حمّى خدش القطط (بارتونيلوز): الدليل الشامل لفهم المرض وحماية عائلتك
قد يبدو خدش بسيط من قطتك شيئًا عابرًا، لكن وراءه قد يكمن مرض بكتيري يُعرف باسم «حمّى خدش القطط» أو بارتونيلوز. هذا الدليل يُطلعك على كل ما تحتاج معرفته عن الأسباب والأعراض وطرق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى نصائح للوقاية تحافظ على صحة قطك وصحتك أنت.
ما هي حمّى خدش القطط؟
حمّى خدش القطط هي عدوى بكتيرية سببها Bartonella henselae؛ وهي بكتيريا تنمو في مجرى دم القطط وقد تُنقل إلى البشر عبر الخدش أو العض. معظم القطط الحاملة للبكتيريا لا تبدو مريضة، لكن بإمكانها نشرها لقطط أخرى أو لأصحابها.
كيف تُصاب القطط ببكتيريا بارتونيلا؟
تنتقل البكتيريا في الأساس عبر براغيث القطط، إذ تعمل البراغيث كناقل يلتقط البكتيريا من دم قط مصاب ثم ينقلها لآخر. كما يمكن أن تنتقل البكتيريا خلال العراك بين القطط حيث يحدث نزيف أو جروح مفتوحة.
- لدغة أو لسعة برغوث مصاب
- تبادل الدم أثناء معارك القطط
- البيئات المزدحمة أو أماكن الإيواء ذات مستوى نظافة منخفض
الأعراض التي يجب مراقبتها
90٪ من القطط المصابة لا تظهر عليها علامات واضحة، إلا أن بعضها يعاني من:
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة
- تورّم الغدد اللمفاوية وخصوصًا تحت الفك أو وراء الركبتين
- التهاب الملتحمة أو تقرحات داخل الفم
- خمول وفقدان للشهية
- أحيانًا اضطرابات قلبية أو عصبية عند الإصابة المزمنة
متى يجب استشارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت تورّم الغدد اللمفاوية أو تكرار الحمى غير المبررة، أو مستجدّات سلوكية مثل الخمول وفقدان الشهية، فزيارة الطبيب البيطري ضرورية للتشخيص المبكر وتجنّب المضاعفات.
تشخيص بارثونيلا في العيادة البيطرية
سيتبع الطبيب البيطري عادةً الخطوات التالية:
- التاريخ المرضي والفحص السريري: بحثًا عن أي تورّم غددي أو علامات عدوى جلدية.
- اختبار الأجسام المضادة (IFA): للكشف عن تعرّض الجهاز المناعي للبكتيريا.
- اختبار PCR: لتحرّي الحمض النووي للبكتيريا في الدم أو الأنسجة.
- تحاليل الدم الروتينية: لتقييم صحة الجهاز المناعي والكشف عن التهابات أخرى.
خيارات العلاج المتاحة
على الرغم من أن بعض القطط قد تشفى تلقائيًا، إلا أن العلاج بالمضادات الحيوية يسرّع من الشفاء ويقلّل خطر انتقال العدوى.
- دوكسيسيكلين: يُستخدم عادة لمدة 28 يومًا على الأقل.
- أزيثرومايسين: بديل فعّال في حال وجود حساسية أو موانع لاستخدام دوكسيسيكلين.
- برادوفلوكساسين: من الجيل الثالث للفلوروكينولونات، فعّال ضدّ أنواع بارثونيلا المقاومة.
قد يوصي الطبيب البيطري أيضًا بتسكين الألم، مضادات الالتهاب، أو السوائل الوريدية إذا لزم الأمر.
الوقاية: خط الدفاع الأهم
لأن منع العدوى أسهل من علاجها، اتبع الإرشادات التالية:
- استخدم أدوية مكافحة البراغيث بشكل شهري وداوم على التنظيف العميق لبيئة القطة.
- أبقِ قطتك داخل المنزل لتقليل اشتباكها مع قطط أخرى قد تحمل البكتيريا.
- قصّ أظافر قطتك بانتظام لتخفيف حدّة الخدوش المحتملة.
- تجنّب اللعب العنيف، واستخدم ألعاب العصا أو الريش بدل اليدين.
هل حمّى خدش القطط معدية للبشر؟
نعم، يمكن للقطط نقل البكتيريا للبشر عبر العض أو الخدش الملوّث، خصوصًا لمن لديهم مناعة ضعيفة. تظهر الأعراض على البشر عادة في صورة تورّم موضعي، حُمّى، وربما تضخّم غدد لمفاوية. يُنصح بغسل أي خدش فوريًا بالماء والصابون ومراجعة الطبيب إذا ظهر احمرار أو انتفاخ.
أسئلة شائعة
- هل يشكّل المرض خطرًا دائمًا على القط؟ – غالبًا لا؛ معظم القطط تتعافى تمامًا عند تلقي العلاج المناسب.
- هل تحتاج جميع القطط المصابة إلى مضادات حيوية؟ – يقرر الطبيب البيطري ذلك بناءً على شدة الأعراض ونتائج الاختبارات.
- كم يدوم العلاج؟ – من 3 إلى 6 أسابيع في المتوسط.
- هل يمكن أن تعود العدوى بعد الشفاء؟ – نعم إذا تعرضت القطة للبراغيث أو لقطط مصابة من جديد.
نصيحة ختامية: روتين وقائي بسيط مثل مكافحة البراغيث وقص الأظافر ومراجعة الطبيب البيطري بانتظام يقلّل من أي مخاطر مرتفعة لحمّى خدش القطط لك ولعائلتك.
المراجع
- مكتبة الطب الوطنية الأمريكية. “حمّى خدش القطط: استعراض شامل.” , 2023-02-20. pubmed.ncbi.nlm.nih.gov