دليل شامل لالتهاب الأذن الخارجية والوسطى عند القطط
يُعَدّ التهاب الأذن (Otitis) أحد أكثر المشاكل الصحية إزعاجاً للقطط وحراسها على حد سواء، إذ يتسبب في ألم شديد وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة إذا تُرك دون علاج. ينقسم الالتهاب إلى نوعين رئيسيين:
- التهاب الأذن الخارجية (Otitis Externa): التهاب يصيب القناة السمعية الخارجية حتى غشاء الطبلة.
- التهاب الأذن الوسطى (Otitis Media): التهاب يصيب التجويف الهوائي خلف غشاء الطبلة ويُعرَف أيضاً باسم البُصُلة الطبليّة.
تلتقي هاتان الحالتان غالباً؛ فقد ينتقل الالتهاب من القناة الخارجية إلى الوسطى أو العكس إذا انثقب غشاء الطبلة. فهم الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج يساعدك على حماية قطك من الألم وفقدان السمع.
ما هو التهاب الأذن الخارجية والوسطى؟
أذن القط تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية:
- الأذن الخارجية: الصيوان والقناة السمعية حتى طبلة الأذن.
- الأذن الوسطى: حجرة عظمية صغيرة تحوي العُظيمات السمعية المسؤولة عن نقل الصوت.
- الأذن الداخلية: عضو التوازن والسمع.
يحدث الالتهاب عندما تستجيب هذه الأنسجة للعوامل المهيجة أو المُعدية، فينتج احمرار، تورم، إفرازات وألم.
الأسباب وعوامل الخطر
التهاب الأذن ليس مرضاً واحداً بل عرضاً لمجموعة كبيرة من الأسباب. يوضح الجدول التالي أهمها:
عوامل الإصابة الشائعة
- الطفيليات: عث الأذن (Otodectes cynotis) مسؤول عن أكثر من 50٪ من الحالات في القطط الصغيرة.
- العدوى البكتيرية: Staphylococcus، Pseudomonas، وغيرهما قد تسبب التهاباً حاداً أو مزمناً.
- الخمائر والفطريات: خاصة Malassezia pachydermatis وCandida spp..
- الحساسية: الحساسية الغذائية أو حساسية الاستنشاق (التهاب الجلد التحسسي) تؤدي إلى إفراز الشمع والحكّ الشديد.
- الأجسام الغريبة: كقطع العُشب أو البذور التي تتسلل إلى القناة السمعية.
- الأورام: مثل الأورام متعددة الأشكال أو الزوائد اللحمية (Polyps) خاصة في القطط الصغيرة.
- اضطرابات هرمونية: فرط نشاط الدرقية أو داء السكري قد يضعف المناعة ويهيّئ للالتهاب.
- العوامل البيئية: الرطوبة العالية، الاستحمام المتكرر دون تجفيف جيد، أو وجود شعر كثيف داخل الأذن.
الأعراض والعلامات التحذيرية
- حكّ الأذن أو حكّ الرأس بقوة.
- هزّ الرأس باستمرار.
- رائحة كريهة أو إفرازات بنية/سوداء أو صديدية من الأذن.
- احمرار وتورم القناة السمعية.
- ألم عند لمس الأذن أو محاولة الهرب عند الاقتراب منها.
- انخفاض الشهية أو الانعزال بسبب الألم.
- ميل الرأس إلى جهة واحدة أو فقدان التوازن (يُشير عادةً إلى امتداد الالتهاب إلى الأذن الوسطى أو الداخلية).
- فقدان سمع جزئي أو كلي في الحالات المتقدمة.
كيفية التشخيص عند الطبيب البيطري
يعتمد التشخيص الدقيق على مجموعة من الخطوات المتكاملة:
- التاريخ المرضي: الاستفسار عن مدة الأعراض والاستحمام الأخير ونظام التغذية والحساسية المحتملة.
- الفحص البدني: معاينة الأذن، تقييم رائحة الإفرازات، والتأكد من عدم وجود تورمات أو ألم عند الضغط.
- الفحص بالمنظار (Otoscope): يسمح برؤية القناة السمعية وغشاء الطبلة وكشف الأجسام الغريبة أو الثقوب.
- الفحص المجهري للإفرازات (Cytology): يحدد نوع البكتيريا أو الخمائر أو العث.
- زرع وعمل مضاد حيوي (Culture & Sensitivity): يُجرى في حالات الالتهاب المزمن لتحديد المضاد الحيوي الفعّال.
- التصوير الشعاعي أو المقطعي (CT/MRI): لتقييم الأذن الوسطى أو الداخلية، خاصةً إذا ظهرت علامات عصبية.
- اختبارات إضافية: فحص الدم الشامل، تحليل الهرمونات، أو خزعة في حالة الاشتباه بالأورام.
خيارات العلاج المتاحة
يعتمد العلاج على المسبب وشدة الحالة، وغالباً يشمل العناصر التالية:
تنظيف الأذن
يُعَدّ تنظيف الأذن خطوة أساسية قبل وضع أي دواء موضعي. يستخدم الطبيب محاليل ceruminolytic لإذابة الشمع وتسهيل خروج الإفرازات. قد يحتاج القط إلى تهدئة أو تخدير خفيف إذا كان هناك ألم شديد.
الأدوية الموضعية والنظامية
- مضادات الطفيليات: مثل selamectin أو ivermectin للقضاء على عث الأذن.
- المضادات الحيوية: قطرات تحتوي على enrofloxacin أو gentamicin لعلاج البكتيريا.
- مضادات الفطريات: miconazole، clotrimazole أو تركيبات ترايثاماتين.
- الكورتيكوستيرويدات: لتقليل الالتهاب والحكّة.
- مضادات حيوية فموية أو حقن: إذا كان غشاء الطبلة مثقوباً أو امتد الالتهاب إلى الأذن الوسطى.
التدخل الجراحي
في الحالات المزمنة أو عند وجود أورام أو زوائد لحمية، قد يلجأ الجرّاح البيطري إلى:
- استئصال الزوائد اللحمية: باستخدام المنظار أو الجراحة التقليدية.
- فتح البصُلة الطبليّة (Bulla Osteotomy): لتنظيف الالتهاب العميق.
- استئصال القناة السمعية بالكامل (Total Ear Canal Ablation): كحل أخير للحالات المدمرة التي لا تستجيب للعلاج.
العناية المنزلية والمتابعة
- التزم بالجرعة ومدة العلاج الموصوفة حتى لو تحسنت الأعراض مبكراً.
- استخدم القطن أو الشاش فقط لتنظيف الأذن؛ تجنب عيدان الأذن لأنها قد تدفع الإفرازات إلى الداخل.
- حدد موعد مراجعة بعد 7–14 يوماً لإعادة الفحص والتأكد من زوال المسبب تماماً.
- راقب قطك لأي علامات انتكاس مثل الحكّ أو الرائحة وأبلغ الطبيب فوراً.
- حافظ على جفاف الأذنين بعد الاستحمام أو التعرض للماء.
المضاعفات المحتملة
- ثقب غشاء الطبلة وما يترتب عليه من التهاب الأذن الوسطى أو الداخلية.
- تضخم القناة السمعية وتكون نسيج ليفي يعيق التهوية.
- فقدان السمع الدائم.
- شلل العصب الوجهي أو متلازمة هورنر نتيجة امتداد الالتهاب.
- خُرّاجات خلف الأذن أو تكوّن أجسام دهنية تحت الجلد.
نصائح للوقاية وحماية قطك
- إجراء فحص دوري للأذن عند الطبيب البيطري، وخاصة للقطط ذات التاريخ التحسسي.
- علاج الطفيليات الخارجية بانتظام باستخدام المنتجات الوقائية الموصى بها.
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن وخالٍ من مسببات الحساسية المحتملة.
- تجفيف الأذنين بلطف بعد الاستحمام أو اللعب في الماء.
- عدم استخدام أي قطرات أو محاليل بشرية دون استشارة مختص.
- قص الشعر الزائد حول فتحة الأذن إن وُجد لتسهيل التهوية وتقليل تجمع الشمع.
تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال للتثقيف ولا تغني عن استشارة الطبيب البيطري. إذا ظهرت على قطك أي من الأعراض المذكورة، احجز موعداً في أقرب وقت.