هل الطعام الخالي من الحبوب هو الخيار الأمثل لقطتك؟

خلال السنوات الأخيرة، اكتسبت الأنظمة الغذائية الخالية من الحبوب للقطط شهرة واسعة، وأصبحت رفوف متاجر الحيوانات الأليفة تمتلئ بعبوات تحمل عبارة «Grain-Free». لكن قبل أن تغيّر نظام قطتك الغذائي، من المهم فهم حقيقة هذه الصيحة، وفوائدها، ومخاطرها المحتملة. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته لاتخاذ قرار مدروس.

ما المقصود بأغذية القطط الخالية من الحبوب؟

يُشار إلى أغذية القطط بأنها خالية من الحبوب عندما لا تحتوي على حبوب شائعة مثل:

• القمح
• الذرة
• الأرز
• الشعير
• الشوفان

بدلاً من ذلك، تعتمد الشركات المُصنّعة على مصادر نشويات بديلة مثل البطاطا، البطاطا الحلوة، البازلاء، أو التابيوكا لتوفير القوام والطاقة اللازمة.

هل الحبوب ضارة بصحة القطط؟

القطط حيوانات لاحمة بطبيعتها (obligate carnivores)، لكن هذا لا يعني أنها غير قادرة على هضم الكربوهيدرات تمامًا. توضح الأبحاث أن:

1. معظم القطط السليمة تستطيع استقلاب كمية معتدلة من الكربوهيدرات دون مشكلة.
2. الحساسية تجاه الحبوب نادرة نسبيًّا؛ إذ تُعد البروتينات الحيوانية مثل الدجاج أو السمك السبب الأكبر لمعظم حالات الحساسية الغذائية.
3. الحبوب الكاملة قد توفر أليافًا مفيدة لتحسين الهضم وصحة القولون.

ملحوظة من الأطباء البيطريين: إذا ظهرت على قطتك أعراض حكة مستمرة، أو تساقط شعر، أو قيء متكرر، استشر الطبيب قبل تغيير طعامها.

الطعام الخالي من الحبوب مقابل الطعام منخفض الكربوهيدرات

من الأخطاء الشائعة افتراض أن كل طعام خالٍ من الحبوب هو بالضرورة منخفض الكربوهيدرات. في الواقع، قد تتساوى نسبة النشويات في كلا الصنفين؛ لأن البطاطا والبازلاء مصادر عالية بالكربوهيدرات. للحصول على نظام منخفض الكربوهيدرات حقًا، ابحث عن:

• محتوى بروتين لا يقل عن 40–50٪ على أساس المادة الجافة.
• محتوى كربوهيدرات أقل من 10–12٪.
• أصناف عالية الرطوبة مثل الأغذية الرطبة أو النيئة المجمدة.

متى قد يوصي الطبيب البيطري بطعام خالٍ من الحبوب؟

رغم أن معظم القطط لا تحتاج إلى حذف الحبوب، هناك حالات قد يُوصَى فيها بالتجربة:

• التهاب الأمعاء التحسسي أو داء الأمعاء الالتهابي (IBD) الذي لم يستجب للأطعمة العلاجية الأخرى.
• حساسية محددة ومؤكدة لإحدى الحبوب، وهي نادرة لكنها ممكنة.
• السكري أو السمنة؛ شريطة أن يكون الطعام منخفض الكربوهيدرات فعليًا.

حتى في هذه الحالات، يجب أن يتم الانتقال تحت إشراف بيطري لتفادي أي نقص غذائي.

المخاطر المحتملة والاعتبارات قبل الانتقال

مثلما أن لكل نظام غذائي مزايا، فإن للطعام الخالي من الحبوب بعض المحاذير:

• السعر المرتفع: عادة ما يكون أغلى من الطعام التقليدي.
• السعرات الحرارية: قد يحتوي على نسبة دهون أعلى، ما يزيد خطر زيادة الوزن.
• ارتباط محتمل بمشكلات القلب: ظهرت حالات اعتلال عضلة القلب المتوسعة (DCM) في الكلاب عند تناول طعام خالٍ من الحبوب وغني بالبقوليات؛ لم تُثبت الصلة في القطط بعد، لكن الحذر واجب.

كيفية اختيار أفضل طعام خالٍ من الحبوب لقطتك

عند الوقوف أمام رفوف المتجر، التزم بما يلي:

1. اقرأ بيان AAFCO أو FEDIAF للتحقق من أن الطعام «متكامل ومتوازن» للمرحلة العمرية المناسبة (هريرة، بالغة، كبيرة في السن).
2. اختر صنفًا يذكر مصدر البروتين بوضوح (دجاج، ديك رومي، سلمون …) في أول مكوّن أو ثاني مكوّن على الأكثر.
3. تجنب الأطعمة التي تعتمد على «وجبات البقوليات» كمكوّن أساسي.
4. قارن النسبة المئوية للكربوهيدرات عبر حسابها يدويًا (100 – بروتين – دهون – ألياف – رطوبة – رماد).

خطوات الانتقال الآمن إلى النظام الجديد

الانتقال المفاجئ قد يسبب اضطراب الجهاز الهضمي. اتبع الخطة التدريجية التالية خلال 7–10 أيام:

1. اليوم 1–2: 75٪ طعام قديم + 25٪ طعام جديد.
2. اليوم 3–5: 50٪ طعام قديم + 50٪ طعام جديد.
3. اليوم 6–7: 25٪ طعام قديم + 75٪ طعام جديد.
4. اليوم 8+: 100٪ طعام جديد إذا لم يظهر أي اضطراب.

راقب القطة للتأكد من:

• ثبات الوزن أو تحسنه.
• براز متماسك وغير مائي.
• شهية جيدة ونشاط طبيعي.

أسئلة شائعة

هل الطعام الخالي من الحبوب يناسب جميع القطط؟

ليس بالضرورة؛ فمعظم القطط لا تحتاجه إلا لأسباب طبية محددة.

كيف أعرف أن قطتي تعاني حساسية تجاه الحبوب؟

يتم التشخيص عبر حمية إقصائية (elimination diet) تحت إشراف الطبيب البيطري، وليس بمجرد ملاحظة الأعراض.

هل يمكن إعداد طعام خالٍ من الحبوب في المنزل؟

إعداد الطعام منزليًّا يتطلب وصفة متوازنة أعدّها اختصاصي تغذية بيطري، وإلا فقد تتعرض قطتك لنقص غذائي خطير.

الخلاصة

الطعام الخالي من الحبوب ليس كلمة سحرية لصحة مثالية. قبل شراء أي عبوة باهظة الثمن، قِسْ الفوائد والمخاطر، واقرأ المكوّنات، واستشر طبيبك البيطري. الأهم هو توفير نظام غذائي متوازن وغني بالبروتين الحيواني عالي الجودة يلبي احتياجات قطتك في كل مرحلة عمرية.

المصادر: دراسات التغذية البيطرية، الرابطة الأمريكية لأطباء البيطريين (AVMA)، وتوصيات PetMD.

المراجع

1. زرافة. “الحقيقة الكاملة عن البدائل الطبيعية لغذاء القطط – ما يجب أن تعرفه قبل التغيير.” , 2025-05-08. zarafaksa.com
2. دليل العيادات البيطرية | دكتور بيطري بين يديك. “هل تحتاج القطط الطعام الخالي من الجلوتين؟.” , 2018-08-15. www.evcindex.com
3. قطتي. “إيجابيات وسلبيات اتباع نظام غذائي خالٍ من الحبوب للقطط.” , 2025-07-15. kettaty.com