داء الإنسيفاليتوزونوزس عند القطط: الدليل الشامل للأسباب والأعراض والعلاج

قد يبدو اسم الإنسيفاليتوزونوزس (Encephalitozoonosis) معقدًا، لكنه يشير ببساطة إلى عدوى طفيلية نادرة نسبيًا تصيب الجهاز العصبي والكلى والعينين لدى القطط. في هذا الدليل المبسَّط والشامل سنأخذك في جولة تفصيلية لفهم هذا المرض، كيفية انتقاله، أبرز علاماته السريرية، طرق التشخيص، أحدث خيارات العلاج، وكيفية حماية قطك من الإصابة.

ما هو داء الإنسيفاليتوزونوزس؟

هو عدوى يسببها طفيل مجهري يُدعى Encephalitozoon cuniculi، وهو نوع من الأوالي الدقيقة (الميكروسبوريـديا). يهاجم هذا الطفيل الخلايا ويستقر داخلها، مكوّنًا أعدادًا هائلة من الأبواغ (Spores) القادرة على غزو أعضاء متعددة أبرزها:

• الجهاز العصبي المركزي (المخ والنخاع الشوكي)
• الكليتان
• العدسة وبنية العين الداخلية

دورة حياة الطفيلي وطريقة انتقال العدوى

تتمثل دورة الحياة في ثلاث مراحل أساسية تبدأ بدخول الأبواغ إلى الجسم، ثم التكاثر داخل الخلية، وأخيرًا تحرر الأبواغ لتغزو خلايا جديدة. غالبًا ما تتم العدوى بإحدى الطرق الآتية:

1. الابتلاع الفموي: تناول طعام أو ماء ملوث ببراز أو بول قطة مصابة.
2. الاستنشاق: استنشاق الأبواغ المتطايرة في البيئة.
3. الانتقال العمودي: من الأم إلى الأجنة عبر المشيمة أو أثناء الولادة.

الأعراض والعلامات السريرية

تختلف شدة الأعراض باختلاف العضو المصاب، وفترة العدوى، وصحة الجهاز المناعي للقطة. تشمل العلامات الأكثر شيوعًا:

أعراض عصبية

• ميل الرأس (Head Tilt)
• عدم الاتزان أو الترنح عند المشي
• الرعشات أو التشنجات وقد تصل إلى نوبات صرع
• شلل أو ضعف في الأطراف الخلفية

أعراض كلوية

• زيادة العطش (Polydipsia) وكثرة التبول (Polyuria)
• فقدان الشهية وفقد الوزن التدريجي
• قيء متكرر ورائحة أمونيا قوية في الفم

أعراض عينية

• عتامة عدسة العين (Cataract)
• التهاب جسم العين الأمامي (Uveitis)
• ظهور إفرازات أو تغيّر لون حدقة العين

التشخيص

قد تتداخل علامات الإنسيفاليتوزونوزس مع أمراض أخرى، لذا يعتمد الطبيب البيطري على مجموعة اختبارات للوصول إلى تشخيص دقيق:

1. الفحص السريري التفصيلي: تقييم الوظائف العصبية، فحص العينين، وفحص الكلى.
2. التحاليل المعملية:
   • اختبار الأجسام المضادة في الدم (ELISA أو IFA)
   • فحص البول أو البراز لاكتشاف الأبواغ تحت المجهر
   • تحليل وظائف الكلى وقياس اليوريا والكرياتينين
3. اختبارات التصوير: مثل الأشعة المقطعية (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم التغيرات العصبية أو الكلوية.
4. اختبار PCR: لتأكيد وجود الحمض النووي للطفيلي في العينات المختلفة.

خيارات العلاج

لا يوجد بروتوكول موحد يناسب جميع الحالات، لكن الخطة العلاجية غالبًا ما تجمع بين الأدوية المضادة للطفيليات والعلاج الداعم:

الأدوية المضادة للطفيليات

• فينبيندازول (Fenbendazole): 50 مجم/كجم مرة يوميًا لمدة 14–28 يومًا.
• ألبيندازول (Albendazole): يُستخدم بحذر شديد بسبب احتمالية سُميته للكبد ونخاع العظم.
• مترونيدازول: يساعد في الحد من العدوى الثانوية.

العلاج الداعم

• مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الكورتيكوستيرويد للالتهاب العيني.
• محاليل وريدية لتعويض فقد السوائل ودعم الكلى.
• مضادات تشنج للأعراض العصبية الحادة.
• مكملات فيتامين B وأحماض أمينية لتحسين المناعة.

الرعاية المنزلية والوقاية

تُعَد الوقاية دائمًا أسهل وأقل تكلفة من العلاج. ولحماية قطك وحيواناتك المنزلية الأخرى، اتبع الإرشادات التالية:

• تنظيف صندوق الفضلات يوميًا باستخدام قفازات، والتخلص من الفضلات في كيس محكم الغلق.
• غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع القط، خاصة قبل الأكل.
• توفير مياه شرب نظيفة وتجنب مشاركة أوعية الشرب بين القطط المصابة والسليمة.
• إجراء فحوصات دورية لدى الطبيب البيطري للكشف المبكر.
• عزل القط المصاب أثناء فترة العلاج لمنع انتشار الطفيلي.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن أن ينتقل المرض إلى البشر؟
نادرًا ما تنتقل العدوى إلى البشر الأصحاء. ومع ذلك، قد يكون الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة أكثر عرضة، لذا يُنصح دائماً باتباع قواعد النظافة العامة.

هل يشكِّل الطفيلي خطرًا على القطط الأخرى في المنزل؟
نعم، لأن الأبواغ تخرج مع البول أو البراز ويمكنها البقاء حية في البيئة لفترة، لذا ينبغي عزل القط المصاب وتنظيف مكانه يوميًا.

كم يستغرق الشفاء الكامل؟
يختلف الزمن اعتمادًا على شدة الإصابة واستجابة القط للعلاج، وقد يستغرق من عدة أسابيع إلى أشهر مع متابعة دورية.

كلما كان التشخيص مبكرًا، زادت فرص الشفاء الكامل وقل خطر حدوث مضاعفات مزمنة.

ختامًا، يوفر الوعي بمرض الإنسيفاليتوزونوزس والالتزام بإجراءات الوقاية والرعاية الطبية المبكرة أفضل حماية لصحة قطتك وجودتها المعيشية.