دليلك الشامل لفهم وعلاج حصوات الزانثين في القطط
حصوات الزانثين – على الرغم من ندرتها – قد تُسبب لقطتك آلامًا ومضاعفات خطيرة في الجهاز البولي إذا لم تُكتشف وتعالج في الوقت المناسب. في هذا الدليل ستتعرف على كيفية تكوُّن هذه الحصوات، والعوامل التي تزيد من احتمالية إصابة قطتك بها، وأبرز طرق التشخيص والعلاج والوقاية لضمان راحة صديقك الوفي وصحته.
ما هي حصوات الزانثين؟
حصوات الزانثين (Xanthine Uroliths) هي كتل صلبة تتكوّن داخل المثانة أو الإحليل نتيجة تراكم مادة الزانثين غير الذائبة في البول. يحدث ذلك عادةً بسبب خلل في إنزيم زانثين أوكسيداز المسؤول عن تحويل الزانثين إلى حمض اليوريك القابل للذوبان.
كيف تتكوّن الحصوات؟
- انعدام أو انخفاض نشاط إنزيم زانثين أوكسيداز يؤدي لارتفاع تركيز الزانثين في الدم والبول.
- يتبلور الزانثين عند مستويات عالية في البول مُشكِّلًا حصوات قد تُعيق تدفُّق البول.
الأسباب وعوامل الخطورة
رغم أن حصوات الزانثين تُعدُّ غير شائعة، فإن هناك مجموعة من العوامل التي تُساهم في ظهورها:
- خلل وراثي: نادر لكن قد يُورث بصفة متنحية ويُلاحظ في صغار القطط عادةً.
- العلاج بدواء ألوبيورينول: يُستخدم للسيطرة على حصوات اليورات، لكنه قد يرفع مستوى الزانثين عند الجرعات العالية أو عند عدم تعديل النظام الغذائي.
- نظام غذائي غني بالبيورين: الأطعمة الغنية بالأعضاء الحيوانية (الكبد، الكلى) ترفع مستوى البيورين المؤدي لتكوّن الزانثين.
- انخفاض شرب الماء: البول المُركّز يسهل ترسّب البلُّورات.
الأعراض الشائعة
قد تتظاهر الحصوات بأعراض خفيفة أو تظهر فجأة بحالة طبية طارئة. انتبه للأعراض التالية:
- تكرار محاولة التبول مع خروج قطرات قليلة فقط.
- صعوبة أو ألم عند التبول (عُسر البول).
- ظهور دم في البول (بيلة دموية).
- لعق فتحة الإحليل بشكل مفرط أو مواء أثناء التبول.
- انسداد الإحليل الكامل – يُلاحظ غالبًا في الذكور ويتطلب تدخّلًا عاجلًا.
كيفية التشخيص
الفحص السريري
يبدأ التشخيص بمراجعة التاريخ المرضي وفحصٍ بدنيٍّ شامل، حيث يتحسس الطبيب البيطري المثانة بحثًا عن كتل أو ألم.
تحليل البول
يُظهر وجود بلّورات الزانثين ذات الشكل المستطيل المصفر، إضافة إلى قياس مستوى الأس الهيدروجيني وكثافة البول.
التصوير بالأشعة
حصوات الزانثين ضعيفة الكثافة شعاعيًّا، لذلك يُفضَّل التصوير بالأشعة فوق الصوتية أو التصوير المقطعي للتأكيد.
خيارات العلاج
التدخلات الطارئة
في حال حدوث انسداد كامل، يجب تفريغ المثانة بالقسطرة وإعطاء سوائل وريدية للحد من السُمّية.
الجراحة (Cystotomy)
الوسيلة الأكثر شيوعًا لإزالة الحصوات كبيرة الحجم أو المتعددة، وقد يلجأ الطبيب إلى بَضْع الإحليل إذا تعذّر استرجاع الحصوات بالقسطرة.
التغيير الغذائي والعناية المنزلية
• إيقاف ألوبيورينول أو تعديل جرعته حسب إرشادات الطبيب.
• تقديم حمية منخفضة البيورين غنية بالرطوبة (طعام رطب أو إضافة ماء للطعام الجاف).
• تشجيع شرب الماء باستخدام نوافير مياه أو وضع أوعية متعددة موضوعة بعيدًا عن صندوق الفضلات.
تذكّر: كل زيادة بسيطة في استهلاك الماء تقلل تركيز البلّورات وتدعم صحة المثانة.
الوقاية والرعاية طويلة الأمد
- التزام صارم بنظام غذائي منخفض البيورين يحدده الطبيب.
- توفير مصادر مياه جاذبة وزيادة الرطوبة في الوجبات.
- إجراء تحليل بول وفحوص تصويرية كل 3–6 أشهر للكشف المبكر عن أي حصوات جديدة.
- الامتناع عن إعطاء ألوبيورينول أو أي أدوية مشابهة بدون متابعة بيطرية دقيقة.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تعود حصوات الزانثين بعد إزالتها؟
نعم، يُمكن أن تتكرر إذا لم تتم معالجة السبب الجذري أو الالتزام بالإرشادات الغذائية والوقائية.
ما الفرق بين حصوات الزانثين وحصوات الأوكسالات أو الستروفيت؟
حصوات الزانثين أقل شيوعًا وتتشكل بسبب اضطراب إنزيمي أو دوائي، بينما تتعلق حصوات الأوكسالات بارتفاع الكالسيوم، وحصوات الستروفيت غالبًا بعدوى بكتيرية أو بول قلوي.
هل هناك سلالات أكثر عُرضة للإصابة؟
لا توجد سلالة محددة حاليًّا مرتبطة بحصوات الزانثين، لكن الذكور عامةً أكثر عرضة لانسداد الإحليل نتيجة ضيق القناة البولية لديهم.
الخاتمة
تكمن أهمية هذا الموضوع في أن الكشف المبكر والتدخّل السريع يُنقذان حياة القط ويقيانه من الألم والمضاعفات. حافظ على ترطيب قطك، واتّبع نظامًا غذائيًّا منخفض البيورين تحت إشراف الطبيب، ولا تتردد في طلب المشورة البيطرية عند أول علامة اضطراب بولي.