سلس البراز عند القطط: الدليل الشامل للتشخيص والعلاج والرعاية المنزلية

يُعَدُّ سلس البراز واحدًا من أكثر المشكلات الصحية إحراجًا وإزعاجًا لكلٍّ من القط والقائم على رعايته. ففقدان القدرة على التحكم في الإخراج لا يسبب فوضى وروائح كريهة فحسب، بل قد يشير أيضًا إلى وجود خللٍ خطير في الجهاز العصبي أو الهضمي للقط. في هذا المقال ستجد كل ما تحتاج لمعرفته حول الأسباب المحتملة، طرق التشخيص، خيارات العلاج، وأفضل أساليب العناية المنزلية لضمان راحة قطك وعودة حياته إلى طبيعتها.

ما هو سلس البراز؟

سلس البراز هو عدم قدرة القط على التحكم الإرادي في عملية التبرز، ما يؤدي إلى خروج البراز دون إنذار أو أثناء النوم أو حتى أثناء المشي والحركة. غالبًا ما يرتبط ذلك بانخفاض أو فقدان في إحساس فتحتي الشرج والمستقيم أو ضعف عضلات العجان التي تُبقي البراز داخل الجسم.

أعراض سلس البراز عند القطط

  • وجود بقايا برازية حول الذيل أو في أماكن جلوس القط.
  • احمرار أو التهاب الجلد حول فتحة الشرج.
  • حكّ متكرر أو لعق مفرط لمنطقة الذيل والمؤخرة.
  • رائحة كريهة مستمرة في المنزل رغم تنظيف الليتر بوكس.
  • خروج براز طري أو صلب أثناء النوم أو أثناء حمل القط.
  • تغيّرات سلوكية مثل الانعزال أو العدوانية نتيجة الشعور بالألم أو الإحراج.

الأسباب الشائعة لسلس البراز

أولًا: المشكلات العصبية

أي ضرر أو التهاب في الأعصاب التي تتحكم بعضلات فتحة الشرج أو المستقيم قد يؤدي مباشرةً إلى السلس. تشمل الأسباب:

  • إصابات الحوادث أو السقوط التي تسبب كسرًا أو خلعًا في الفقرات القَطَنية أو الذيلية.
  • الأورام التي تضغط على الحبل الشوكي.
  • التهاب الأعصاب الطرفية نتيجة أمراض مناعية أو فيروسية.

ثانيًا: المشكلات الهيكلية والتشريحية

مثل تضيّق المستقيم أو الفتق العجاني أو تشوّهات خِلقيّة في فتحة الشرج، وجميعها قد تؤدي إلى خلل في آلية الإغلاق الطبيعي للعضلات العاصرة.

ثالثًا: الأسباب الهضمية أو الالتهابية

الأمراض التي تُحدث إسهالًا مزمنًا — مثل التهاب القولون، أو طفليات الأمعاء، أو الحساسية الغذائية — تجعل البراز أكثر سيولة وصعوبة في السيطرة عليه. كما قد تسبب بعض الأدوية الملينة نفس المشكلة إن استُخدمت بجرعات خاطئة.

رابعًا: العوامل السلوكية والضغوط النفسية

التوتر الشديد، تغير الروتين، وصول حيوانات جديدة للمنزل، أو حتى تغيّر نوع الرمل في صندوق الفضلات قد يدفع القط للتبرز خارج الليتر بوكس أو بسرعة قبل إغلاق العضلات تمامًا، ما يُشبه السلس.

نصيحة بيطرية: لا تتجاهل أي تغيّرات مفاجئة في عادات قِطِّك الإخراجية، فقد تكون علامة مبكرة على إصابة عصبية أو هضمية قابلة للعلاج إن شُخِّصت مبكرًا.

تشخيص سلس البراز

يبدأ التشخيص بأخذ تاريخ مرضي مفصّل ثم فحص سريري شامل. تتضمن الفحوص الأساسية:

  1. الفحص البدني والعصبي: للتحقق من سلامة المنعكسات العصبية في الذيل والأطراف الخلفية.
  2. الفحص الشرجي والمستقيمي: للكشف عن التضيّقات أو الأورام.
  3. تحاليل البراز: للكشف عن الطفيليات والعدوى البكتيرية.
  4. تحاليل الدم الشاملة: لتقييم وظائف الأعضاء واستبعاد الأمراض الجهازية.
  5. التصوير بالأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي: للكشف عن كسور أو ضغط على الحبل الشوكي.

خيارات العلاج

1. العلاج الدوائي

يعتمد على السبب الكامن، فيشمل:

  • مضادات الطفيليات في حالات إصابة الأمعاء بالطفيليات.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الستيرويدية لالتهاب القولون.
  • معدِّلات حركة الأمعاء أو أدوية تُحسِّن توتر العضلات العاصرة.

2. التدخل الجراحي

يُوصى به عند وجود تشوه تشريحي أو ورم أو فتق عجاني. قد تشمل الجراحة إصلاح العضلات العاصرة، إزالة الأورام، أو تثبيت المستقيم في موضعه الصحيح.

3. التغذية والدعم الغذائي

تعديل النظام الغذائي خطوة حاسمة:

  • زيادة الألياف القابلة للذوبان للمساعدة في تكوين براز أكثر تماسكًا.
  • توفير ماء نظيف دائمًا لتفادي الجفاف.
  • تقديم وجبات صغيرة متكررة بدلًا من وجبتين كبيرتين.

4. العلاج الفيزيائي وإعادة التأهيل

بعض القطط تستفيد من تمارين تقوية عضلات العجان، والتدليك الخفيف، والتحفيز الكهربائي العصبي الذي يصفه الطبيب البيطري المختص بالعلاج الطبيعي للحيوانات.

الرعاية المنزلية وإدارة النظافة

يمكن أن يشكّل السلس عبئًا يوميًا، لكن إستراتيجيات الرعاية التالية تخفف الكثير من المتاعب:

  • استخدام حفاضات خاصة بالقطط أو سراويل قابلة للغسل في الحالات الشديدة.
  • تبطين مناطق الراحة ببطانيات سهلة الغسل وامتصاصية.
  • تنظيف المؤخرة بلطف بعد كل حادثة باستخدام مناديل غير معطرة وتطبيق كريم حاجز لحماية الجلد من التهيج.
  • توفير صندوق فضلات منخفض الحواف ليسهل على القط الدخول والخروج.
  • مراعاة الهدوء وتقليل مصادر التوتر في المنزل.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟

استشر الطبيب فورًا إذا لاحظت أيًّا مما يلي:

  • تفريغ براز دموي أو ذو رائحة نفاذة غير معتادة.
  • فقدان وزن سريع أو خمول شديد.
  • تدهور مفاجئ في القدرات الحركية أو شلل الذيل.
  • عدم تحسُّن الأعراض رغم اتباع الخطة العلاجية لأسبوعَيْن.

الوقاية وتوقعات الشفاء

تختلف التوقعات باختلاف السبب الأصلي؛ فالإصابات العصبية العميقة قد تستلزم إدارة طويلة الأمد، بينما تتحسن حالات الإسهال الناتج عن العدوى سريعًا بعد العلاج المناسب. المفتاح هو التشخيص المبكر والالتزام بإرشادات الطبيب.

كلمة أخيرة

رؤية قطك يعاني من سلس البراز قد تكون تجربة مرهقة، لكن تذكَّر أن معظم الحالات يمكن تحسينها — أو حتى علاجها — عند التصرّف السريع وتقديم الرعاية الصحيحة. تعاون مع الطبيب البيطري، التزم بالخطة العلاجية، وامنح قطك الحب والدعم الذي يحتاجه ليعود إلى حياته الطبيعية.

المراجع

  1. فاطمة الزهراء. “التشخيص والعلاج للقطط التي تعاني من مشاكل البول والبراز.” , 2023-04-18. vcahospitals.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version