التهاب الجيوب الأنفية عند القطط: دليل شامل للأعراض والأسباب وخيارات العلاج

إذا لاحظت أن قطتك تعطس باستمرار أو يخرج من أنفها إفرازات غير طبيعية، فقد تكون مصابة بالتهاب الجيوب الأنفية. ورغم أن هذه الحالة شائعة، فإن تجاهلها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر في صحة القطة وجودة حياتها. يساعدك هذا الدليل العملي على فهم كل ما تحتاج إلى معرفته عن التهاب الجيوب الأنفية لدى القطط، من الأعراض والأسباب وصولاً إلى التشخيص والعلاج والرعاية المنزلية.

ما هو التهاب الجيوب الأنفية؟

التهاب الجيوب الأنفية (Sinusitis) هو التهاب يصيب الجيوب المجاورة للتجويف الأنفي. غالبًا ما يُصاحبه التهاب الغشاء المخاطي للأنف ذاته (Rhinitis)، وحينها يُشار إلى الحالة مجتمعة باسم التهاب الأنف والجيوب الأنفية (Rhinosinusitis). الجيوب هي فراغات مملوءة بالهواء مبطنة بغشاء مخاطي دقيق يعمل على ترطيب الهواء الداخل وتدفئته، ويُسهم كذلك في تخفيف وزن الجمجمة وتحسين الرنين الصوتي.

كيف تعمل الجيوب الأنفية في جسم القطة؟

تمتلك القطة أربعة أزواج من الجيوب الأنفية (الفكية، الغربالية، الجبهية، الوتدية). تتصل هذه الجيوب بالتجويف الأنفي عبر فتحات دقيقة، وأي التهاب أو انسداد في هذه الفتحات يؤدي إلى تراكم الإفرازات وتكاثر الميكروبات، وهو ما يفسر الأعراض التي نراها عند الإصابة.

الأعراض والعلامات التحذيرية

تختلف شدة الأعراض بناءً على المسبب ومدة الإصابة. غالبًا ما تبدأ العلامات بصفة خفيفة ثم تتفاقم مع الوقت إذا لم تُعالج.

  • عطس متكرر أو نوبات عطس حادة
  • إفرازات أنفية (شفافة أو مخاطية أو قيحية، وقد تكون أحادية الجانب أو ثنائية)
  • انسداد الأنف وصعوبة في الشم أو التنفس (قد تلجأ القطة إلى التنفس بالفم)
  • تورّم أو ألم في الوجه أو حول العينين
  • دموع أو إفرازات عينين مائية أو قيحية
  • خمول وفقدان شهية بسبب فقدان حاسة الشم
  • حُمّى أو ارتفاع بسيط في درجة الحرارة
  • رائحة فم كريهة، خاصة عند وجود مشكلة أسنان مرافقة
  • صدور أصوات شخير أو خرخرة غير طبيعية أثناء النوم

الأسباب الشائعة لالتهاب الجيوب الأنفية لدى القطط

يُعد التهاب الجيوب الأنفية عرضًا لعدة مشكلات، وليس مرضًا واحدًا بحد ذاته. فيما يلي أبرز المسببات:

١. العدوى الفيروسية

يُعزى أكثر من 80٪ من حالات التهاب الجيوب الأنفية الحاد لدى القطط إلى فيروسات الجهاز التنفسي العلوي، وعلى رأسها فيروس هربس القطط نوع-1 (FHV-1) وفيروس كاليسي (FCV). تمتاز هذه الفيروسات بقدرتها على إضعاف الغشاء المخاطي، ما يفسح المجال أمام بكتيريا ثانوية للازدهار.

٢. العدوى البكتيرية الثانوية

البكتيريا مثل Pasteurella وBordetella وMycoplasma غالبًا ما تستغل التلف الذي تُسببه الفيروسات فتُفاقم الحالة، مُحوِّلة الإفرازات من شفافة إلى قيحية صفراء أو خضراء.

٣. العدوى الفطرية

الفطريات أقل شيوعًا لكنها أشد خطورة، لاسيما Cryptococcus neoformans في أمريكا الشمالية وAspergillus في بعض المناطق. يحتاج تشخيصها وعلاجها إلى تدخل متخصص وطويل الأمد بمضادات الفطريات الجهازية.

٤. العوامل غير المُعدية

  • أمراض الأسنان: التهاب جذور الأسنان العلوية قد يمتد مباشرة إلى الجيوب الفكية.
  • الأجسام الغريبة: كعشب أو بذرة تدخل الأنف فتُسبب التهابًا موضعيًا.
  • الحساسية والمهيجات البيئية: دخان السجائر، المعطرات القوية، الغبار.
  • الأورام: الأورام الأنفية أو أورام الجيوب قد تسد المسالك وتُسبب نزيفًا أو إفرازات دموية.

التشخيص لدى الطبيب البيطري

يبدأ التشخيص بأخذ تاريخ مرضي مُفصَّل وفحص بدني شامل. سيركز الطبيب البيطري على شكل الإفرازات ومدى تكرار العطس واستجابة القطة للتنفس بالفم.

  1. التصوير الشعاعي أو المقطعي (CT/MRI): يكشف سماكة الأغشية أو وجود أجسام غريبة أو أورام.
  2. خزعة أو مسحة أنفية: تُرسَل للمختبر لتحديد البكتيريا أو الفطريات.
  3. تنظير الأنف (Rhinoscopy): يستخدم كاميرا صغيرة لفحص التجويف الأنفي والجيوب مباشرة وإزالة أي جسم غريب.
  4. اختبارات فيروسية: PCR لفيروس الهربس أو الكاليسي إذا اشتبه الطبيب بعدوى فيروسية.
  5. فحص الأسنان وتصويرها: لتقييم جذور الأسنان العلوية.

خيارات العلاج المتاحة

الرعاية الداعمة

تشمل إبقاء القطة رطبة ودافئة، وتوفير غذاء مُحفِّز للشهية (دافئ ورائحته قوية)، واستخدام جهاز ترطيب منزلي أو جلسات بخار قصيرة في الحمام للمساعدة على تفكيك المخاط.

المضادات الحيوية

تُوصف عند الاشتباه بعدوى بكتيرية ثانوية. يُعد دوكسيسيكلين أو أزيثروميسين خيارًا شائعًا لمدة 7–14 يومًا تبعًا لشدة الحالة.

الأدوية المضادة للفيروسات

يُستخدم Famciclovir للسيطرة على فيروس الهربس، خاصة في الحالات المزمنة أو المتكررة.

العلاج المضاد للفطريات

يتطلب أدوية مثل إيتراكونازول أو فلوكونازول لفترات قد تمتد إلى عدة أشهر، إضافةً إلى متابعة مخبرية لوظائف الكبد.

التدخل الجراحي أو علاج جذور الأسنان

يُنصح به عند وجود سن مُصابة، أو ورم، أو جسم غريب لا يمكن إزالته عبر التنظير وحده.

العناية المنزلية والوقاية

  • استخدام جهاز ترطيب في غرفة القطة لتقليل لزوجة المخاط.
  • تنظيف الأنف بلطف بقطعة قطن مبللة بمحلول ملحي دافئ.
  • منع التعرض لدخان السجائر والروائح الكيميائية القوية.
  • الحفاظ على التطعيمات الأساسية محدثة لتقليل خطر العدوى الفيروسية.
  • مراجعة الطبيب البيطري دوريًا لفحص الأسنان واللثة.

تذكير: لا تستبدل هذه النصائح استشارة الطبيب البيطري. احصل على تقييم متخصص إذا استمرت الأعراض أكثر من 24 ساعة.

متى تصبح زيارة الطبيب البيطري أمرًا طارئًا؟

توجَّه فورًا إلى العيادة إذا لاحظت أيًا من التالي:

  • تنفس بصعوبة أو تنفس بفم مفتوح
  • إفرازات أنفية مدممة بكثرة
  • رفض كامل للطعام أو الماء لأكثر من 24 ساعة
  • ارتفاع شديد في الحرارة أو خمول لا يزول
  • تورم مفاجئ في الوجه أو حول العينين

الخلاصة

التهاب الجيوب الأنفية حالة شائعة لكنها قابلة للعلاج إذا جرى تشخيصها مبكرًا والتزم المربي بالخطة العلاجية والرعاية المنزلية المناسبة. احرص دائمًا على متابعة أي تغيّر في سلوك التنفس أو الشهية لدى قطتك، فالتدخل السريع يختصر الكثير من المعاناة ويُحافظ على صحة صديقك الأليف.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version