف بـعقيدات اللعق الطرفية. في هذا الدليل الشامل سنستعرض الأسباب المحتملة، العلامات التحذيرية، طرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى نصائح عملية للوقاية والرعاية المنزلية.
ما هي عقيدات اللعق الطرفية؟
عقيدة اللعق الطرفية (أو Lick Granuloma) هي آفة جلدية مزمنة تنتج عن لعق القط المتكرر لمنطقة محددة – غالباً الأطراف الأمامية أو الخلفية. يؤدي اللعق المستمر إلى التهاب الجلد، تساقط الشعر، احمرار الجلد، وأحياناً تقرّحه. ومع أنها حالة شائعة أكثر لدى الكلاب، إلا أنها تُشاهد أيضاً لدى القطط، خاصة تلك التي تعاني من التوتر أو الألم المزمن.
أسباب عقيدات اللعق الطرفية
غالباً ما تكون هذه الحالة متعددة العوامل، أي أنّ أكثر من سبب قد يتداخل في ظهورها. فيما يلي أهم الأسباب المحتملة:
- الحساسية: تجاه الطعام، لدغات البراغيث، أو حساسية بيئية (غبار، لقاح نباتي).
- الطفيليات: مثل البراغيث والقمل والقراد التي تُسبِّب حكة موضعية شديدة.
- الالتهابات الجلدية: بكتيرية أو فطرية قد تدفع القطة للعق لتخفيف الانزعاج.
- الألم الموضعي أو مشاكل المفاصل: التهاب المفاصل أو إصابة عظمية تجعل القطة تركز على المنطقة المؤلمة.
- الاضطرابات العصبية: إصابة أو اعتلال أعصاب طرفية يولِّد إحساساً بالوخز أو الحكة.
- عوامل سلوكية أو نفسية: التوتر، الملل، قلة التحفيز الذهني، أو تغيّرات بيئية كدخول حيوان جديد للمنزل.
عوامل الخطر
تتزايد احتمالية الإصابة في الحالات التالية:
- القطط المنزلية التي تقضي ساعات طويلة بمفردها دون ألعاب أو تفاعل كافٍ.
- القطط الأكبر سناً التي قد تعاني من التهاب مفاصل أو أمراض مزمنة.
- السلالات حساسة الجلد مثل السيامي والأبيسيني.
- القطط التي تعرضت لتجارب مرهقة كالسفر المتكرر أو الانتقال لمكان جديد.
الأعراض والعلامات السريرية
يمكن تمييز عقيدات اللعق الطرفية من خلال:
- لعق قهري ومتكرر لمنطقة واحدة.
- بقعة خالية من الشعر، قد تكون دائرية أو بيضوية الشكل.
- سماكة الجلد أو تقرّحه مع أحمرار أو تلون غامق.
- نزّ مائي أو صديدي في حال تفاقم الالتهاب البكتيري.
- تهيج واضح أو ألم عند لمس المنطقة.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
استشر الطبيب البيطري فور ملاحظة:
- استمرار اللعق لأكثر من 24–48 ساعة دون تحسُّن.
- تغيّر لون الجلد أو وجود رائحة كريهة.
- تضخم أو تورم سريع في المنطقة.
- علامات ألم عام: قلة الشهية، عزوف عن اللعب، أو عرج.
تشخيص عقيدات اللعق الطرفية
يعتمد التشخيص على:
الفحص السريري
يفحص الطبيب موضع الآفة، ويبحث عن أية علامات لجروح أو طفيليات.
اختبارات الجلد
قد تشمل كشط الجلد، فحص الشعر مجهرياً، أوزرع بكتيري لتحديد العامل المسبب.
الخزعة
تُجرى عند الاشتباه بوجود مرض جلدي آخر لاستبعاد الأورام أو الاضطرابات المناعية.
التصوير الشعاعي أو الموجات فوق الصوتية
يُوصى به عند الاشتباه بآلام مفصلية أو جسم غريب تحت الجلد.
خيارات العلاج
يُصمم العلاج عادةً لكسر دائرة اللعق ومعالجة السبب الجذري:
وقف سلوك اللعق
- استخدام طوق إليزابيثي لمنع الوصول للجرح.
- تضميد أو تغطية المنطقة بضماد آمن وغير لاصق.
العلاج الدوائي
- مضادات حيوية: موضعية أو فموية لعلاج الالتهاب البكتيري الثانوي.
- مضادات التهابات غير ستيرويدية أو ستيرويدية: لتهدئة الالتهاب والألم.
- مضادات الهيستامين: في حال الحساسية.
- أدوية سلوكية/مهدئات: مثل الفلوكستين أو الأميتريبتيلين عند وجود سبب قهري أو توتري.
العلاجات الموضعية
كالمراهم المضادة للبكتيريا أو الكريمات المهدئة المحتوية على الألوفيرا أو الهيدروكورتيزون بتركيز آمن للحيوانات.
العلاج بالليزر منخفض الشدة
أثبت فعاليته في تسريع الالتئام والحد من الالتهاب في بعض العيادات البيطرية المتخصصة.
الرعاية المنزلية والوقاية
- الإثراء البيئي: وفّر ألعاب ذكاء، أعمدة خدش، وأماكن تسلّق.
- جلسات لعب يومية: على الأقل 15–20 دقيقة لتحفيز القطة ذهنياً وبدنياً.
- الوقاية من الطفيليات: عبر مضادات البراغيث الشهرية.
- مراقبة الحساسية الغذائية: جرّب حمية إقصائية بإرشاد البيطري عند الحاجة.
- زيارات بيطرية دورية: للكشف المبكر عن أي أمراض مفصلية أو جلدية.
المتابعة والتعافي
قد يستغرق شفاء الآفة عدة أسابيع إلى شهور حسب شدة الحالة والتزام الخطة العلاجية. من الضروري:
- إعطاء الدواء في مواعيده حتى بعد تحسُّن المظهر الخارجي.
- متابعة الطبيب البيطري لإزالة الضمادات أو تعديل نوع الدواء.
- مراقبة أي سلوك لعق متجدد للتدخل المبكر قبل تفاقمه.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تختفي عقيدات اللعق الطرفية من تلقاء نفسها؟
نادراً. يجب معالجة السبب الأساسي وكسر سلوك اللعق لمنع تفاقم الجرح.
هل تُعتبر الحالة معدية لقطط أخرى أو للبشر؟
ليست معدية بحد ذاتها، إلا إذا كان هناك مسبب بكتيري أو فطري يمكن أن ينتقل في ظروف معينة.
ما مدة ارتداء الطوق الإليزابيثي؟
يعتمد على سرعة التئام الآفة، لكنها عادة تمتد من أسبوعين إلى ستة أسابيع. يُنصح بعدم إزالته إلا بإذن الطبيب.
نصيحة خبير: “أهم خطوة في علاج عقيدة اللعق هي تحديد السبب الكامن. معالجة الجرح فقط دون معالجة الحساسية أو الألم أو التوتر ستؤدي غالباً إلى عودة الحالة.” – د. أحمد العوضي، طبيب بيطري متخصص في الأمراض الجلدية.
