الدليل الشامل لفهم وعلاج الكوكسيديا عند القطط

إذا لاحظت يومًا أن قطتك تعاني من إسهال مفاجئ أو فقدان للشهية، فقد يكون الطفيلي الداخلي المسمى «الكوكسيديا» هو السبب. يُعَد هذا المرض من أكثر الالتهابات الطفيلية شيوعًا لدى القطط الصغيرة، لكنه قادر على إصابة أي قط في مختلف الأعمار، وخاصة في البيئات المكتظة أو قليلة النظافة. في هذا المقال ستجد كل ما تحتاج إلى معرفته — من التعريف والأعراض وحتى التشخيص والعلاج والوقاية — لضمان بقاء قطتك في أفضل حال.

ما هي الكوكسيديا؟

الكوكسيديا هي طفيليات وحيدة الخلية تعيش داخل الأمعاء الدقيقة للقط. أكثر الأنواع شيوعًا هما Isospora felis وIsospora rivolta. وبينما تمر بعض القطط بالعدوى دون أعراض تُذكَر، قد تعاني أخرى من التهابات معوية حادة قد تكون مهدِّدة للحياة، خصوصًا عند القطط الصغيرة دون ثلاثة أشهر أو تلك التي تعاني من ضعف في جهاز المناعة.

كيف تنتقل الكوكسيديا؟

• ابتلاع براز مُلوَّث يحتوي على بويضات (أو كييسات) الطفيل.
• ملامسة الأسطح أو أوعية الطعام والماء الملوّثة.
• صيد فرائس مصابة مثل القوارض أو الحشرات.
• انتقال العدوى من الأم إلى صغارها خلال فترة الرضاعة أحيانًا.

«تستطيع بويضات الكوكسيديا البقاء في البيئة لأسابيع، بل وأحيانًا لأشهر، ما يجعل النظافة الصارمة شرطًا أساسيًا لمنع إعادة العدوى.» — طبيبة بيطرية، د. ليلى العتيبي

علامات العدوى وأعراضها

قد تتراوح الأعراض بين خفيفة لا تُلاحَظ، وشديدة تستدعي تدخلاً بيطريًا عاجلًا. إليك أبرز العلامات:

• إسهال مائي أو مخاطي، وقد يكون مصحوبًا بالدم.
• جفاف وفقدان سريع للسوائل.
• خمول وضعف عام وفقدان شهية.
• بطن منتفخ أو آلام في البطن.
• تقيؤ في بعض الحالات الشديدة.
• فقدان وزن ملحوظ، خاصة لدى القطط الصغيرة.

لماذا تُعد القطط الصغيرة أكثر عرضة؟

جهاز المناعة لدى القطط حديثة الولادة لم يكتمل بعد، كما أنهن يفتقرن إلى الخبرة السلوكية لتجنّب الأسطح المتسخة أو الفرائس المريضة، ما يجعل احتمال إصابتهن بالكوكسيديا أعلى بكثير مقارنة بالقطط البالغة الصحية.

دورة حياة الطفيل باختصار

1. يبتلع القط بويضات الكوكسيديا المتحوصلة.
2. تفقس البويضات داخل الأمعاء وتبدأ مراحل تكاثرها اللاجنسي ثم الجنسي.
3. تدمّر الطفيليات جدار الأمعاء ما يسبّب الإسهال وسوء الامتصاص.
4. تُطرَح بويضات جديدة مع البراز خلال 7–14 يومًا، وتصبح مُعدية بعد 24–48 ساعة في البيئة.

كيف يتم التشخيص؟

يعتمد الطبيب البيطري عادة على فحص البراز باستخدام تقنية «التعويم» لرصد بويضات الكوكسيديا تحت المجهر. قد يطلب الطبيب أيضًا:

• تحاليل دم لتقييم مستويات السوائل والأملاح.
• تقييم حالة القط السريرية (درجة الجفاف، الحرارة، الوزن).
• تصوير بالأشعة السينية إذا اشتبه بمضاعفات معوية أخرى.

خيارات العلاج المتاحة

الكوكسيديا قابلة للعلاج في أغلب الحالات، خاصة عند الاكتشاف المبكر. يشمل العلاج الشامل العناصر التالية:

الأدوية المضادة للطفيليات

• سلفاديميثوكسين (Sulfadimethoxine): يُعطى غالبًا لمدة 5–14 يومًا.
• بونازوريل (Ponazuril) أو تولترازوريل (Toltrazuril): كفاءة عالية في قتل الطفيلي خلال دورة حياة واحدة.
• يُقرر الطبيب الجرعة اعتمادًا على الوزن وشدة العدوى.

دعم السوائل والتغذية

• محاليل تحت الجلد أو وريدية لتعويض الجفاف.
• حمية سهلة الهضم وغنية بالبروتين للمساعدة على تعافي جدار الأمعاء.
• مكملات البروبيوتيك لإعادة التوازن البكتيري للأمعاء.

دور العناية المنزلية

حتى مع العلاج الدوائي، يحتاج القط إلى بيئة نظيفة ودافئة ومحفزة للشهية. تأكد من:

• تغيير الماء يوميًا وتقديم طعام طازج.
• عزل القط المصاب لمنع العدوى عن القطط الأخرى.
• متابعة الوزن وشهية الأكل بشكل يومي وإبلاغ الطبيب بأي تغييرات.

خطوات الوقاية الفعّالة

1. تنظيف صندوق الفضلات مرتين يوميًا على الأقل.
2. غسل الصندوق والأوعية بمحلول ماء + مبيض (1:10) أو منظف يحتوي على الأمونيا، ثم الشطف جيدًا.
3. التخلّص من الفضلات في أكياس محكمة الغلق.
4. غسل اليدين بعد التعامل مع القط أو الصندوق.
5. فحص القطط الجديدة وعزلها لمدة 10–14 يومًا قبل الاختلاط بالقطط الأخرى.
6. منع الوصول إلى القوارض والحشرات قدر الإمكان.

هل الكوكسيديا معدية للبشر؟

الأنواع التي تصيب القطط لا تنتقل عادة إلى البشر، غير أن الحفاظ على معايير النظافة العالية يحمي العائلة من جراثيم وأمراض أخرى محتملة. إذا كان في المنزل أشخاص من أصحاب المناعة الضعيفة (أطفال رضع، مسنون، أو أشخاص يتلقون علاجًا مثبطًا للمناعة)، فالنظافة المفرطة تصبح أولوية قصوى.

أسئلة شائعة

• كم يستغرق التعافي الكامل؟ عادة ما تبدأ الأعراض في التحسن خلال 48–72 ساعة من بدء العلاج، لكن يجب إكمال الدورة كاملة.
• هل يمكن أن تصاب قطتي مجددًا؟ نعم، إذ إن المناعة ضد الكوكسيديا غالبًا لا تدوم مدى الحياة.
• هل هناك لقاح للكوكسيديا؟ لا يوجد حتى الآن لقاح معتمد للقطط.

الخلاصة

رغم أن الكوكسيديا قد تبدو مخيفة، إلا أن الاكتشاف والعلاج المبكرين، مع الحفاظ على نظافة بيئة القط، يوفران للقطط فرصة تعافٍ تام وسريع. عند ملاحظة أي أعراض هضمية غير طبيعية، لا تتردد في زيارة الطبيب البيطري لإجراء الفحوصات اللازمة.

إذا كان لديك المزيد من الأسئلة، اترك تعليقك أدناه أو تواصل معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي لمزيد من النصائح البيطرية.

المراجع

1. د. فاطمة العامري. “منع الكوكسيديا في الجراء.” , 2019-12-05. www.kittencare.com