التهاب الكلى لدى القطط: الدليل الشامل للأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

لمحة سريعة عن التهاب الكلى لدى القطط

يُعرَف التهاب الكلى لدى القطط طبيًّا باسم التهاب حوض الكلية (Pyelonephritis)، وهو عدوى بكتيرية تصيب إحدى الكليتين أو كلتيهما. قد تبدأ العدوى من المسالك البولية السفلية ثم ترتقي إلى الأعلى، أو تنتقل عبر مجرى الدم لتستقر في الكلى. عند إهمال العلاج، يمكن أن يُسبب المرض فشلًا كلويًا أو تعفن الدم (Sepsis) وربما يهدد حياة القط.

الأعراض والعلامات التحذيرية

قد لا تُظهر بعض القطط أعراضًا واضحة في المراحل الأولى، إلا أن ملاحظة أي من العلامات التالية يستدعي استشارة الطبيب البيطري فورًا:

  • زيادة العطش (شرب الماء بكثرة)
  • كثرة التبول أو صعوبة التبول
  • بول ذو رائحة كريهة أو مدمى
  • فقدان الشهية أو فقدان الوزن
  • الخمول والكسل المفرط
  • قيء متكرر أو غثيان
  • حمّى أو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة
  • ألم عند لمس منطقة الظهر أو البطن

الأسباب وعوامل الخطر

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب الكلى لدى القطط، وتشمل:

  1. عدوى صاعدة من المثانة: التهاب المثانة غير المُعالج هو المصدر الأكثر شيوعًا.
  2. انسداد الحالب أو حصوات الكلى: تمنع تدفّق البول بصورة طبيعية، ما يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا.
  3. الأمراض المُزمنة: مثل داء السكري أو مرض الكلى المزمن، إذ تُضعف المناعة وتجعل القط أكثر عرضة للعدوى.
  4. التشوّهات الخِلقية: مثل تشوّه صمّام الحالب الذي يسمح بارتجاع البول إلى الكلية.
  5. التثبيط المناعي: نتيجة الأدوية أو الأمراض الفيروسية (كفيروس نقص المناعة لدى القطط).

كيف يتم التشخيص؟

يعتمد الطبيب البيطري على عدة أدوات لتأكيد الإصابة وتحديد خطة العلاج المُثلى:

  • الفحص السريري الكامل: تقييم درجة الحرارة، التنبّه، وفحص البطن.
  • اختبارات الدم: عدّ كامل للدم وكيمياء الدم للكشف عن وظائف الكلى.
  • تحليل البول: لاكتشاف كريات الدم البيضاء، البروتين، أو الدم.
  • زرع البول (Culture & Sensitivity): لتحديد نوع البكتيريا والمضاد الحيوي المناسب.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: يُظهر توسّع حوض الكلية أو وجود حصوات.
  • الأشعة السينية (X-ray) أو الأشعة المقطعية: تُستخدم في الحالات المعقدة أو لتخطيط الجراحة.

خيارات العلاج والرعاية الداعمة

يعتمد نجاح العلاج بشكل كبير على سرعة التدخّل ودقّة التشخيص:

“كلما بدأ العلاج المضاد للبكتيريا باكرًا، زادت فرصة إنقاذ وظائف الكلى ومنع المضاعفات.” — طبيب بيطري متخصص في أمراض المسالك البولية لدى القطط

1. المضادات الحيوية

يُوصَف مضاد حيوي واسع الطيف (مثل الفلوروكينولونات) ريثما تصدر نتائج الزرع، ثم يتم تعديله وفقًا لحساسية البكتيريا. تمتد مدة العلاج عادةً من 4 إلى 6 أسابيع.

2. السوائل الوريدية أو تحت الجلد

تهدف إلى تعويض فقدان السوائل، تحسين تدفق البول، وطرد البكتيريا والسموم.

3. مسكنات الألم والأدوية الداعمة

قد يُوصَف مضاد للغثيان، ومكملات الفوسفور أو البروبيوتيك لدعم الجهاز الهضمي.

4. التدخل الجراحي أو التدابير المتقدمة

في حال وجود حصوات أو انسداد حاد، قد يلجأ الطبيب إلى:

  • إزالة الحصوات جراحيًا
  • وضع دعامة (Stent) أو مسار تحويلي تحت الجلد (SUB)

التوقعات والمضاعفات المحتملة

مع العلاج المبكر، يكون التشخيص مفضلًا في معظم الحالات. لكن:

  • قد يُصاب بعض القطط بفشل كلوي مزمن على المدى الطويل.
  • تكرار العدوى ممكن، لذلك يُنصح بإعادة زرع البول بعد أسبوع من انتهاء المضاد الحيوي، ثم كل ثلاثة أشهر في السنة الأولى.

الوقاية والعناية المنزلية

اتباع الخطوات التالية يقلّل من خطر الإصابة ويُعزز التعافي:

  • توفير مياه نظيفة ومتجددة باستمرار، أو نافورة مياه تحفّز الشرب.
  • إطعام طعام رطب عالي الجودة للمساعدة على الترطيب.
  • تنظيف صندوق الفضلات بانتظام لملاحظة أي تغيّرات في البول.
  • مراقبة وزن القط وحالة جلده وشهيته يوميًا.
  • السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
  • زيارات بيطرية نصف سنوية للقطط الكبيرة في السن.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟

لا تنتظر ظهور كل الأعراض مجتمعة؛ يكفي ملاحظة أي تغيير في سلوك التبول أو الشرب لطلب المشورة. التدخل المبكر يُحدث فارقًا كبيرًا بين شفاء كامل ومضاعفات خطيرة.

أسئلة شائعة

هل يمكن معالجة التهاب الكلى في المنزل؟

لا. العلاج يتطلّب فحوصًا مخبرية ومضادات حيوية تُصرَف بوصفة طبية، إضافةً إلى المتابعة البيطرية.

ما مدة بقاء القط على المضادات الحيوية؟

غالبًا من 4 إلى 6 أسابيع، ويجب الالتزام بالجرعات كاملة حتى لو بدا القط بحالة جيدة.

هل التهاب الكلى مُعدٍ للقطط الأخرى أو للبشر؟

نادرًا ما تنتقل بكتيريا التهاب الكلى بين القطط، وهي غير معدية للبشر عادةً. مع ذلك، يُفضَّل غسل اليدين بعد التعامل مع صندوق الفضلات.

هل يُشفى القط تمامًا؟

في معظم الحالات، نعم. لكن القطط الأكبر سنًا أو التي تُعاني أمراضًا مزمنة قد تبقى بحاجة إلى متابعة وظائف الكلى مدى الحياة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version