التهاب البربخ والخصيتين لدى القطط: ما تحتاج معرفته

يُعَدُّ التهاب البربخ (Epididymitis) والتهاب الخصية (Orchitis) من الاضطرابات التناسلية النادرة ولكن الخطيرة لدى القطط الذكور. في هذا المقال ستجد كل ما تحتاج إليه من معلومات حول الأسباب، الأعراض، طرق التشخيص، وخيارات العلاج والوقاية، مع نصائح عملية للحفاظ على صحة قطك الذكر.

ما هو البربخ؟ وما هي وظيفة الخصيتين؟

البربخ هو أنبوب متعرّج يقع خلف الخصية مباشرة ويعمل كمخزن ومسار نضوج للحيوانات المنوية قبل انتقالها للإحليل. أما الخصيتان فهما الغدد الأساسية المسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون. أي التهاب أو إصابة في هاتين المنطقتين قد يؤثر مباشرة في خصوبة القط وحالته الصحية العامة.

العوامل المسببة وعوامل الخطر

1. العدوى البكتيرية

تُعَدُّ العدوى البكتيرية السبب الأكثر شيوعًا، خاصة من الجراثيم المعوية مثل Escherichia coli أو الجلدية مثل Staphylococcus. غالبًا ما تنتقل البكتيريا صعودًا من الجهاز البولي أو عبر جرح في الجلد.

2. العدوى الفيروسية

  • فيروس نقص المناعة لدى القطط (FIV).
  • فيروس ابيضاض الدم لدى القطط (FeLV).
  • فيروس الكاليسي أو غيره من الفيروسات الجهازية.

3. الصدمات والإصابات

التعرض لعضّة أو ضربة قوية في منطقة الصفن قد يُحدث التهابًا ثانويًا. القطط التي تجول خارج المنزل وتدخل في شجارات أكثر عرضة.

4. عوامل أخرى

  • الإجراءات الجراحية السابقة (مثل فشل في عملية الخصي الجزئي).
  • الفتوق الإربية أو التوائم الخصوية.
  • ضعف الجهاز المناعي الناتج عن أمراض مزمنة.

الأعراض المتوقعة

  1. تورم واحمرار في الصفن أو خصية واحدة.
  2. ألم واضح عند اللمس أو المشي.
  3. لعق مفرط للمنطقة المصابة.
  4. ارتفاع درجة الحرارة (حمى).
  5. فقدان الشهية أو خمول عام.
  6. إفرازات صديدية أو دموية من الإحليل في الحالات المتقدمة.

قد تبدو بعض هذه الأعراض خفيفة في البداية، لكن إهمالها يؤدي إلى مضاعفات كالأورام أو العقم الدائم.

متى ينبغي زيارة الطبيب البيطري؟

زور الطبيب البيطري فور ملاحظة أي تورم غير طبيعي، أو إذا أصبح القط يتجنب لمس بطنه الخلفي، أو ظهرت إفرازات غريبة. التشخيص المبكر يزيد فرص الشفاء ويقلل من خطر استئصال الخصية.

طرق التشخيص

  • الفحص السريري: الطبيب يتحسس الخصية ويقارن حجمها وملمسها مع الخصية السليمة.
  • الموجات فوق الصوتية: لتقييم بنية الخصية وكشف الخراجات أو التكلس.
  • تحليل الدم الشامل: لتحديد علامات الالتهاب وعدوى الفيروسات (FIV/FeLV).
  • تحليل البول وزراعته: للكشف عن بكتيريا الجهاز البولي.
  • سحب عينة (إبرة رفيعة): عند الحاجة لعزل العامل المسبب وتحديد نوع المضاد الحيوي الملائم.

“كلما شُخّص الالتهاب مبكرًا، قلت الحاجة لاستئصال الخصية وتعافى القط بشكل أسرع.” – د. سامي البيطري

خيارات العلاج

1. العلاج الدوائي

يُبدأ عادةً بمضاد حيوي واسع الطيف، ثم يُعدَّل بعد صدور نتائج الزراعة الميكروبية. تُستخدم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتقليل الألم والتورم. قد يوصي الطبيب أيضًا بمسكنات قوية أو كمادات باردة.

2. العلاج الجراحي

إذا لم يستجب القط للعلاج الدوائي خلال 5–7 أيام، أو في حال وجود خُرّاج أو تلف نسيجي شديد، قد يُجري الطبيب استئصال الخصية والبربخ المصابين (Orchiectomy). بالرغم من كونها جراحة نهائية، إلا أنها غالبًا تُنقذ حياة القط وتمنع انتشار العدوى.

3. الرعاية المنزلية

  • تزويد القط بسرير مريح بعيد عن التوتر والضوضاء.
  • وضع طوق واقٍ (E-collar) لمنعه من اللعق الزائد.
  • متابعة جرعات الدواء في مواعيدها دون انقطاع.
  • الاتصال بالطبيب فور ملاحظة قيء، إسهال أو تورم متزايد.

فترة النقاهة والمتابعة

يُنصح بإجراء فحص متابعة بعد أسبوعين للتأكد من استجابة الالتهاب للأدوية أو التئام الجرح الجراحي. ستُجرى إعادة تحليل دم أو تصوير بالموجات فوق الصوتية عند اللزوم.

طرق الوقاية

  1. الخصي المبكر: يقلل بشكل كبير احتمال إصابة القط بالتهابات تناسلية وأورام الخصية.
  2. التطعيم الروتيني: خاصة ضد FIV وFeLV للحفاظ على قوة الجهاز المناعي.
  3. منع الشجارات: احرص على عدم خروج القط في أوقات الليل أو في مناطق مليئة بالقطط الضالة.
  4. الفحص الدوري: زيارة نصف سنوية للطبيب البيطري تساعد في اكتشاف المشكلات قبل تفاقمها.

أسئلة شائعة

هل يمكن للقط التعافي دون استئصال الخصية؟

نعم، إذا شُخّص الالتهاب مبكرًا واستُخدمت المضادات الحيوية الصحيحة. ولكن في بعض الحالات المتقدمة يكون الاستئصال هو الخيار الآمن.

هل يؤثر الالتهاب على سلوك القط؟

قد يصبح القط أكثر عدوانية أو منعزلًا بسبب الألم. بعد العلاج يختفي هذا السلوك تدريجيًا.

هل يُشكِّل التهاب الخصية خطرًا على المربي؟

ليست هناك خطورة مباشرة، لكن بعض البكتيريا يمكن أن تصيب البشر ضعيفي المناعة. لذا يُفَضَّل ارتداء قفازات عند تنظيف أي إفرازات.

باتباع النصائح السابقة، ستتمكن من حماية قطك والحفاظ على خصوبته وصحته العامة. تذكَّر أن الوقاية والتشخيص المبكر هما خط الدفاع الأول.

المراجع

  1. إيميل ج. ، باحث في صحة الحيوان. “أسباب التهاب الصفن في القطط..” , 2021-04-14. www.animallife.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version