التهاب الشعب الهوائية المزمن لدى القطط

سواء كنت مالكًا جديدًا لقطٍ صغير أو رفيقًا مُخضرَمًا لقطة كبيرة في السن، فإن سماع صوت سعلة جافة متكررة يمكن أن يكون مُقلقًا للغاية. التهاب الشعب الهوائية المزمن (أو الربو القصبي المزمن) من أكثر أمراض الجهاز التنفسي السفلي شيوعًا لدى القطط، إلا أنه غالبًا ما يُشخَّص متأخرًا لأن الأعراض تبدأ تدريجيًا ثم تتفاقم بمرور الوقت. في هذا الدليل ستتعرف بالتفصيل على أسباب الحالة، أعراضها، وطرق تشخيصها وعلاجها، بالإضافة إلى نصائح عملية لتحسين جودة حياة قطتك.

ما هو التهاب الشعب الهوائية المزمن؟

التهاب الشعب الهوائية المزمن هو حالة يحدث فيها التهاب مستمر في جدران الشعب الهوائية (القصبات) للقطة لمدة تتجاوز شهرين دون انقطاع. يؤدي هذا الالتهاب إلى تراكم المخاط، وزيادة سُمك جدران القصبات، وضيق المسار الذي يمر عبره الهواء. نتيجة لذلك تصبح القطة عرضة لنوبات سعال متكررة، صعوبة في التنفس، وأحيانًا أزيز مسموع.

كيف يختلف عن الربو القططي؟

على الرغم من وجود تشابه كبير بين الحالتين، إلا أن الربو يُعَد استجابة تحسسية حادة تنطوي على تضييق مفاجئ للقصبات، بينما يتميز الالتهاب المزمن باستمرار الالتهاب حتى في غياب مثير تحسسي مباشر. كثير من الأطباء البيطريين يستخدمون المصطلحين بالتبادل نظرًا لتداخل الأعراض وطرق العلاج.

الأعراض والعلامات التحذيرية

فيما يلي أكثر العلامات الشائعة التي قد تُلاحظها:

  • سعال جاف متكرر أو «كحة الكُلبشة» قد تمتد لأسابيع أو شهور.
  • تشنج القطة وانخفاض الرأس مع تمديد الرقبة أثناء السعال.
  • أزيز أو صفير مسموع عند التنفس، خاصةً أثناء الزفير.
  • اللهاث أو التنفس الفموي بعد مجهود خفيف.
  • القيء أو التقيؤ بعد نوبات السعال الحادة.
  • الخمول أو عدم الرغبة في اللعب.
  • فقدان الوزن التدريجي أو ضعف الشهية عندما تتفاقم الحالة.

الأسباب وعوامل الخطر

لا يزال السبب الدقيق غير مفهوم بالكامل، ولكن توجد عدة عوامل يُعتقد أنها تُسهِم في حدوث الالتهاب:

  • التعرض طويل الأمد لدخان السجائر أو البخور أو العطور الشديدة.
  • الغبار الصادر من الليترات ذات الروائح القوية أو غير المتكتلة.
  • عدوى سابقة في الجهاز التنفسي السفلي لم تُعالج بالشكل الكافي.
  • الطفيليات مثل Aelurostrongylus abstrusus (دودة الرئة) أو ديدان القلب.
  • البدانة التي تضغط على الحجاب الحاجز وتُقلل قدرة الرئة.
  • الاستعداد الوراثي، إذ تُظهر السلالات السيامية والحبشية معدل إصابة أعلى قليلًا.

كيف يتم التشخيص؟

يعتمد الطبيب البيطري على مجموعة من الاختبارات للوصول إلى تشخيص نهائي واستبعاد أمراض أخرى مثل الالتهاب الرئوي، قصور القلب، أو الأورام:

  1. الفحص السريري: الاستماع لصوت الرئتين بالسماعة، وتقييم شكل القفص الصدري ومعدل التنفس.
  2. الأشعة السينية (X-ray): للكشف عن زيادة سُمك جدران القصبات أو وجود ترسبات مخاطية.
  3. التصوير المقطعي المحوسب (CT): في الحالات المعقدة أو عندما تكون الأشعة السينية غير حاسمة.
  4. تنظير القصبات وغسل القصبات (BAL): للحصول على عينة من الإفرازات وتحليلها بحثًا عن الخلايا الالتهابية أو الطفيليات.
  5. تحاليل الدم والبول: لاستبعاد العدوى الميكروبية ولتقييم وظائف الأعضاء قبل بدء العلاج الستيرويدي.
  6. اختبار الديدان القلبية وفحص البراز: للتأكد من عدم وجود طفيليات رئوية.

خيارات العلاج والتعامل اليومي

1. العلاج الدوائي

  • الكورتيكوستيرويدات: تُعطى عادةً على شكل بريدنيزولون بالفم أو بوديزونيد/فلوتيكازون عبر جهاز الاستنشاق لتخفيف الالتهاب.
  • موسعات الشعب الهوائية: مثل ألبوتيرول، تُستخدم بالتزامن مع الستيرويد لتحسين مرور الهواء.
  • المضادات الحيوية: تُصرف عندما تُظهر الفحوص وجود عدوى بكتيرية ثانوية.
  • الأدوية الطاردة للديدان: إذا كان السبب طفيليًا.

2. الرعاية الداعمة داخل العيادة

قد تحتاج القطة إلى أوكسجين ترطيب، جلسات رذاذ (نيبولايزر)، أو «الكوباج» (التربيت الخفيف على الصدر لتفكيك المخاط) في الحالات الشديدة.

3. الرعاية المنزلية طويلة المدى

  • تعليم القطة التعود على قناع الاستنشاق وجهاز الـAerokat خطوة بخطوة.
  • استخدام جهاز ترطيب هواء أثناء الفصول الجافة.
  • اختيار ليتَر متكتل وخالٍ من الغبار والعطور.
  • الحفاظ على وزن صحي عبر حمية متوازنة وتمارين معتدلة.
  • مراقبة معدل التنفس أثناء الراحة (ينبغي أن يكون أقل من 30 نفسًا في الدقيقة).
  • تسجيل نوبات السعال بالفيديو لعرضها على الطبيب في الزيارات الدورية.

الوقاية وتعديل نمط الحياة

  • الإقلاع عن التدخين داخل المنزل، وحرق البخور أو الشموع في أماكن جيدة التهوية.
  • استخدام أجهزة تنقية هواء عالية الكفاءة (HEPA) للحد من مسببات الحساسية المحمولة جوًا.
  • تجنب منظفات الأرضيات القوية، واختيار منتجات صديقة للحيوانات الأليفة.
  • الالتزام بجداول التحصين والفحص الدوري للطفيليات.
  • تقليل التوتر بإضافة مسارات عمودية وأماكن للاختباء، لأن التوتر قد يفاقم الأعراض.

التوقعات المستقبلية (البروغنوزا)

مع التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج، تستطيع معظم القطط أن تعيش حياة طبيعية إلى حد كبير. قد يستمر السعال الخفيف من حين لآخر، لكنه يصبح أقل حدة وعددًا. بالمقابل، يؤدي تجاهل المرض إلى تغيرات لا رجعة فيها في أنسجة الرئة مثل النفاخ الرئوي أو تمدد القصبات، مما يقلل من متوسط العمر المتوقع.

«الاكتشاف المبكر وخطة العلاج المستمرة هما المفتاح للحفاظ على جودة حياة قطتك.»

متى ينبغي التوجه للطبيب البيطري فورًا؟

اطلب المساعدة العاجلة إذا لاحظت أيًا من الآتي:

  • تنفس سريع أكثر من 40 نفسًا في الدقيقة أثناء الراحة.
  • تنفس فموي مستمر أو لثة زرقاء اللون.
  • خمول شديد أو انهيار بعد نوبة سعال.
  • رفض الطعام والشراب لأكثر من 24 ساعة.

الخلاصة

التهاب الشعب الهوائية المزمن قد يبدو مُخيفًا، لكنه في الواقع قابل للتحكم بدرجة كبيرة عند اتباع خطة علاجية دقيقة وإجراء تعديلات صغيرة في بيئة القطة. تذكّر دائمًا أن قطتك تعتمد عليك لتوفير الهواء النقي، التغذية المناسبة، والمتابعة البيطرية المستمرة. ومع القليل من الانتباه والحب، ستتمكنان معًا من التنفس براحة أكبر.

هل لديك أسئلة إضافية؟ شاركها في التعليقات أدناه ودع مجتمع محبي القطط يساعدك!

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version