الميكوبلازما في القطط: الدليل الشامل للأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج

تُعَدُّ الميكوبلازما من أصغر الكائنات الحية القادرة على التكاثر ذاتيًّا، وتتميّز بغياب الجدار الخلوي، ما يمنحها مرونة عالية ويجعل القضاء عليها أكثر صعوبة من البكتيريا التقليدية. في القطط، يمكن للميكوبلازما أن تُصيب خلايا الدم الحمراء أو الجهاز التنفسي، مسببة طيفًا واسعًا من الأعراض التي تتراوح ما بين خفيفة وغير ملحوظة إلى خطيرة ومهددة للحياة. يهدف هذا المقال إلى تزويدك بكل ما تحتاج معرفته عن هذه العدوى، بدءًا من طرق الانتقال وصولًا إلى التشخيص والعلاج والوقاية.

ما هي ميكوبلازما القطط؟

تنتشر عدة أنواع من الميكوبلازما بين القطط، إلا أن Mycoplasma haemofelis — التي كانت تُعرَف سابقًا باسم Haemobartonella felis — هي الأكثر شيوعًا وخطورة؛ نظرًا لقدرتها على الالتصاق بكريات الدم الحمراء وتدميرها، ما يؤدي إلى فقر دم انحلالي.

  • الأنواع المسببة لأمراض الدم (Hemoplasma): تُهاجم كريات الدم الحمراء.
  • الأنواع المسببة لأمراض الجهاز التنفسي: مثل Mycoplasma felis، وتظهر عادة بعلامات تنفسية خفيفة.

طرق انتقال العدوى وعوامل الخطر

١. الطفيليات الخارجية

تُعَدُّ البراغيث والقراد الناقل الأساسي للميكوبلازما الدموية، إذ تنتقل الكائنات الممرِضة أثناء تغذية الحشرة على دم القطة.

٢. العراك والجروح

يمكن للقطط التي تتقاتل أن تنقل العدوى عبر العضّ والخدوش، خاصةً بين الذكور غير المخصية التي تتجول في الخارج.

٣. نقل الدم

عمليات نقل الدم من متبرع غير مُفحَص قد تؤدي إلى انتقال الميكوبلازما إلى المُستقبِل.

٤. ضعف المناعة

القطط المصابة بفيروس نقص المناعة (FIV) أو اللوكيميا (FeLV) أكثر عرضة لتفاقم العدوى؛ لأن جهازها المناعي غير قادر على التحكم في الميكوبلازما.

الأعراض والعلامات السريرية

قد تظهر علامات خفيفة في المراحل الأولى، لكن مع تقدُّم المرض تبدأ الأعراض التالية بالظهور:

  • شحوب أو اصفرار اللثة واللسان
  • فقدان الشهية وفقدان الوزن
  • الخمول والضعف العام
  • التنفّس السريع أو اللهاث
  • ارتفاع درجة الحرارة
  • تضخُّم الطحال

كيف يتم التشخيص؟

يبدأ الطبيب البيطري بالتاريخ المرضي والفحص السريري، ثم يوصي باختبارات دم متخصصة.

  1. صورة دم كاملة (CBC): للكشف عن فقر الدم الانحلالي أو التجديدي.
  2. لطخة دموية تحت المجهر: يمكن ملاحظة الميكوبلازما ملتصقة بخلايا الدم الحمراء في بعض الحالات، لكن هذه الطريقة قد تُعطي نتائج سلبية كاذبة.
  3. اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR): الأكثر دقة وحساسية لتأكيد وجود المادة الوراثية للميكوبلازما.

معلومة مهمة: قد تكون الميكوبلازما موجودة بتركيز منخفض يجعل اكتشافها في العينة المجهرية صعبًا، لذا يُفضَّل دائمًا إجراء اختبار PCR لدقة أعلى.

خيارات العلاج

العلاج المبكّر يحسّن فرص الشفاء ويقلِّل من خطر المضاعفات.

١. المضادات الحيوية

يُعَدُّ الدوكسيسيكلين (لمدة 21–28 يومًا) خط العلاج الأول. قد تُستخدم بدائل مثل الفلوروكينولونات إذا تعذّر استعمال الدوكسيسيكلين.

٢. الرعاية الداعمة

  • نقل دم في الحالات الشديدة لتصحيح فقر الدم الحاد.
  • السوائل الوريدية لمنع الجفاف ودعم الوظائف الحيوية.
  • الستيرويدات بجرعات منخفضة أحيانًا لتقليل تدمير كريات الدم الحمراء بواسطة الجهاز المناعي.

الرعاية المنزلية والمتابعة

بعد عودة القطة إلى المنزل:

  • قدّم طعامًا عالي الجودة وسهل الهضم.
  • وفِّر بيئة دافئة وهادئة لتخفيف التوتر.
  • اتبع جدول الأدوية بدقة وتجنّب إيقاف المضادّ الحيوي قبل انتهاء المدة.
  • حدِّد موعد فحص دم جديد بعد أسبوعين–أربعة أسابيع للتأكد من تحسُّن قيمة الهيموغلوبين واختفاء الميكوبلازما.

كيف تحمي قطك من الميكوبلازما؟

الوقاية هي خط الدفاع الأول.

  1. التحكم في البراغيث والقراد: استخدم منتجات وقاية شهرية معتمدة من الطبيب البيطري.
  2. إبقاء القط داخل المنزل: يحدّ من العراك والاتصال بقطط مصابة.
  3. الفحص قبل نقل الدم: يجب أن يخضع أي متبرع للقطط لاختبارات PCR.
  4. تعقيم القطط الذكور: يقلّل من السلوك العدواني والتجوال.

أسئلة شائعة

هل يمكن شفاء القطة تمامًا من الميكوبلازما؟

غالبية القطط تستجيب جيدًا للعلاج وتعود لحياتها الطبيعية، إلا أن بعض الحالات قد تبقى حاملة للبكتيريا لفترة طويلة دون أية أعراض.

هل تنتقل الميكوبلازما إلى البشر أو الحيوانات الأليفة الأخرى؟

ميكوبلازما القطط نوعية للغاية ولا تُشكّل خطرًا معروفًا على البشر، لكن انتقالها إلى قطط أخرى غير محصَّنة يظل ممكنًا.

ماذا يحدث إذا تُركت العدوى دون علاج؟

قد يتفاقم فقر الدم ليصبح مهددًا للحياة، كما يزيد خطر فشل الأعضاء بسبب نقص الأكسجين المزمن.

الخلاصة

الوعي بالأعراض والالتزام بالفحوص الدورية والعناية البيطرية العاجلة هي مفاتيح حماية القطط من الميكوبلازما. إذا لاحظت أي علامة من العلامات المذكورة، استشر طبيبك البيطري فورًا ولا تؤخّر التشخيص والعلاج.

تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض التثقيف العام ولا تُعَدُّ بديلاً عن استشارة الطبيب البيطري المختص.

المراجع

  1. موقع Veterinary Partner. “أنواع الميكوبلازما وأعراضها.” , 2021-05-15. www.veterinarypartner.com
  2. معهد كاليفورنيا لطب الحيوانات. “الميكوبلازما وتأثيرها على صحة القطط.” , 2023-01-18. www.calpma.org

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version