فيروس البسودورابيز (داء الكَلَب المُزيَّف) لدى القطط

يُعَدّ فيروس البسودورابيز – المعروف أيضًا باسم داء الكَلَب المُزيَّف أو Suid herpesvirus-1 – مرضًا فيروسيًا يُصيب الخنازير أساسًا، لكنه قادر على الانتقال إلى أنواع حيوانية أُخرى، من بينها القطط. وعلى الرغم من تشابُه اسمه مع داء الكَلَب الحقيقي، إلا أنّ الفيروسين مختلفان تمامًا، إلا أنّ كليهما قد يؤديان إلى أعراض عصبية حادّة ومميتة.

كيف تحدث الإصابة؟

تحدث معظم حالات الإصابة في القطط بعد تناول لحم خنزير نيئ أو منتجاته الملوّثة بالفيروس. وقد تلعب القوارض المصابة دورًا وسيطًا، إذ تحمل الفيروس وتنقله عبر العض أو حينما تفترسها القطط. تُعدّ العدوى بالتنفس أو التماس المباشر نادرة جدًا لأن الفيروس لا يبقى ثابتًا طويلًا في البيئة.

الأعراض والعلامات السريرية

يبدأ ظهور الأعراض سريعًا بعد ساعات قليلة من التعرُّض للعدوى، وغالبًا ما تنتهي حياة القط خلال ٢٤–٤٨ ساعة، ولذلك قد لا يتوفر الوقت الكافي للتشخيص أو العلاج. تشمل العلامات النموذجية:

  • حكّة شديدة عادةً في الوجه أو الرأس، وقد تُفضي إلى خدوش وتمزُّقات جلدية.
  • حُمَّى، إفراط في إفراز اللعاب، قيء متكرر.
  • اضطرابات عصبيّة: ارتعاشات، ارتباك، دوران غير إرادي، تململ أو عدوانية.
  • صعوبة تنفُّس، أصوات حشرجة، غالبًا قبل الوفاة مباشرةً.

ملحوظة مهمّة: ظهور حكّة عنيفة مفاجئة في رأس القط عقب تناوله لحمًا نيئًا يستدعي زيارة الطبيب البيطري فورًا – فكل ساعة تُحدث فرقًا.

التشخيص

يعتمد الطبيب البيطري على ثلاثة محاور أساسية للتشخيص:

  1. التاريخ المرضي: تناول لحم خنزير نيئ أو صيد قوارض مؤخرًا.
  2. الفحص السريري: ملاحظة الحكّة المفرطة والأعراض العصبيّة سريعة التطوّر.
  3. الاختبارات المعملية:
    • العزل الفيروسي أو الكشف بواسطة FAT.
    • اختبار PCR لتأكيد وجود الحمض النووي للفيروس.
    • فحوص مصلية للكشف عن الأجسام المضادة.

العلاج والرعاية التلطيفية

للأسف، لا يوجد علاج مُعتمد قادر على القضاء على الفيروس في القطط؛ إذ تُعَدّ العدوى شبه مميتة. ومع ذلك، قد يلجأ الطبيب البيطري إلى:

  • أدوية مُسكِّنة ومُهدِّئة للحدّ من الحكّة والألم.
  • دعم سوائل وريديّة لتعويض الجفاف الناتج عن القيء أو اللعاب المفرِط.
  • أدوية مضادّة للتشنّجات في حال حدوث اختلاجات.
  • عزل القط المُصاب لحمايته من التعرّض لمُثيرات تزيد قلقه أو توتره.

مآل المرض: حتى مع الرعاية التلطيفية، تنتهي معظم الحالات بالوفاة خلال يوم أو يومين؛ لذا تُعَدّ الوقاية حجر الأساس.

كيف تحمي قطك من فيروس البسودورابيز؟

  • عدم تقديم أيّ لحم خنزير نيئ أو منتجاته للقطط – احرص على الطهو الجيّد حتى درجة ٧١ مئوية على الأقل.
  • التخلّص الآمن من مخلفات الخنازير أو أي لحوم قد تتلوّث بالفيروس.
  • تعزيز مكافحة القوارض داخل المنزل والمزارع.
  • تطعيم قطعان الخنازير ضد الفيروس لخفض معدل انتشاره (إجراء يخص المزارعين).
  • الفحص البيطري الدوري، خصوصًا للقطط التي تعيش في بيئات ريفية قرب مزارع الخنازير.

أسئلة شائعة

هل ينتقل فيروس البسودورابيز إلى البشر؟

لا، لم تُسجَّل أي إصابة مؤكَّدة للبشر بالفيروس. خطر العدوى يقتصر بشكل شبه كامل على الخنازير وبعض الحيوانات الأُخرى مثل القطط والكلاب والبقر.

هل يمكن للقط المصاب أن ينقل العدوى لقطط أُخرى؟

نظرًا لقِصر فترة بقاء القط حيًّا بعد ظهور الأعراض، نادرًا ما تنتقل العدوى مباشرةً بين القطط. ومع ذلك، يُفضَّل عزل القط المُصاب ومنع التلامس.

هل هناك لُقاح للقطط؟

لا يتوفر حاليًا أي لقاح مُخصَّص للقطط. التركيز ينصبّ على منع التعرُّض لمصادر العدوى.

الخلاصة

يُشكِّل فيروس البسودورابيز تهديدًا حقيقيًا لحياة القطط، لكن الوقاية بسيطة: لا تقدِّم لحومًا نيئة، وسيطر على القوارض، واستشر الطبيب البيطري فورًا عند ظهور أي علامات غير مألوفة. حمايتك المبكرة لقطك هي أفضل دواء.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version