عدوى بوردتيلا عند القطط: الدليل الشامل للأعراض والتشخيص والعلاج والوقاية
رغم أن الفيروسات هي المتّهم الأول في أمراض الجهاز التنفسي العلوي لدى القطط، فإن بكتيريا Bordetella bronchiseptica قد تلعب دوراً خطيراً، خصوصاً في البيئات المزدحمة مثل الملاجئ ومحالّ الإيواء. في هذا الدليل ستتعرّف على كل ما يهمّك حول العدوى البكتيرية، بدءًا من طرق الانتقال ووصولاً إلى التشخيص والعلاج والوقاية.
ما هي بكتيريا بوردتيلا برونشيسبتكا؟
هي بكتيريا سلبية الغرام تُصيب المسالك التنفسية، وتلتصق بالأهداب داخل الأنف والقصبة الهوائية فتسبّب التهاباً وسعالاً حاداً. تُعد أحد العوامل الممرضة المشتركة بين الأنواع؛ إذ يمكن أن تُصاب الكلاب والأرانب وحتى بعض الحيوانات البرية بالعدوى منها.
كيف تنتقل عدوى بوردتيلا بين القطط؟
تنتقل البكتيريا في الأساس عبر الرذاذ المتطاير من العطاس أو السعال. كذلك يمكن أن تنتقل من خلال:
- مشاركة الصحون وأوعية الماء.
- الاتصال المباشر بأنف قطة مصابة أو إفرازاتها.
- أسطح ملوّثة مثل صناديق النقل أو معدات التنظيف.
تزداد معدّلات العدوى في الأماكن ذات الكثافة العالية للقطط وسوء التهوية.
القطط الأكثر عرضة للإصابة
ليست كل القطط متساوية أمام العدوى؛ فالعوامل التالية ترفع احتمالية الإصابة:
- القطط الصغيرة (أقل من 6 أشهر) التي لا تزال مناعتها غير مكتملة.
- القطط التي تعيش في ملاجئ أو مزارع تربية أو بيوت متعددة القطط.
- القطط التي تعاني من أمراض مزمنة أو نقص مناعة (مثل عدوى فيروس نقص المناعة).
- التعرّض المسبق لأمراض تنفسية أخرى يزيد القابلية.
الأعراض والعلامات السريرية
تتراوح الأعراض بين خفيفة وشديدة، وقد تتفاقم سريعاً لدى الصغار:
- سعال جاف أو رطب متكرر.
- عُطاس وإفرازات أنفية مائية أو قيحية.
- إفرازات عينية واحمرار الملتحمة.
- حُمّى خفيفة إلى متوسطة.
- صعوبة في التنفس أو أزيز (في الحالات المتقدمة).
- خمول وفقدان الشهية.
قد تؤدي العدوى إلى التهاب رئوي يهدد الحياة إذا لم تُعالج بسرعة، خاصة لدى القطط الصغيرة أو المثبَّطة المناعة.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
يُنصح بزيارة الطبيب فور ظهور سعال متواصل أو صعوبة في التنفس، أو إذا لاحظت خمولاً وفقداناً في الوزن خلال أيام قليلة.
طرق التشخيص
يعتمد الطبيب البيطري على مزيج من الفحص الإكلينيكي والاختبارات المعملية:
- زرع بكتيري أو PCR لعينة مسحة أنفية أو قصبية.
- إجراء أشعة سينية للصدر لاستبعاد الالتهاب الرئوي.
- تحليل الدم الكامل للكشف عن علامات الالتهاب.
- تنظير القصبة أو غسل القصبات الهوائية في الحالات المستعصية.
خطة العلاج
يبدأ الطبيب البيطري العلاج فوراً لمنع تدهور الحالة:
المضادات الحيوية الموصى بها
- دوكسي سايكلين أو أزيثروميسين لمدة 10–14 يوماً على الأقل.
- إنروفلوكساسين أو أموكسيسيلين/كلافولانيك في حال وجود حساسية للأدوية الأولى.
الرعاية الداعمة في المنزل
- توفير بيئة دافئة ورطبة؛ يمكن تشغيل مرطب هواء أو عمل جلسات بخار.
- تشجيع القطة على الشرب عبر إضافة مرق دجاج خالٍ من الملح إلى الماء.
- تنظيف الأنف والعينين بقطنة دافئة.
الحالات الخطيرة والرعاية بالمستشفى
إذا ظهرت علامات تسرّع تنفّسي أو زرقة، قد تُنقل القطة للمستشفى البيطري لتلقي الأكسجين والسوائل الوريدية ومضادات حيوية بالحقن.
مدى خطورة العدوى ومعدل الشفاء
مع العلاج المناسب، يتعافى معظم القطط خلال أسبوعين إلى ثلاثة. غير أن القطط الصغيرة أو المصابة بأمراض مناعية قد تحتاج فترة أطول وتكون معرضة لمضاعفات.
كيفية الوقاية من عدوى بوردتيلا
التطعيم
يتوافر لقاح داخلي الأنف يُعطى كل عام للقطط المعرّضة (مثل قطط المعارض أو الملاجئ). اللقاح لا يمنع العدوى 100٪، لكنه يخفف الأعراض ويقلل طرح البكتيريا.
إجراءات النظافة والعزل
- عزل القطط الجديدة 10–14 يوماً قبل دمجها مع القطيع.
- تطهير أوعية الطعام وصناديق الرمل وأماكن النوم بانتظام.
- تحسين التهوية وتقليل الرطوبة الزائدة.
تقليل عوامل التوتر
التوتر يضعف المناعة، لذا احرص على توفير بيئة غنية ومحفّزة مع أماكن اختباء وألعاب، وتجنّب تغييرات مفاجئة في الروتين.
هل بوردتيلا معدية للإنسان؟
العدوى بين القطط والإنسان نادرة جداً، لكن سُجلت حالات لدى أشخاص مثبَّطي المناعة. يُنصح بغسل اليدين جيداً بعد التعامل مع قطط مريضة وارتداء قفازات عند تنظيف الإفرازات.
أسئلة شائعة
- هل يمكن أن تتعايش القطة مع البكتيريا دون أعراض؟
نعم، بعض القطط قد تحمل البكتيريا وتطرحها لفترات طويلة دون ظهور علامات. - هل يُسمح باستحمام القطة خلال فترة العلاج؟
يفضل تأجيل الاستحمام حتى زوال السعال لتجنب الإجهاد. - هل تحتاج بقية القطط في المنزل إلى علاج وقائي؟
يُراجع الأمر مع الطبيب؛ غالباً يُكتفى بالمراقبة والتطعيم إذا لم تظهر أعراض.
خلاصة
عدوى بوردتيلا ليست الأشهر بين أمراض القطط، لكنها قد تكون مهددة للحياة إذا أُهملت، خصوصاً لدى الصغار. التشخيص المبكر والعلاج بالمضادات الحيوية والرعاية الداعمة يمكّنان قطتك من التعافي السريع والعودة إلى حياتها الطبيعية. وأخيراً، يظل الوقاية بالتطعيم والنظافة والعزل حجر الزاوية لحماية قططك.