مقدمة
تُعَدُّ حموضة الأنابيب الكلوية (Renal Tubular Acidosis – RTA) حالة نادرة ولكنها خطيرة تصيب القطط عندما تعجز الكلى عن الحفاظ على توازن الحموضة داخل الجسم. يؤدي هذا الاضطراب إلى تراكم الأحماض في مجرى الدم، ما ينعكس على صحة القطة العامة ويُضعِف وظائف الأعضاء المختلفة.
ما هي حموضة الأنابيب الكلوية؟
تحدث حموضة الأنابيب الكلوية عندما تفشل الأنابيب الكلوية في إفراز أيونات الهيدروجين (H+) أو إعادة امتصاص أيونات البيكربونات (HCO3–) بالشكل الصحيح. ينتج عن ذلك انخفاض في درجة حموضة الدم (اضطراب يُعرَف بالحماض الاستقلابي) مع بقاء البول في حالة قلوية نسبيًا.
أنواع حموضة الأنابيب الكلوية
- النوع الأول (الحموضة الأنبوبية البعيدة): يفشل الجزء البعيد من الأنبوب الكلوي في إفراز الأحماض الزائدة.
- النوع الثاني (الحموضة الأنبوبية القريبة): يفشل الجزء القريب من الأنبوب الكلوي في إعادة امتصاص البيكربونات.
الأسباب المحتملة
قد تكون حموضة الأنابيب الكلوية:
- وراثية/خلقية: تظهر في القطط الصغيرة بسبب اضطرابات جينية تؤثر في وظائف الأنابيب.
- مكتسَبة: نتيجة أمراض أو عوامل خارجية مثل:
- التعرض للسموم (مثل الإيثيلين جلايكول الموجود في مانع التجمد).
- تناول أدوية معينة لفترات طويلة (على سبيل المثال بعض المضادات الحيوية أو مضادات الالتهاب).
- الالتهابات المزمنة في الكلى.
- أمراض المناعة الذاتية.
الأعراض والعلامات السريرية
قد تختلف الأعراض من قطة إلى أخرى، لكن أبرز العلامات تشمل:
- الخمول وضعف العضلات.
- فقدان الشهية وفقدان الوزن الملحوظ.
- القيء أو الإسهال المتكرر.
- زيادة شرب الماء والتبول (بوليوريا).
- ارتعاشات عضلية أو تصلب في الأطراف.
- نفس ذو رائحة حموضية خفيفة (في الحالات الشديدة).
كيفية التشخيص
يعتمد التشخيص الدقيق على عدة خطوات:
- الفحص السريري: ملاحظة العلامات الجسدية والسلوكيات غير الطبيعية.
- تحاليل الدم الشاملة: لتقييم مستويات الكهارل، ودرجة الحموضة، ووظائف الكلى.
- تحليل البول: قياس درجة الحموضة للكشف عن قلوية البول رغم وجود حماض في الدم.
- اختبارات متخصصة: مثل اختبار «حمولة الحمض» أو اختبار «تحميل البيكربونات» لتمييز بين النوع الأول والنوع الثاني.
- الأشعة التصويرية: قد تكشف ترسُّبات الكالسيوم أو حصوات الكلى.
خيارات العلاج
يهدف العلاج إلى تصحيح الخلل الحمضي ومعالجة السبب الأساسي:
- مكملات البيكربونات: تُعطى فمويًا أو وريديًا لتعويض فقد البيكربونات.
- مكملات البوتاسيوم: لتصحيح نقص البوتاسيوم المرافق، خاصة في النوع الأول.
- العلاج بالسوائل: لتعويض الجفاف وإعادة توازن الكهارل.
- الأدوية المضادة للالتهاب أو للمناعة: إذا كان السبب مناعيًّا.
- التوقف عن الأدوية السامة: تحت إشراف الطبيب البيطري.
الرعاية المنزلية والوقاية
التزامك بخطة العلاج والمتابعة المنتظمة مع الطبيب البيطري هو السبيل الأهم لضمان تعافي قطتك.
نصائح إضافية:
- وفّر مياه شرب نظيفة ومتجددة باستمرار.
- قدِّم غذاءً متوازنًا بوصفة بيطرية عند الحاجة.
- أعِد زيارات متابعة دورية لفحص معدل الحموضة والكهارل.
- أبعِد قطتك عن المواد السامة مثل مانع التجمد.
التوقعات على المدى البعيد
إذا جرى التشخيص مبكرًا والتزم المربّي بالعلاج، فإن توقعات الشفاء جيدة في معظم الحالات. أما في الحالات المهملة أو المتأخرة، فقد تتأثر وظائف الكلى بشكل دائم.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تُشفى القطة تمامًا من حموضة الأنابيب الكلوية؟
في الحالات المكتسَبة، نعم؛ إذ يتحسّن الوضع بمجرد علاج السبب وتصحيح الخلل. أما في الحالات الوراثية، فقد تحتاج القطة إلى علاج داعم مدى الحياة.
هل النظام الغذائي وحده يكفي للتحكم في الحالة؟
لا، النظام الغذائي عنصر أساسي لكنه يُستخدم بالتوازي مع مكملات البيكربونات والبوتاسيوم وفق إرشادات الطبيب.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري فورًا؟
عند ملاحظة خمول شديد، قيء متواصل، أو تنفّس سريع وغير طبيعي، فهذه علامات لخلل حاد في توازن الحموضة تتطلّب تدخلًا عاجلًا.
باتباعك للتوجيهات البيطرية وحرصك على الفحوص الدورية، يمكنك مساعدة قطتك على عيش حياة طبيعية وصحية رغم تشخيص حموضة الأنابيب الكلوية.