التهاب الضرع عند القطط: دليل شامل لحماية صحة الأم وصغارها
التهاب الضرع هو حالة التهابية تصيب غدد الثدي لدى القطط، وغالبًا ما تظهر لدى الأمهات المُرضعات في الأسابيع الأولى بعد الولادة. قد يبدو الأمر بسيطًا في بدايته، لكنه قد يتطور سريعًا ويشكِّل تهديدًا لصحة القطة وصغارها إذا لم يُعالَج في الوقت المناسب. في هذا الدليل الشامل، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته عن أسباب التهاب الضرع وأعراضه، وطرق التشخيص والعلاج الفعّالة، إضافةً إلى نصائح للوقاية والعناية بالقطط الصغيرة.
ما هو التهاب الضرع؟
يُعرَّف التهاب الضرع بأنّه التهاب أو عدوى تصيب نسيج الغدد اللبنية في القطط (Mammary Glands). يحدث غالبًا بسبب دخول البكتيريا عبر فتحة الحلمة أو نتيجة إصابة أو جرح بسيط، ما يؤدي إلى تورّم الغدة واحتقانها وظهور إفرازات غير طبيعية في الحليب.
الأسباب الرئيسية لالتهاب الضرع
- عدوى بكتيرية: أكثر المسببات شيوعًا هي الإشريكية القولونية (E. coli)، والعنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، إضافةً إلى أنواع أخرى من البكتيريا التي تعيش في البيئة المحيطة.
- انسداد القنوات اللبنية: قد يؤدي تراكم الحليب وعدم تفريغه بانتظام إلى زيادة الضغط داخل الغدة، ما يمهّد لحدوث الالتهاب.
- إصابات أو خدوش: عضّ الصغار بشدة أو حدوث جرح بحلمة القطة يفتح الطريق أمام البكتيريا للدخول.
- ضعف المناعة: سوء التغذية أو الإجهاد بعد الولادة يقلّلان من قدرة الجهاز المناعي على مقاومة العدوى.
عوامل الخطر
تزداد احتمالات الإصابة لدى القطط في الحالات التالية:
- الولادة لأول مرة مع وجود عدد كبير من الصغار.
- الاحتفاظ بالقطط في بيئة غير نظيفة أو رطبة.
- إهمال فحوصات ما بعد الولادة الروتينية.
- تعرض الحلمات لخدوش متكررة من أظافر الصغار.
الأعراض والعلامات التحذيرية
- تورّم وإحمرار أو ازرقاق إحدى أو أكثر من الغدد اللبنية.
- ارتفاع درجة حرارة الغدة المُصابة مقارنة بالغدد السليمة.
- إفرازات حليبية صفراء أو خضراء أو ممزوجة بالدم.
- ألم شديد عند اللمس أو رغبة القطة في تجنّب إرضاع الصغار.
- ارتفاع حرارة جسم القطة، خمول، فقدان شهية، أو جفاف.
- فقدان الصغار للوزن أو صراخهم المستمر نتيجة قلّة الحليب.
نصيحة سريعة: إذا لاحظت أي تغيّر في لون الحليب أو رائحة كريهة، فهذه علامة فورية للاتصال بالطبيب البيطري.
هل يُشكِّل التهاب الضرع خطراً على القطط الصغيرة؟
نعم، إذ قد تنتقل البكتيريا المسبِّبة للالتهاب عبر الحليب إلى الصغار، ما يعرّضهم لخطر الإسهال أو الالتهاب الجهازي. كما أن انخفاض كمية الحليب بسبب التهاب الغدة قد يُعرّضهم لسوء تغذية أو جفاف.
تشخيص التهاب الضرع
يعتمد الطبيب البيطري على الخطوات التالية لتشخيص الحالة بدقة:
- الفحص السريري: تحسس الغدد اللبنية بحثًا عن كتل، حرارة، أو إفرازات.
- تحليل عيّنة الحليب: لفحص تعداد الخلايا واختبار وجود البكتيريا وتحديد نوعها.
- صورة دم كاملة: للكشف عن علامات الالتهاب أو العدوى الجهازية.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: لتقييم وجود خُراج أو خراج متقيِّح يستدعي الجراحة.
خيارات العلاج البيطري
المضادات الحيوية
بعد تحديد نوع البكتيريا، يصف الطبيب مضادًا حيويًا مناسبًا يدوم عادةً من 7 إلى 14 يومًا. من المهم إكمال الدورة العلاجية كاملة حتى لو تحسّنت الأعراض.
العلاجات الداعمة في المنزل
- الكمادات الدافئة: وضع قطعة قماش نظيفة دافئة لمدة 10 دقائق 3–4 مرات يوميًا لتخفيف الألم وتحسين تدفق الحليب.
- التفريغ اليدوي: تدليك الغدة المصابة بلطف لإخراج الحليب الراكد تحت إشراف الطبيب البيطري.
- تعديل النظام الغذائي: زيادة البروتين والسعرات الحرارية لتقوية جهاز المناعة وتسريع التعافي.
- مسكنات الألم: تُعطى فقط بوصفة بيطرية لتجنب السُّمية.
العناية بالقطط الصغيرة أثناء إصابة الأم
- وزن الصغار يوميًا للتأكد من عدم فقدان الوزن.
- اللجوء إلى الرضاعة الصناعية بزجاجة مُعقَّمة إذا كانت الغدة المصابة تنتج حليبًا ملوَّثًا.
- تدوير مواضع الرضاعة لتقليل الضغط على الغدة الملتهبة.
- الحفاظ على حرارة جسم الصغار باستخدام وسادة تدفئة منخفضة.
الوقاية: خطوات بسيطة تحمي قطتك
- توفير بيئة نظيفة وجافة للولادة والرضاعة.
- قص أظافر الصغار برفق لتقليل الخدوش.
- مراقبة الغدد اللبنية يوميًا خلال الأسابيع الأولى بعد الولادة.
- توفير تغذية متوازنة وغنية بالطاقة للأم المرضعة.
- زيارة الطبيب البيطري لإجراء فحص ما بعد الولادة خلال 7–10 أيام.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري على وجه السرعة؟
اطلب المساعدة الفورية إذا لاحظت واحدة أو أكثر من العلامات التالية:
- ارتفاع حرارة الجسم فوق 40° مئوية.
- قيء متكرر أو فقدان شهية كامل.
- تورّم سريع في الغدة أو خروج صديد دموي.
- خمول شديد أو صعوبة في التنفس.
أسئلة شائعة
هل يمكن للقطط غير المُرضعة الإصابة بالتهاب الضرع؟
نادرًا، لكن يمكن أن يحدث لدى القطط غير المُرضعة بسبب التغيرات الهرمونية، أو أورام الغدد اللبنية، أو حبس الحليب الكاذب بعد دورة الشبق.
هل ينتقل التهاب الضرع إلى البشر؟
احتمالية انتقال العدوى ضئيلة للغاية إذا التزمت بإجراءات النظافة (غسل اليدين بعد التعامل مع القطة أو الحليب). ومع ذلك، يُفضَّل ارتداء قفازات عند تفريغ الحليب المصاب.
هل يسمح للصغار بالرضاعة من الغدة الملتهبة؟
في الحالات الخفيفة، قد يوصي الطبيب بالاستمرار في الرضاعة للمساعدة على تفريغ الحليب. أما في الحالات المتقيِّحة أو عند وجود دم وصديد، فيتم منع الصغار واستبدال الحليب ببديل صناعي.
الخلاصة
التهاب الضرع حالة شائعة لكن يمكن تداركها بسهولة بالوعي والفحص المبكر. حافظ على نظافة بيئة القطة، وراقب أي تغيّرات في سلوكها أو شكل الغدد اللبنية. وبمجرّد ملاحظة الأعراض، احصل على استشارة بيطرية فورية لضمان تعافي القطة وصغارها بأمان.
المراجع
- أطباء البيطرة متخصصون. “التهاب الضرع في القطط: الأسباب والأعراض والعلاج.” , 2021-06-15. www.veterinarypartner.com
- الدكتورة شمس الشمسي. “التهابات الغدد اللبنية في القطط وطرق العلاج.” , 2020-10-14. www.catvet.org