خفقان البطين في القطط: الأسباب، الأعراض، وخيارات العلاج الشاملة
خفقان البطين (Ventricular Tachycardia) هو أحد اضطرابات نظم القلب الخطيرة التي قد تهدد حياة القط في غضون دقائق إذا لم تُعالَج. يحدث هذا الاضطراب عندما تولد البطينات سلسلة سريعة وغير طبيعية من النبضات الكهربائية تجعل القلب ينبض بسرعة كبيرة وغير فعّالة، مما يُقلِّل من قدرة الجسم على إيصال الدم المؤكسج إلى الأعضاء الحيوية.
سنتعرّف في هذا الدليل المفصّل على كل ما تحتاج معرفته حول خفقان البطين في القطط، بدءًا من التعريف والأعراض حتى طرق التشخيص والعلاج والرعاية المنزلية طويلة الأمد.
لقطة مقربة لقط متصل بجهاز تخطيط كهربائية القلب داخل عيادة بيطرية
ما هو خفقان البطين؟
خفقان البطين هو تسارع في ضربات القلب مصدره البطينات، أي الحجرات السفلية للقلب. عندما يتجاوز معدل نبض البطينين 180 نبضة في الدقيقة (قد يختلف حسب حجم القط وعمره)، يصبح القلب غير قادر على ضخ الدم بكفاءة، ما يزيد خطر الإغماء أو السكتة القلبية.
- طبيعة الحالة: غالبًا ما يحدث بصورة مفاجئة وقد يستمر لثوانٍ أو دقائق.
- درجة الخطورة: إذا استمر دون تدخل، قد يتحول إلى رجفان بطيني قاتل.
- العلاقة مع أمراض القلب الأخرى: يظهر عادةً كعرض ثانوي لاعتلال عضلة القلب أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو اضطراب الشوارد في الدم.
الأعراض والعلامات السريرية
قد يصعب ملاحظة اضطرابات نظم القلب بالعين المجرّدة، لكنَّ خفقان البطين يحمل مؤشرات تحذيرية واضحة:
- لهاث أو تنفّس سريع وغير طبيعي
- خمول شديد أو ضعف مفاجئ
- تغير لون اللثة إلى الأبيض أو الأزرق (شحوب)
- إغماء أو انهيار لحظي (Syncope)
- تضخّم بطن أو تراكم سوائل في الصدر (استسقاء)
- نبض غير منتظم أو سريع عند لمس الصدر
- سعال أو أصوات احتقان رئوي
قط يظهر عليه الخمول وشحوب اللثة، إحدى العلامات المبكرة لخفقان البطين
الأسباب والعوامل المؤهبة
لا يحدث خفقان البطين من فراغ، بل يَنتج في الغالب عن واحد أو أكثر من العوامل التالية:
- اعتلال عضلة القلب الضُخامي أو التوسّعي: أكثر أسباب اضطراب النظم شيوعًا في القطط.
- اختلال الشوارد (البوتاسيوم، الكالسيوم، المغنيسيوم): سواء بسبب أمراض الكلى أو سوء التغذية أو السموم.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: يؤدي إلى زيادة الحمل على القلب.
- أدوية أو سموم: مثل الأدرينالين الزائد، أدوية الاستنشاق، أو سموم الحشرات.
- العدوى والالتهاب: التهاب عضلة القلب أو تعفن الدم.
- الصدمة أو النزيف الحاد: الناجم عن حوادث السير أو الجراحات.
- الأورام القلبية: نادرة لكنها واردة.
كيفية تشخيص خفقان البطين في القطط
يتطلّب التشخيص الدقيق مزيجًا من الفحص السريري والتقنيات التشخيصية المتقدمة:
الفحص البدني
يستمع الطبيب البيطري إلى القلب باستخدام السماعة بحثًا عن لغط قلبي أو إيقاع غير منتظم، كما يفحص لون اللثة وضغط الدم وحرارة الجسم.
تخطيط كهربائية القلب (ECG)
يُعد أفضل اختبار لتحديد نوع اضطراب النظم. يكشف ECG عن موجات QRS عريضة وسريعة مميزة لخفقان البطين.
الأشعة والموجات فوق الصوتية القلبية
تساعد أشعة الصدر السينية على تقييم حجم القلب والرئتين، بينما يكشف الإيكو (Echocardiography) عن سماكة الجدران البطينية وتشوه الصمامات.
التحاليل المخبرية
- صورة دم كاملة (CBC) لتقييم فقر الدم أو العدوى.
- كيمياء الدم لقياس الإلكتروليتات وإنزيمات الكبد والكلى.
- إنزيم التروبونين القلبي لتحديد تلف عضلة القلب.
طبيب بيطري يراجع تخطيط القلب المطبوع لتأكيد خفقان البطين
خيارات العلاج
تنويه: خفقان البطين يُعتبر حالة طارئة. إذا لاحظت أي علامة من علامات الخطر، تواصل فورًا مع طبيبك البيطري أو أقرب مستشفى طوارئ.
العلاج الطارئ في العيادة
- إعطاء عقار ليدوكايين (Lidocaine) وريدياً لإبطاء النبضات البطينية السريعة.
- الأكسجين التكميلي لتحسين تشبّع الدم.
- تصحيح الشوارد غير المتوازنة بالسوائل الوريدية.
- الصدمة الكهربائية (Defibrillation) في الحالات المقاومة للأدوية.
الأدوية المضادة لاضطراب النظم على المدى الطويل
بعد الاستقرار، قد يُصرف أحد الأدوية التالية:
- سوتالول (Sotalol): حاصر بيتا مع خصائص مضادة لاضطراب النظم من الفئة الثالثة.
- أميودارون (Amiodarone): فعال للحالات المعندة لكن يحتاج مراقبة لوظائف الكبد والغدة الدرقية.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: مثل ديلتيازِم عند وجود مشاكل أُذينية مصاحبة.
علاج السبب الكامن
لا يكتمل الشفاء إلا بمعالجة المسببات الأساسية:
- استئصال ورم الغدة الدرقية أو استخدام أدوية خافضة لهرمونات الدرق.
- علاج أمراض الكلى أو تصحيح الجفاف لمنع اختلال الشوارد.
- مضادات الالتهاب أو المضادات الحيوية عند وجود التهاب عضلة القلب.
مرحلة الطوارئ: حقن دواء مضاد لاضطراب النظم في قطة داخل قفص أكسجين
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد الخروج من المستشفى، تأتي مهمة المربي في ضمان استقرار القط:
- إعطاء الأدوية في مواعيدها بدقة، واستشارة الطبيب قبل إيقافها أو تغيير الجرعة.
- مراقبة معدل التنفس أثناء الراحة (يُفضَّل أقل من 30 نفسًا/دقيقة).
- إحضار القط لفحص ECG دوريًا كل أسبوعين إلى أن يستقر، ثم كل 3–6 أشهر.
- تعديل النظام الغذائي لتقليل الصوديوم ودعم صحة القلب بمكملات التورين وأوميغا-3.
- الحد من التوتّر البدني: تجنّب اللعب العنيف أو القفزات المفاجئة حتى يأذن الطبيب.
قط يرتاح في المنزل بجوار منظم حبوب مصمم للحيوانات الأليفة
الوقاية وتقليل المخاطر
- إجراء فحوصات سنوية للقلب خاصة للقطط فوق سن السابعة.
- علاج فرط نشاط الغدة الدرقية وأمراض الكلى في مراحلها المبكرة.
- الحفاظ على وزن صحي لتقليل عبء العمل على القلب.
- التأكد من توفر مياه شرب نظيفة دائمًا لمنع الجفاف واختلال الشوارد.
- إبعاد القط عن سموم الحشرات والنباتات السامة والأدوية البشرية.
قط صحي يلعب بريشة، دليل على نمط حياة نشِط يقي من أمراض القلب
التوقعات ومتى عليك طلب المساعدة العاجلة
يعتمد مآل خفقان البطين على سرعة التشخيص واستجابة القط للعلاج وعلى طبيعة المرض الأساسي. إذا كان السبب قابلًا للعلاج (مثل اختلال الشوارد أو فرط نشاط الدرق)، فقد يعيش القط سنوات عدة مع مراقبة طبية مستمرة. أمّا إذا كان مرتبطًا باعتلال عضلة القلب الضخامي المتقدّم، فقد تكون التوقعات أكثر تحفظًا.
اطلب المساعدة الطارئة فورًا إذا لاحظت أيًّا من العلامات التالية:
- صعوبة تنفّس شديدة أو تنفّس بفم مفتوح
- إغماء أو انهيار
- لثة زرقاء أو رمادية اللون
- غياب الشهية لأكثر من 24 ساعة مصحوب بخمول
التدخّل السريع يمكن أن يُنقذ حياة قطك ويمنع حدوث مضاعفات لا تُحمد عقباها.
تذكّر دائمًا أن شراكتك مع الطبيب البيطري عنصر أساسي لضمان أفضل رعاية ممكنة لقطك العزيز.
المراجع
- إميلي باداريو. “الإيقاع غير الطبيعي (أو خفقان البطين): المعلومات عن نظم القلب.” , 2023-02-10. www.acvim.org