دليل شامل لمرض الدهليز عند القطط: الأسباب والأعراض وخيارات العلاج

إذا لاحظت أن قطتك تفقد توازنها فجأة أو تميل رأسها إلى جانب واحد، فقد يكون ذلك مؤشرًا على إصابتها بمرض الدهليز (Vestibular Disease). في هذا الدليل المفصَّل سنأخذك في جولة شاملة للتعرُّف على هذا الاضطراب: ما هو؟ كيف يحدث؟ وما هي أفضل السبل لعلاجه ورعاية قطتك أثناء فترة التعافي؟

ما هو الجهاز الدهليزي؟

الجهاز الدهليزي هو جزء معقّد من الأذن الداخلية والدماغ يعمل كـ «بوصلة» للتحكم في التوازن وتنسيق حركة العينين والأطراف. عند حدوث خلل في هذا النظام، تفقد القطة القدرة على حفظ توازنها الطبيعي فتظهر عليها مجموعة من الأعراض المميزة.

أنواع مرض الدهليز عند القطط

١. الدهليز المحيطي (Peripheral)

ينجم عن اضطرابات في الأذن الداخلية أو العصب الدهليزي. يُعَد هذا النوع الأكثر شيوعًا وغالبًا ما يكون قابلاً للعلاج مع تشخيص مبكّر.

٢. الدهليز المركزي (Central)

ينتج عن مشكلات في جذع الدماغ أو المخيخ، وقد يكون أحيانًا علامة على أمراض أكثر خطورة مثل الأورام أو الالتهابات العميقة.

الأسباب الشائعة

  • التهابات الأذن الداخلية أو الوسطى
  • الأمراض الفيروسية مثل Feline Infectious Peritonitis (FIP)
  • الأورام أو الكتل داخل القناة السمعية أو الدماغ
  • إصابات الرأس أو الحوادث
  • السموم (مثل بعض المضادات الحيوية أو المبيدات)
  • نقص فيتامين B12 واضطرابات الأيض
  • أسباب مجهولة (Idiopathic) – وهي شائعة ويُشفى معظمها تلقائيًا خلال أسابيع

الأعراض والعلامات التحذيرية

قد تظهر الأعراض بشكل حاد ومفاجئ مما يتسبب في ذعر المالك. أهم العلامات تشمل:

  1. إمالة الرأس إلى أحد الجانبين
  2. حركات عين لا إرادية (الرأرأة)
  3. عدم القدرة على الوقوف أو السير في دوائر
  4. القيء أو الغثيان بسبب الدوار
  5. انخفاض الشهية نتيجة الشعور بالإعياء

ملحوظة هامة: على الرغم من أن الأعراض قد تبدو مرعبة، فإن العديد من القطط تتعافى تمامًا مع الرعاية البيطرية الصحيحة.

كيفية التشخيص

يبدأ الطبيب البيطري بتاريخ طبي مفصّل وفحص عصبي شامل لتحديد ما إذا كان الاضطراب محيطيًا أم مركزيًا. قد تشمل الاختبارات:

  • تنظير الأذن للتحقق من عدوى أو انسداد
  • تحاليل دم شاملة وصورة للدماغ بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي
  • اختبار السائل الدماغي النخاعي (CSF) في الحالات المشتبه فيها مركزيًا

خيارات العلاج

علاج السبب الأساسي

إذا كان السبب عدوى بكتيرية، تُوصف مضادات حيوية ملائمة لفترة قد تمتد إلى 6 أسابيع. في حالة الأورام أو الخراجات، قد يلزم التدخّل الجراحي أو العلاج الإشعاعي.

العلاج الداعم

  • مضادات القيء لتقليل الغثيان
  • أدوية مُهدّئة للدوار
  • مكملات فيتامين B12 أو مضادات الأكسدة حسب الحاجة

الرعاية المنزلية ونصائح المالك

الرعاية المنزلية تُعد حجر الأساس للتعافي، وتشمل:

  • تهيئة مكان آمن منخفض الارتفاع بعيدًا عن السلالم والأثاث الحاد
  • تقديم الماء والطعام في أوعية ضحلة لتسهيل الوصول
  • استخدام أطواق خاصة لمنع خدش الأذن إذا استدعى الأمر
  • الالتزام بالمواعيد الدوائية بدقة ومراجعة الطبيب عند أي تفاقم

التوقعات وفترة الشفاء

في الحالات المحيطية مجهولة السبب، يتحسن معظم القطط في غضون 72 ساعة ويستعيدون توازنهم بالكامل خلال 2–3 أسابيع. أما الأمراض المركزية أو المرتبطة بالأورام فتتوقف التوقعات على نجاح علاج السبب الأساسي.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري فورًا؟

  • تدهور سريع في القدرة على الحركة
  • ظهور نوبات تشنجية
  • شعور مستمر بالغثيان يمنع الأكل أو الشرب

أسئلة شائعة

هل مرض الدهليز معدٍ بين القطط؟

غالبية الأسباب غير معدية، لكن العدوى البكتيرية أو الفيروسية قد تنتقل إذا كانت القطط تتشارك البيئة.

هل يمكن أن يعود المرض مرة أخرى؟

تكرار الحالة نادر، لكن من المهم معالجة السبب الجذري والالتزام بالرعاية الداعمة.

هل يمكن أن يؤثر النظام الغذائي في سرعة الشفاء؟

نظام غذائي متوازن غني بفيتامينات B وأحماض أوميغا-3 الدهنية قد يساعد على دعم الجهاز العصبي خلال التعافي.

الخلاصة

مرض الدهليز قد يبدو مخيفًا، لكن بالتشخيص الدقيق والعناية المناسبة يمكن لمعظم القطط أن تعود لحياتها الطبيعية. كن يقظًا للأعراض، ولا تتردد في زيارة الطبيب البيطري عند ملاحظة أي خلل في توازن قطتك.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version