دليل شامل حول الالتهاب الرئوي الخلالي لدى القطط

يُعد الالتهاب الرئوي الخلالي (Interstitial Pneumonia) أحد أخطر اضطرابات الجهاز التنفسي لدى القطط، إذ يهاجم النسيج الداعم للحويصلات الهوائية ويُعيق عملية تبادل الغازات. في هذا الدليل ستجد كل ما تحتاج معرفته — من كيفية اكتشاف المرض مبكرًا إلى أحدث خيارات العلاج والرعاية المنزلية.

ما هو الالتهاب الرئوي الخلالي؟

الخِلَال هو النسيج الرقيق الذي يفصل بين الحويصلات الهوائية ويمنح الرئتين ليونتهما. عند التهاب هذا النسيج يصبح سميكًا ومتيبسًا، ما يؤدي إلى صعوبة مرور الأكسجين إلى مجرى الدم. إذا تُرك دون علاج، قد يتطور إلى تليُّف رئوي دائم ويصبح مهددًا لحياة القط.

الأسباب الشائعة

ينجم الالتهاب الرئوي الخلالي عن مجموعة واسعة من العوامل، منها:

  • العدوى الفيروسية: مثل فيروسات الهربس السنوري، الكاليسي، وفيروس نقص المناعة السنوري (FIV) أو فيروس اللوكيميا (FeLV).
  • العدوى البكتيرية: خاصة أنواع Streptococcus وMycoplasma.
  • الفطريات والطفيليات: مثل Aspergillus أو الديدان الرئوية.
  • العوامل السُميّة: استنشاق الدخان، الغبار الكيميائي، أو الزيوت العطرية المركّزة.
  • الارتشاف (الشفط) الرئوي: دخول الطعام أو السوائل إلى المسالك الهوائية أثناء القيء أو التخدير.
  • أسباب مناعية أو مجهولة: في بعض الحالات لا يُمكن تحديد سبب واضح، ويُعتبر المرض «أوليًا» أو «مجهول السبب».

الأعراض التي يجب مراقبتها

قد تبدو الأعراض غامضة في المراحل المبكرة، لذا انتبه لأي تغيير في سلوك أو تنفُّس قطك:

  • تسارع معدّل التنفّس أو اللهاث حتى في حالة الراحة
  • صعوبة أو جهد ملحوظ عند الشهيق والزفير (ضيق التنفّس)
  • سعال جاف أو رطب مصحوب بأزيز
  • شحوب أو ازرقاق اللثة والأغشية المخاطية
  • خمول، فقدان الشهية، وفقدان الوزن التدريجي
  • حمّى أو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة

معلومة مهمّة: قد تُخفي القطط آلامها بالفطرة، لذلك تُعد متابعة أنماط التنفّس خطوة حاسمة لاكتشاف المرض مبكرًا.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟

اطلب العناية البيطرية فورًا إذا لاحظت أيًّا من الأعراض السابقة، خصوصًا ازرقاق اللسان أو تضخُّم البطن (بسبب تجمّع الهواء). كل دقيقة تأخير قد تعرّض حياة قطك للخطر.

كيفية التشخيص

يعتمد الطبيب البيطري على مزيج من التاريخ المرضي والفحوصات لتأكيد التشخيص:

  1. الفحص السريري: الاستماع إلى الرئتين عبر السماعة لاكتشاف أصوات طقطقة أو أزيز.
  2. الأشعة السينية (X-Ray): تكشف عن تعكّر الأنسجة الرئوية أو تليّف محتمل.
  3. التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan): يُستخدم للحالات المعقدة لتحديد مدى انتشار الالتهاب.
  4. غسل القصبات والأسناخ (BAL): لجمع عينات خلوية ومخبرية من عمق الرئة.
  5. اختبارات الدم والغازات الشريانية: لتقييم مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
  6. خزعة الرئة: الإجراء الأكثر حساسية للتشخيص النهائي، عادةً تحت تخدير كلي.

خيارات العلاج

يختلف بروتوكول العلاج تبعًا للسبب الأساسي وحالة القط:

  • المضادات الحيوية واسعة الطيف: للحالات البكتيرية حتى ظهور نتائج الزراعة.
  • مضادات الفيروسات أو الأدوية المناعية: إذا ثبت وجود عدوى فيروسية محددة.
  • العلاج المضاد للفطريات أو الطفيليات: مثل Itraconazole أو أدوية إزالة الديدان.
  • الستيرويدات القشرية: لتقليل الالتهاب في الحالات المناعية أو مجهولة السبب.
  • الأوكسجين التكميلي: عبر قفص أو قناع خاص للحالات الحرجة.
  • العلاج بالسوائل والمغذيات: لتعويض الجفاف وتحسين المناعة.

قد تتطلب الحالات الشديدة الإيواء بالمستشفى مع مراقبة مستمرة لضغط الدم، معدل التنفس، وتشبع الأكسجين.

الرعاية المنزلية والمتابعة

بعد الخروج من المستشفى، اتّبع الإرشادات التالية لضمان تعافي قطك:

  • أمّن مكانًا هادئًا ودافئًا بعيدًا عن المهيّجات الهوائية (الدخان، البخور، المنظفات القويّة).
  • راقب عدد الأنفاس في الدقيقة أثناء الراحة (30 نفسًا/دقيقة أو أقل هو المعدل الطبيعي للقطط البالغة).
  • التزم بجرعات الأدوية ومواعيدها بدقة، ولا توقفها فجأة دون استشارة الطبيب.
  • قدِّم طعامًا سهل الهضم وغنيًّا بالدهون الجيدة لدعم الطاقة.
  • حدّد زيارات متابعة دورية لإعادة تصوير الصدر أو تقييم الاختبارات المخبرية.

سبل الوقاية

  • الالتزام بجدول التطعيمات الروتينية ضد الفيروسات التنفسية.
  • تجنّب التدخين داخل المنزل ووفّر تهوية جيدة.
  • عزل القطط الجديدة أو المريضة للحد من انتقال العدوى.
  • استخدام منتجات التنظيف الآمنة للحيوانات الأليفة.

التشخيص والمآل

يتفاوت مآل المرض بحسب السبب، سرعة التشخيص، ومدى استجابة القط للعلاج. يمكن تحقيق تعافٍ كامل في الحالات المكتشفة مبكرًا، بينما تكون التوقعات أكثر تحفظًا مع التليُّف الرئوي المزمن أو الأسباب الفيروسية غير القابلة للشفاء.

أسئلة شائعة

هل الالتهاب الرئوي الخلالي معدٍ للقطط الأخرى؟

لا يُعَد المرض نفسه معديًا، لكن بعض الأسباب الفيروسية أو البكتيرية قد تنتقل بين القطط. يُفضَّل عزل القط المصاب حتى يحدّد الطبيب البيطري مستوى العدوى.

هل يُمكن أن ينتقل المرض إلى البشر (الأمراض المشتركة)؟

معظم المسببات الفيروسية والبكتيرية الخاصة بالقطط لا تُصيب البشر. مع ذلك، يُنصح بغسل اليدين جيدًا وارتداء قفازات عند تنظيف الإفرازات.

كم يستغرق التعافي؟

قد يستغرق من أسبوعين إلى عدة أشهر بحسب شدة الحالة واستجابة القط للعلاج. المتابعة المستمرة هي المفتاح.


تنويه: لا يُغني هذا المقال عن استشارة الطبيب البيطري. إذا شككت في إصابة قطك بأي مشكلة تنفسية، توجَّه للطبيب فورًا.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version