اضطرابات الحيوانات المنوية عند القطط (تشوّه النطف)

قد تُعاني بعض ذكور القطط من مشاكل في جودة أو كمية الحيوانات المنوية، ما ينعكس سلبًا على قدرتها على التلقيح وينتج عنه تأخر الحمل أو العقم الكامل. يُعرف هذا الخلل علميًا باسم تشوّه النطف أو اضطراب الحيوانات المنوية. في هذا الدليل سنستعرض بالتفصيل الأسباب المحتملة، العلامات المُلفتة، وسائل التشخيص، وخيارات العلاج والمتابعة للقطط المصابة.

ما المقصود بتشوّه النطف؟

هو أي تغيير غير طبيعي في عدد، أو شكل، أو حركة الحيوانات المنوية لدى ذكر القط، ويشمل:

  • قلة العدد (Oligospermia)
  • انعدام الحيوانات المنوية (Azoospermia)
  • تشوّه الشكل (Teratospermia)
  • ضعف الحركة (Asthenospermia)

قد يظهر نوع واحد أو أكثر من هذه الاضطرابات في الوقت نفسه، ما يجعل التشخيص الدقيق ضروريًا.

الأعراض والعلامات التي تستدعي الانتباه

على عكس العديد من الأمراض، لا تظهر علامات جسدية واضحة على الذكر المصاب، لكن يمكن ملاحظة التالي:

  • فشل القطة الأنثى في الحمل بعد عدة محاولات تزاوج.
  • انخفاض الرغبة الجنسية أو التهيج أثناء التزاوج.
  • التهاب متكرر في الجهاز التناسلي لدى الأنثى بعد التزاوج (نتيجة عدوى تنتقل عن طريق السائل المنوي).

الأسباب المحتملة

تتراوح الأسباب بين عوامل مؤقتة وأخرى دائمة:

  1. التهاب الخصيتين أو البربخ الناتج عن بكتيريا أو فيروسات.
  2. الحمّى الشديدة أو ارتفاع درجة الحرارة المحيطة بصورة مزمنة.
  3. تشوهات خلقية مثل الخصية المعلقة (Cryptorchidism).
  4. الأورام والكتل التي تصيب الخصيتين أو الغدد الملحقة.
  5. التعرض للسموم كالمبيدات الحشرية أو المعادن الثقيلة.
  6. اضطرابات هرمونية مثل قصور الغدة الدرقية أو نقص هرمون التستوستيرون.
  7. سوء التغذية ونقص الفيتامينات وخاصة الزنك وفيتامين A وE.
  8. الضغوط النفسية أو إجهاد التزاوج المتكرر دون فترات راحة.

كيفية التشخيص

يبدأ الطبيب البيطري بتاريخ مرضي شامل وفحص بدني كامل، ثم يلجأ إلى خطوات متقدمة:

  • جمع عيّنة سائل منوي باستخدام الكهربائية التحفيزية أو المهبل الصناعي.
  • تحليل العيّنة معمليًا لقياس العدد، الحركة، ونسبة التشوهات.
  • فحص الدم لتقييم الهرمونات ووضع مؤشرات الالتهاب.
  • تصوير بالموجات فوق الصوتية للخصيتين للكشف عن الأورام أو الالتهابات.
  • زراعة بكتيرية في حال الشك بعدوى.

“يُنصح دائمًا بإعادة تحليل العيّنة بعد 4–6 أسابيع للتأكد من أن الخلل لم يكن عابرًا بسبب حُمّى أو إجهاد مؤقت.” – د. أحمد النمر، أخصائي طب التكاثر البيطري

العلاج وخيارات التدخل

1. معالجة السبب الأساسي

• إذا كان السبب التهابًا بكتيريًا، تُوصف المضادات الحيوية وفق نتيجة الزراعة.
• في حالات الاضطراب الهرموني، تُعطى مكملات هرمونية تحت إشراف بيطري دقيق.
• الأورام قد تتطلب جراحة استئصال الخصية المصابة.

2. تحسين جودة السائل المنوي

  • إعطاء مضادات الأكسدة مثل فيتامين E والسيلينيوم.
  • تعديل النظام الغذائي ليتضمن بروتينات عالية الجودة وأحماض أوميغا-3.
  • إيقاف نشاط التزاوج لمدة 6–8 أسابيع للسماح بتجدد دورة إنتاج الحيوانات المنوية.

3. تدابير دائمة

إذا كان الخلل وراثيًا أو تشوهيًا دائمًا، يُنصح بإجراء الإخصاء لمنع انتقال الجين المسبب وحماية القطة من المضاعفات المستقبلية.

الرعاية المنزلية والمتابعة

بعد بدء العلاج، يجب على المُربي:

  • الالتزام بجدول الأدوية والمكملات.
  • توفير بيئة هادئة ودرجة حرارة معتدلة.
  • إجراء فحوصات متابعة كل شهرين تشمل تحليل السائل المنوي.
  • تدوين أي تغير في السلوك الجنسي أو الشهية.

طرق الوقاية

الوقاية خير من العلاج، وتشمل:

  1. التطعيمات الدورية للوقاية من الأوبئة الفيروسية.
  2. تقديم غذاء متوازن غني بالمعادن والفيتامينات.
  3. تفادي تعرض القط للحرارة العالية أو البرودة الشديدة.
  4. تجنب المبيدات والمواد الكيميائية السامة في محيط القط.

الخلاصة

اضطرابات الحيوانات المنوية عند القطط قد تكون مؤقتة أو دائمة، لكن التشخيص المبكر والتدخل السليم يرفعان نسب الاستجابة للعلاج بشكل كبير. استشر طبيبك البيطري فورًا إذا لاحظت تأخر الحمل لدى إناث القطط أو أي علامات غير طبيعية على الذكر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version