دليل شامل لفهم الارتجاع المعدي المريئي عند القطط

يُعَدّ الارتجاع المعدي المريئي (GERD) من المشكلات الهضمية الشائعة التي قد تُصيب القطط بمختلف أعمارها وسلالاتها. يحدث الارتجاع عندما ترتد الأحماض والسوائل الهضمية من المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى التهاب بطانة المريء والشعور بعدم الراحة. في هذا المقال، نُقدِّم لك كل ما تحتاج إلى معرفته حول هذه الحالة، بدءًا من الأعراض وحتى استراتيجيات الوقاية.

ما هو الارتجاع المعدي المريئي؟

الارتجاع المعدي المريئي هو تدفّق محتويات المعدة الحمضية أو القلوية عكسيًا عبر المعصرة المريئية السفلى إلى المريء. تؤدي هذه المواد المُهيِّجة إلى تلف الغشاء المخاطي للمريء بدرجات متفاوتة، وقد تمتدّ المضاعفات إلى التهاب الحلق، والتهاب اللثة، وحتى الالتهاب الرئوي الاستنشاقي إذا استُنشقت الأحماض عن طريق الخطأ.

أعراض الارتجاع المعدي المريئي لدى القطط

  • القيء أو الترجيع بعد تناول الطعام مباشرة
  • صعوبة البلع أو الإحجام عن الأكل بسبب الألم
  • سعال جاف أو اختناق متكرر
  • زيادة إفراز اللعاب أو سيلان اللعاب بكثرة
  • فقدان الوزن التدريجي
  • رائحة فم كريهة ناتجة عن التهاب المريء
  • أصوات قرقرة في البطن أو عدم ارتياح عام

الأسباب والعوامل المهيِّئة

غالبًا ما يكون ارتخاء المعصرة المريئية السفلى أو زيادة ضغط المعدة السبب الرئيسي في حدوث الارتجاع. تَشمل العوامل المسبِّبة ما يلي:

  1. التخدير: يؤدي التخدير العام إلى ارتخاء العضلات الملساء، ما يسهِّل ارتجاع حمض المعدة أثناء العملية أو بعدها.
  2. الفتق الحجابي أو الفتق الفجوي: سمح بنزوح جزء من المعدة إلى التجويف الصدري وبالتالي تقليل فعالية المعصرة.
  3. القيء المزمن: يؤدي تكرار القيء إلى تهيّج المريء وإضعاف بنيته الدفاعية.
  4. تأخُّر إفراغ المعدة: سواء لأسباب غذائية أو مرضية مثل التهاب المعدة أو انسداد الأمعاء.
  5. الأدوية: بعض أدوية الستيرويد أو مضادات الالتهاب قد تزيد من إنتاج الأحماض أو تؤثر على حركية الجهاز الهضمي.
  6. السمنة: الضغط الإضافي على البطن يرفع احتمالية الارتجاع.

كيف يتم تشخيص الارتجاع المعدي المريئي؟

التشخيص يعتمد على التاريخ المرضي، الأعراض، والفحص السريري، إلى جانب بعض الفحوص المتقدمة:

  • التنظير الداخلي (Endoscopy): يتيح للطبيب البيطري رؤية بطانة المريء مباشرةً وتقييم درجة الالتهاب أو التقرّح.
  • الأشعة السينية الملوَّنة بالباياريوم: تساعد على الكشف عن أي تضيق أو فتق حجابي.
  • قياس درجة حموضة المريء: يقيس مستويات الـpH للكشف عن وجود حمض معدي متكرر.
  • اختبارات الدم: تُستبعد بها أمراض جهازية أخرى قد تُسبِّب القيء أو فقدان الوزن.

خيارات العلاج المتاحة

التدخل الدوائي

  • حاصرات مستقبلات H2: مثل الفاموتيدين، تقلِّل إفراز الحمض.
  • مثبطات مضخة البروتون: مثل الأوميبرازول، تُعدّ أكثر فعالية وذات مفعول طويل.
  • مضادات حركية: مثل الميتوكلوبراميد، تُحسِّن حركة المعدة وتقلِّل الارتجاع.
  • مضادات حموضة ومُغَلِّفات للمريء: السوكرافلات يشكِّل طبقة واقية على بطانة المريء.

التغذية العلاجية

يُنصَح بالآتي:

  • تقديم وجبات صغيرة ومتكررة بدلاً من وجبة كبيرة.
  • اختيار نظام غذائي منخفض الدهون والبروتين الحيواني ليسهُل هضمه.
  • رفع الوعاء أثناء الأكل بحيث يكون رأس القط أعلى من معدته.
  • تجنُّب إطعام القط قبل ساعتين على الأقل من النوم.

الجراحة

في الحالات الشديدة أو عند وجود فتق حجابي لا يستجيب للعلاج الدوائي، قد يُوصي الطبيب البيطري بالتدخل الجراحي لتصحيح التشوّه.

العناية المنزلية والمتابعة طويلة الأمد

بعد بدء العلاج، يجب مراقبة القط بعناية:

  • رصد تكرار القيء أو الترجيع وتوثيقه.
  • قياس الوزن أسبوعيًا للتأكد من منع الفقدان المستمر.
  • الالتزام بمواعيد الأدوية بدقّة ومنع القط من التقيؤ بعد تناول الجرعة.
  • مراجعة الطبيب البيطري دوريًا لإعادة التقييم وربما تعديل خطة العلاج.

نصائح للوقاية وتقليل مخاطر الارتجاع

“دائمًا ما تكون الوقاية خيرًا من العلاج، لذا احرص على اتباع نظام غذائي مناسب، والحفاظ على وزن صحي، واستشارة الطبيب البيطري قبل أي عملية تخدير.”

  • تجنُّب السمنة عبر برنامج تغذية متوازن ونشاط بدني منتظم.
  • إبلاغ الطبيب البيطري بتاريخ الارتجاع قبل أي جراحة لتعديل خطة التخدير.
  • تقليل الضغوط النفسية على القط، فالتوتر قد يزيد من مشاكل الجهاز الهضمي.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن أن يتعافى القط تمامًا من الارتجاع؟

يمكن السيطرة على الأعراض بشكل فعّال لدى معظم القطط عند التزام المربي بالعلاج والتغذية السليمة. إلا أن بعض الحالات المزمنة قد تتطلب علاجًا طويل الأمد.

هل الارتجاع خطير إذا تُرِك دون علاج؟

نعم، فقد يؤدي إلى التهاب المريء المزمن، تقرّحات، تضيق مريئي، أو حتى الالتهاب الرئوي الاستنشاقي، ما يجعل العلاج المبكر ضروريًا.

هل للمنزل دور في دعم القط المصاب؟

بالتأكيد. ضبط أوقات الوجبات، ورفع مكان الأكل، والحفاظ على بيئة هادئة كلها عوامل تُسهم في تقليل نوبات الارتجاع.

باتباع النصائح الواردة في هذا الدليل، يمكنك مساعدة قطك على العيش براحة أكبر والحد من المضاعفات المحتملة للارتجاع المعدي المريئي.

المراجع

  1. جيليان فاست. “الحالات الشائعة في الارتجاع المعدي المريئي لدى القطط…” , 2021-05-03. www.veterinarypartner.com
  2. سامويل روك. “تحديث حول الارتجاع المعدي المريئي لدى الحيوانات الأليفة…” , 2022-02-20. www.petmd.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version