داء الشعرات الدودية في القطط (الكابيلايريا): دليل شامل للحفاظ على صحة قطتك

يُعد داء الشعرات الدودية أو الكابيلايريا من الطفيليات الداخلية الأقل شهرة لدى مُربي القطط، لكنه قد يُسبب مشكلات صحية خطيرة في الجهاز التنفسي أو البولي لقطتك إذا تُرك دون علاج. في هذا الدليل نُقدم لك كل ما تحتاج معرفته عن هذا المرض؛ بدءًا من طرق العدوى والأعراض ووصولًا إلى خيارات العلاج والوقاية.

ما هو داء الشعرات الدودية؟

الكابيلايريا (Capillaria) هي مجموعة من الديدان الخيطية الدقيقة (الأسطوانية) التي تُصيب عدة أجهزة في جسم القطط، وأبرزها:

  • الجهاز التنفسي (الأنف، القصبة الهوائية، الرئتان).
  • الجهاز البولي (المثانة والإحليل).
  • القناة الهضمية في حالات أقل شيوعًا.

على الرغم من صِغر حجم هذه الديدان، فإن وجودها داخل أنسجة القط يُمكن أن يؤدي إلى التهابات مزمنة ومضاعفات خطيرة إذا لم يُعالج مبكرًا.

كيف تنتقل الكابيلايريا إلى القطط؟

تنتقل العدوى عادةً عندما تبتلع القطة بيوض الطفيل الموجودة في البيئة أو داخل عائل وسيط مثل الديدان الأرضية. وفيما يلي أكثر الطرق شيوعًا لحدوث العدوى:

  1. الابتلاع المباشر للتربة أو المياه الملوثة: قد تلتصق البيوض بفراء القطة أو بألعابها ثم تبتلعها أثناء التنظيف الذاتي.
  2. أكل الديدان الأرضية أو الفرائس الصغيرة: تعمل الديدان الأرضية كعائل وسيط يحتضن البيوض؛ وعند تناولها تنتقل العدوى مباشرة إلى القطة.
  3. التغذية على طعام نيء ملوث: في حالات نادرة، قد تكون اللحوم النيئة حاملة للبيوض.

بمجرد وصول البيوض إلى معدة القطة، تفقس اليرقات وتبدأ مرحلة النمو داخل العضو المستهدف، سواء كان الجهاز التنفسي أو البولي.

الأنواع الشائعة التي تصيب القطط

Capillaria aerophila (الشعرية التنفسية)

تستوطن الممرات الهوائية وتُسبب السعال المزمن وصعوبات التنفّس. وقد تتفاقم الحالة لتصل إلى الالتهاب الرئوي إذا تُركت دون علاج.

Capillaria plica (الشعرية البولية)

تُصيب بطانة المثانة البولية، ما يؤدي إلى التهابات تشبه التهاب المثانة البكتيري بظهور دم أو صعوبة في التبول.

Capillaria boehmi (الشعرية الأنفية)

تركز هذه الدودة على تجويف الأنف والجيوب الأنفية، مسببةً عطسًا متكررًا وإفرازات أنفية مدمّعة.

الأعراض والعلامات السريرية

قد تختلف الأعراض تبعًا للعضو المُصاب، لكن يُمكن تلخيصها فيما يلي:

  • أعراض تنفسية: سعال جاف أو رطب، عطس متكرر، صعوبة أو صوت صفير أثناء التنفس، إفرازات أنفية.
  • أعراض بولية: كثرة التبول مع كميات قليلة، دم في البول، تبول خارج صندوق الفضلات، ألم عند التبول.
  • أعراض عامة: فقدان الشهية، فقدان الوزن التدريجي، خمول، معطف فراء باهت.

قد تتشابه هذه الأعراض مع حالات أخرى مثل الربو أو التهاب المثانة البكتيري، لذا من الضروري استشارة طبيب بيطري لتأكيد التشخيص.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟

نصيحة بيطرية: أي سعال مستمر لأكثر من 24–48 ساعة أو وجود دم في البول يستدعي فحصًا بيطريًا فوريًا، خاصة إذا لاحظت خمولًا أو فقدانًا للشهية.

لا تنتظر حتى تزداد حدة الأعراض؛ فالتدخل المبكر يُحسّن من فرص الشفاء ويُقلل المضاعفات طويلة الأمد.

كيفية التشخيص

يعتمد الطبيب البيطري على مجموعة من الاختبارات لتأكيد الإصابة بالكابيلايريا:

  1. الفحص البدني: الاستماع إلى صوت الرئتين وفحص المثانة وتحسس بطانة الأنف.
  2. اختبار البراز: الكشف عن بيوض الطفيل باستخدام تقنية الطفو.
  3. تحليل البول: يُظهر بيوض Capillaria plica في حالات العدوى البولية.
  4. الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: لتقييم حالة الرئة أو المثانة.
  5. غسل القصبات الهوائية أو منظار الأنف: في الحالات التنفسية المُزمنة للكشف عن الديدان البالغة.

خيارات العلاج المتاحة

لحسن الحظ، يستجيب داء الشعرات الدودية جيدًا للعلاجات الدوائية المضادة للطفيليات إذا شُخِّص مبكرًا. تشمل الأدوية الشائعة:

  • فينبيندازول (Fenbendazole): 50 ملغم/كغ لمدة 3–5 أيام، وقد تتكرر الدورة بعد أسبوعين.
  • إيفرمكتين (Ivermectin): جرعة واحدة يحددها الطبيب البيطري وفق وزن القطة وحالتها الصحية.
  • موسيدكتين أو سيلامكتين الموضعي: خيارات شهرية فعالة للوقاية والعلاج في آن واحد.
  • علاج داعم: مضادات حيوية للعدوى الثانوية، أدوية السعال، وترطيب بالسوائل الوريدية عند الحاجة.

يُعطي الطبيب البيطري جدولاً مُحددًا للجرعات وفترات المتابعة بناءً على شدة العدوى واستجابة القطة للعلاج.

الرعاية المنزلية ومتابعة العلاج

بعد بدء العلاج الدوائي، اتبع هذه التعليمات لضمان التعافي الكامل:

  • أكمِل دورة الدواء بالكامل حتى لو اختفت الأعراض.
  • نظّف صندوق الفضلات يوميًا وتخلّص من الفضلات في أكياس مُحكمة.
  • قدِّم غذاءً عالي الجودة وغنيًّا بالبروتين لدعم المناعة.
  • راقب القطة للتأكد من تحسّن التنفس أو توقف التبول المؤلم.
  • أعد زيارة الطبيب البيطري لإعادة الاختبارات بعد 4–6 أسابيع.

كيفية الوقاية وتقليل مخاطر العدوى

  • إبقاء القطط داخل المنزل قدر الإمكان لمنع ابتلاع الديدان الأرضية أو التربة الملوثة.
  • منع القطط من صيد الفرائس الصغيرة أو تناول اللحوم النيئة غير المعالجة.
  • استخدام أدوية الوقاية الشهرية من الطفيليات حسب توصية الطبيب البيطري.
  • تنظيف صندوق الفضلات وإزالة الفضلات سريعًا للحد من تلوث البيئة المنزلية.
  • إجراء فحوصات براز وبول دورية، خاصةً في القطط التي تعيش في مناطق ريفية.

الأسئلة الشائعة

هل تُعد الكابيلايريا معدية للبشر؟

حالات انتقال الكابيلايريا إلى البشر نادرة للغاية وغير موثقة بوضوح؛ ومع ذلك يُنصح دائمًا بغسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع فضلات القطط أو التربة.

هل يمكن أن تُصاب القطط المنزلية التي لا تخرج من المنزل بالكابيلايريا؟

احتمال الإصابة أقل بكثير، لكنه وارد إذا كانت التربة أو المواد النباتية الملوثة تُدخل إلى المنزل أو إذا ابتلعت القطة حشرة حاملة للبيوض.

ما مدة بقاء البيوض قابلة للحياة في البيئة؟

يمكن لبيوض الكابيلايريا البقاء حية في التربة والرطوبة لعدة أشهر، ما يجعل التنظيف الدوري أمرًا ضروريًا.

الخلاصة

رغم أن داء الشعرات الدودية ليس شائعًا مثل بعض الطفيليات الأخرى، فإنه قد يُشكّل خطرًا حقيقيًا على صحة جهاز القط التنفسي أو البولي. التشخيص المبكر، والالتزام بالعلاج، واعتماد استراتيجيات الوقاية هي مفاتيح الحفاظ على قطتك آمنة وسعيدة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version