الدليل الشامل لاختيار النظام الغذائي المثالي للقطط المصابة بمرض الكلى

يُعَدّ مرض الكلى المزمن أحد أكثر الأمراض شيوعًا بين القطط المُسنّة، وقد يؤثّر بشكل مباشر في نوعية حياتها وطول عمرها. لحسن الحظ، يُعَدّ النظام الغذائي المُخصَّص من أهم الأدوات العلاجية التي يستطيع الوصي على القط أن يطبِّقها يوميًا لدعم كفاءة الكليتين وتقليل المضاعفات.

فهم مرض الكلى المزمن لدى القطط

تعمل الكليتان على ترشيح الفضلات من الدم، وضبط مستوى السوائل والأملاح، وتنظيم ضغط الدم، وإنتاج بعض الهرمونات. ومع تقدّم المرض، تفقد الكلية قدرتها على أداء هذه الوظائف؛ ما يؤدي إلى تراكم السموم في مجرى الدم وظهور أعراض مثل:

  • العطش والتبوّل بكثرة
  • فقدان الوزن وضعف الشهية
  • قيء أو إسهال متكرّر
  • فرو باهت أو متقصف

يُقسِّم الأطباء البيطريون مرض الكلى إلى أربع مراحل (من الأولى إلى الرابعة) بناءً على تحاليل الدم والبول، وتتحدّد الحاجة إلى تغييرات غذائية صارمة كلما تقدّمت المرحلة.

لماذا يلعب النظام الغذائي دورًا حاسمًا؟

يُسهم اختيار الطعام المناسب في إبطاء تقدّم المرض عبر تقليل العبء على الكلية وتوفير العناصر الغذائية الأساسية. وفيما يلي العناصر التي يجب مراقبتها:

1. البروتين: الجودة أهم من الكمية

يؤدي البروتين الزائد إلى زيادة نواتج فضلات النيتروجين، لذلك تُصمَّم الأنظمة الغذائية الكلوية لتحتوي على كمية بروتين معتدلة إلى منخفضة، مع التركيز على أن يكون البروتين عالي الجودة وسهل الهضم (مثل الدجاج منزوع الجلد أو لحم الديك الرومي أو البيض المُجفف).

2. الفوسفور: المفتاح لتقليل تلف الكلية

يرتبط ارتفاع الفوسفور في الدم بزيادة سرعة تدهور الكلية. ابحثْ عن أطعمة تحتوي على أقل من 0.5% فوسفور في المادة الجافة للمرحلة المبكرة، وأقل من 0.3% للمراحل المتقدّمة.

3. الصوديوم: دعم ضغط الدم

قد يُفاقِم الصوديوم المرتفع ارتفاع ضغط الدم لدى القط المصاب، لذلك يُفضَّل أن يكون الطعام منخفض الصوديوم (< 0.4% من المادة الجافة عادةً).

4. الأحماض الدهنية أوميغا-3

تُظهر الدراسات أنّ حمض الإيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهكسينويك (DHA) قد يقلّلان الالتهاب داخل الكلية. تشتهر أسماك المياه الباردة مثل السلمون كمصدر غني بهذه الأحماض.

معايير اختيار طعام القط المصاب بمرض الكلى

  1. رطوبة عالية: تُسهِّل الأطعمة الرطبة أو نصف الرطبة وصول الماء إلى الجسم، ما يدعم ترطيب الخلايا.
  2. قابلية الاستساغة: إذا لم يُعجب القطّ بطعامه، فلن يستفيد منه. تحتوي الأطعمة الكلوية غالبًا على مُحسّنات طعم إضافية.
  3. توازن الطاقة: القطط المصابة تفقد الوزن سريعًا؛ لذا يجب أن يكون الطعام غنيًّا بالسعرات الحرارية في كل قضمة.
  4. مكوّنات محدّدة: ابحث عن إدراج زيت السمك، ومضادات الأكسدة، وفيتامينات B، ومكمّلات البوتاسيوم عند الحاجة.
  5. مطابقة توصيات الطبيب البيطري: بعض القطط تحتاج إلى روابط فوسفور إضافية أو مكملات خاصة.

وصفات علاجية جاهزة مقابل الطعام المحضَّر منزليًا

تقدّم شركات متخصصة مثل Hill’s Prescription k/d وRoyal Canin Renal Support وPurina Pro Plan NF أطعمة متوازنة سريريًا. تُعَدّ هذه الوصفات الخيارَ الأسهل والأكثر أمانًا لمعظم الملاّك.

إذا اخترت النظام المنزلي، فاحرص على العمل مع طبيب بيطري اختصاصي تغذية لوضع وصفة دقيقة؛ إذ قد يؤدي أي نقص أو زيادة في المعادن إلى تفاقم المرض بسرعة.

خطوات الانتقال إلى النظام الغذائي الجديد

يكره العديد من القطط التغيير المفاجئ. جرِّب خطة الانتقال التالية خلال 7–10 أيام:

  • اليوم 1–3: 75% من الطعام القديم + 25% من الطعام الجديد
  • اليوم 4–6: 50% من الطعام القديم + 50% من الطعام الجديد
  • اليوم 7–10: 25% من الطعام القديم + 75% من الطعام الجديد
  • اليوم 11 وما بعده: 100% من الطعام الجديد

زيادة استهلاك الماء: نصائح بسيطة وفعّالة

١. نوافير الشرب

يُفضِّل كثيرٌ من القطط الماء الجاري. اختيار نافورة من الفولاذ المقاوم للصدأ قد يرفع استهلاك الماء بنسبة تصل إلى 40%.

٢. إضافة المرق الخالي من الملح

رشّ ملعقة صغيرة من مرق الدجاج أو السمك (منزوع الملح والبصل والثوم) فوق الطعام المعلّب لتعزيز النكهة والرطوبة.

٣. توزيع أوعية ماء متعددة

ضع أوعيةً ضحلة في غرف مختلفة لتسهيل الوصول خاصةً للقطط كبيرة السنّ أو محدودة الحركة.

المكمّلات والعلاجات الداعمة

لا تُعَدّ المكمّلات علاجًا مستقلًا، لكنها تساعد في إدارة الأعراض:

  • رابطات الفوسفور: تُعطى بوصفة بيطرية عندما يكون التحكم بالفوسفور من الطعام وحده غير كافٍ.
  • البوتاسيوم: تُعالَج نقصاناته بشراب أو جل فموي.
  • فيتامينات مركّب B: تعوّض الفقد الناتج عن التبوّل الزائد.
  • مُعدِّلات حموضة المعدة: تُقلل القيء والغثيان.

متى يجب استشارة الطبيب البيطري؟

اطلب المشورة فورًا إذا لاحظتَ فقدان شهية متواصلًا، أو تقيّؤًا متكررًا، أو خمولًا شديدًا، أو أي تغيّر مفاجئ في وزن قطك. الفحص النصفي (كل 6 أشهر) ضروري لتعديل النظام الغذائي بحسب تطوّر مرحلة المرض.

أسئلة شائعة

هل يجب منع البروتين تمامًا؟

لا، فالقطط حيوانات لاحمة بطبيعتها. الهدف هو تقليل الكمية مع الحفاظ على جودة عالية لتجنّب هدم العضلات.

هل الأطعمة الجافة ممنوعة؟

ليست ممنوعة بالكامل، لكن الأطعمة الرطبة أفضل لترطيب الجسم. إذا كان القط متعلّقًا بالكِبِل الجاف، مزجه مع طعام مُعلَّب أو إضافة الماء خيار جيّد.

هل يمكن تقديم الوجبات المنزلية من دون إشراف بيطري؟

غير مستحسن. إساءة موازنة المعادن أو الفيتامينات قد تُسرِّع فشل الكلية.

ما دور الأعشاب الطبيعية؟

بعض الأعشاب مثل Astragalus قد تُظهر فائدة أولية، لكن الأدلة محدودة، ويجب استشارة الطبيب قبل استخدامها.

الخلاصة

يستطيع النظام الغذائي الصحيح تحسين جودة حياة قطك بشكل ملحوظ، بل وقد يبطئ تقدّم فشل الكلى لسنوات. تذكّر أن كل قط حالة فريدة؛ فاستشر طبيبك البيطري بانتظام، وراقب وزنه وشهيته، ولا تتردد في تحديث خطتك الغذائية كلما لزم الأمر.

المراجع

  1. جيسون براون. “تأثير البروتين والفوسفور على صحة الكلى في القطط.” , 2017-12-10. www.addisonanimalhospital.com
  2. د. سارة هاريس. “العلاجات الداعمة للقطط المصابة بمشاكل كلوية.” , 2020-05-22. www.animalhealthcare.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version