فرط الحركة وعدم دقّة الحركة لدى القطط: دليل شامل لفهم الأسباب والعلاج
قد تلاحظ أحيانًا أن قطّك يرفع أقدامه عاليًا عند المشي أو لا يستطيع تقدير المسافة بدقّة فيقفز بشكل مبالغ فيه. هذه العلامات قد تشير إلى حالتين عصبيّتين تُعرفان باسم فرط الحركة (Hypermetria) وعدم دقّة الحركة (Dysmetria). في هذا الدليل نستعرض كل ما تحتاج معرفته لحماية قطّك وتعزيز جودة حياته.
ما هي فرط الحركة وعدم دقّة الحركة؟
فرط الحركة (Hypermetria)
هي حالة عصبيّة تتميّز بحركات مبالغ فيها للأطراف، كأن يرفع القطّ قدميه الأماميتين على شكل “خطوة أوزة” (Goose-step). غالبًا ما ترتبط بتلف في المخيخ أو مساراته العصبيّة.
عدم دقّة الحركة (Dysmetria)
تُشير إلى ضعف قدرة القطّ على تقدير المسافات أو القوّة اللازمة للحركة، فيؤدّي ذلك إلى قفزات أو حركات غير منسّقة تبدو إمّا ناقصة أو مبالغًا فيها.
الأعراض والعلامات السريريّة
- خطوات عالية أو متشنّجة، خصوصًا في الأطراف الأماميّة
- ارتعاش أو اهتزاز الرأس عند الحركة أو تناول الطعام
- سقوط متكرّر أو فقدان التوازن
- صعوبة القفز بدقّة إلى الأسطح المعتادة
- حركات عين غير طبيعيّة (رأرأة)
- تقلّصات أو تشنّجات عضليّة
الأسباب والعوامل المؤدية
غالبًا ما ترتبط فرط الحركة وعدم دقّة الحركة باضطرابات في المخيخ والمسارات العصبيّة المسؤولة عن التنسيق العضلي. تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:
1. الأمراض الفيروسيّة
- فيروس اللوكيميا القططيّة (FeLV)
- فيروس البريتون التنفّسي القططيّ (FIP)
- فيروس بارفو القطط (FPV) الذي يسبّب التهاب الأمعاء الوبائي
- داء الكَلَب (Rabies)
2. الإصابات الرضّية
أي صدمة على الرأس أو العامود الفقري قد تؤثّر في المخيخ أو الحبل الشوكي وتؤدّي إلى اضطراب نمط المشي.
3. الأورام واضطرابات الجهاز العصبي المركزي
الأورام (حميدة أو خبيثة) في المخيخ أو النخاع الشوكي، إضافةً إلى الأكياس أو الالتهابات، قد تسبّب فرط الحركة.
4. الأسباب الاستقلابيّة والسُميّة
- نقص فيتامين B1 (الثيامين)
- التسمّم بالمعادن الثقيلة كالرصاص أو الزنك
- الاختلالات الكهروكيميائيّة الشديدة
5. الاضطرابات التنكّسية والوراثية
مثل التنكّس المخيخي (Cerebellar abiotrophy) أو الأمراض الوراثيّة النادرة التي تدمر خلايا المخيخ تدريجيًا.
6. العيوب الخلقيّة
تطوّر غير طبيعي للمخيخ أو الجهاز العصبي منذ الولادة.
كيف يشخّص الطبيب البيطري الحالة؟
- الفحص العصبي الشامل: تقييم وضعية الرأس، تحرّكات العين، ردّات الفعل، ونمط المشي.
- الفحوص المخبرية: تعداد دم كامل، كيمياء الدم، وتحليل البول لاستبعاد الأسباب الاستقلابيّة أو السُميّة.
- التصوير الشعاعي والمقاطع الطبقيّة: أشعّة سينية أو مقطعيّة (CT) لتقييم العامود الفقري أو الجمجمة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): المعيار الذهبي للكشف عن أورام أو التهاب أو تشوّه خلقي في المخيخ.
- بزل السائل الدماغي الشوكي (CSF): لتحرّي الالتهابات أو العدوى الفيروسيّة.
خيارات العلاج والرعاية
1. معالجة السبب الجذري
- مضادات فيروسيّة أو مضادّات حيويّة عند الحاجة
- إزالة الأورام أو الأكياس جراحيًا إذا أمكن
- علاج تسمّم المعادن بالمواد الخ chelate
- مكمّلات فيتامين B1 عند نقص الثيامين
2. الرعاية الداعمة
في الحالات التي يكون فيها الضرر دائمًا أو يصعب إصلاحه، يُركَّز على تحسين نوعية الحياة:
- علاج طبيعي وتمارين توازن لتحسين التنسيق العضلي
- أدوية مهدّئة للتشنّجات أو الارتعاش عند الحاجة
- استخدام أطقم أو حواجز لمنع السقوط
3. المتابعة الدورية
زيارات منتظمة للطبيب البيطري لمراقبة التقدّم الصحي وضبط الأدوية في حال تغيّر الأعراض.
الرعاية المنزلية ونصائح السلامة
- توفير أسطح مانعة للانزلاق في أرجاء المنزل
- استخدام صناديق فضلات منخفضة الحواف ليسهل الدخول والخروج
- رفع أو تأمين الأسلاك والأغراض التي قد يتعثّر بها القطّ
- تقديم غذاء عالي الجودة غنيّ بالفيتامينات ومضادات الأكسدة
- الإبقاء على جلسات اللعب قصيرة وغير مجهدة
متى يجب زيارة الطبيب البيطري فورًا؟
استشر الطبيب البيطري على الفور إذا لاحظت أيًا ممّا يلي:
- تفاقم سريع في فقدان التوازن أو السقوط
- رعشات أو تشنجات لا تهدأ
- رفض الأكل أو الشرب لأكثر من 24 ساعة
- علامات ألم شديدة مثل المواء المستمر أو الانزواء
الخلاصة
قد تكون فرط الحركة وعدم دقّة الحركة لدى القطط مقلقة، لكنها ليست حكمًا نهائيًا على جودة حياة قطّك. التشخيص الدقيق والتدخّل المبكر، إلى جانب الرعاية المنزلية المناسبة، تمكّنان صديقك الوفي من مواصلة حياته بسعادة وأمان.