التولاريميا لدى القطط: الدليل الشامل للأعراض، العدوى وسبل العلاج

يُعد داء التولاريميا أحد الأمراض البكتيرية النادرة ولكن بالغة الخطورة التي قد تُصيب القطط المنزلية، وهو ناجم عن بكتيريا Francisella tularensis. على الرغم من ندرة الحالة، إلا أن سرعة تطور الأعراض واحتمالية انتقال العدوى إلى البشر يجعل من الضروري لكل مُربي قطط أن يتعرّف إلى طرق العدوى، العلامات السريرية وسبل الوقاية.

ما هو داء التولاريميا؟

التولاريميا هو عدوى بكتيرية حيوانية المصدر تؤثر في أكثر من 250 نوعاً من الثدييات والطيور والزواحف. تُصاب القطط عادةً عند افتراس الحيوانات البرية المصابة (خصوصاً الأرانب والقوارض) أو من خلال لدغات القراد المحمّل بالبكتيريا.

كيف تنتقل العدوى إلى القطط؟

1. صيد الفرائس البرية

غالباً ما تلتقط القطط البكتيريا عندما تلتهم أو تلامس أنسجة حيوانٍ مصاب. حتى القطط التي لا تتغذى بشكل كامل على فرائسها قد تُصاب بمجرد العض أو الخدش أثناء اللعب مع الفريسة.

2. القراد والحشرات الناقلة

يُعتبر القراد من أكثر النواقل كفاءة لبكتيريا التولاريميا. لسعة واحدة تكفي لحقن كمية كبيرة من البكتيريا في مجرى دم القط.

3. الاستنشاق والتعرض البيئي المباشر

يمكن أن تنتقل البكتيريا عبر استنشاق جزيئات التربة أو الحشائش الملوثة، وهو سبب شائع بين القطط التي تتجوّل في الحقول والمزارع.

الأعراض والعلامات التي يجب مراقبتها

تظهر علامات التولاريميا عادةً بعد 3–5 أيام من التعرض، وقد تتطور سريعاً إلى حالة طوارئ. تشمل أهم الأعراض:

  • ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة قد يتجاوز °40 مئوية
  • خمول شديد وفقدان واضح للشهية
  • تورّم العقد اللمفاوية وخاصة في منطقة الرأس والعنق
  • اصفرار الأغشية المخاطية (يرقان) نتيجة إصابة الكبد
  • تضخم ملحوظ في الطحال والكبد
  • تقرّحات في الفم قد تنزف بسهولة
  • صعوبة في التنفس أو نمط تنفسي غير طبيعي

قد تنهار بعض القطط بشكل مفاجئ وتموت خلال 24–48 ساعة إذا لم تتلقَّ العلاج المناسب.

التشخيص في العيادة البيطرية

يعتمد الطبيب البيطري على مجموعة من الفحوص لتأكيد الإصابة:

  • صورة دم كاملة تكشف عن قلة خلايا الدم البيضاء أو زيادتها
  • زراعة عينات من الدم أو الغدد اللمفاوية للكشف المباشر عن البكتيريا
  • اختبارات مصلية لقياس الأجسام المضادة (قد تتطلب إعادة الفحص بعد أسبوعين)
  • اختبارات PCR للكشف عن المادة الوراثية للبكتيريا (الأسرع والأكثر دقة)

تنويه مهم: نظراً لأن التولاريميا مرض يمكن أن ينتقل إلى البشر، يتخذ الفريق البيطري تدابير عزل صارمة عند جمع العينات أو تقديم العلاج.

العلاج وخيارات الرعاية

  1. المضادات الحيوية: يُعد الستربتوميسين والجنتاميسين الخيارين الأكثر فاعلية، وقد يُستبدلان بالدوكسيسايكلين أو السيبروفلوكساسين في الحالات الأقل حدة.
  2. السوائل الوريدية: لتعويض فقدان السوائل وتقليل خطر الفشل الكلوي.
  3. الدعم الغذائي: قد يحتاج القط إلى أنبوب تغذية مؤقت إذا كان يعاني فقدان شهية شديد.
  4. السيطرة على الألم والحرارة: باستخدام أدوية خافضة للحرارة ومسكنات آمنة للقطط.

عادةً ما يستمر العلاج بالمضادات الحيوية من 10 إلى 21 يوماً، ويتابع الطبيب البيطري تقدم الحالة عبر اختبارات دورية.

هل التولاريميا تنتقل إلى البشر؟

نعم. التولاريميا مرض زونوزي (انتقالي من الحيوان إلى الإنسان). يمكن أن يُصاب مربو القطط عند ملامسة اللعاب أو الدم المصاب، أو عن طريق لدغة قراد مشتركة. ترتبط الأعراض لدى البشر بحمى شديدة، قشعريرة وتورم الغدد اللمفاوية، وقد تتطلب علاجاً بالمضادات الحيوية المشابهة لتلك المستخدمة في الطب البيطري.

طرق الوقاية وحماية قطك

  • أبقِ قطك داخل المنزل قدر الإمكان لمنع صيد الحيوانات البرية.
  • استخدم علاجات موثوقة للوقاية من القراد شهرياً.
  • أزل الأعشاب الطويلة والشجيرات الكثيفة في ساحات المنزل لتقليل موائل القراد.
  • ارتدِ قفازات عند التعامل مع أي حيوان نافق أو مصاب.
  • احرص على الفحوص الدورية لدى الطبيب البيطري وخاصة في موسم القراد.

أسئلة شائعة

هل يمكن أن يشفى القط من تلقاء نفسه؟

نظراً لسرعة انتشار البكتيريا في مجرى الدم، نادراً ما يتعافى القط من تلقاء نفسه. التدخل الطبي المبكر ضروري لتقليل معدلات الوفيات.

ما مدى سرعة ظهور الأعراض؟

قد تظهر الأعراض الأولى خلال أيام قليلة، إلا أن بعضها قد يتأخر حتى أسبوعين بحسب طريق العدوى وكمية البكتيريا.

خلاصة

التولاريميا مرض خطير لكنه قابل للعلاج إذا تم تشخيصه مبكراً. بالمعرفة والوقاية يمكن لمربي القطط حماية أنفسهم وحيواناتهم الأليفة من هذه العدوى النادرة.

المراجع

  1. مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. “التولاريميا: معلومات أساسية.” , 2023-01-15. www.cdc.gov


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version