التهاب الأوردة في القطط (Phlebitis)

قد تبدو الأوردة بالنسبة لمعظم مُربّي الحيوانات الأليفة مسألة بعيدة عن الانتباه، إلا أن التهاب الأوردة أو «فليبِتِس» قد يتحوّل بسرعة إلى مشكلة صحية خطيرة إذا لم تتم معالجته على الفور. يؤثر هذا الالتهاب في جدار الوريد، وغالبًا ما يحدث في الأطراف حيث تُوضع القثاطير الوريدية (IV) أو عقب الإصابة بجروح داخلية أو خارجية. يهدف هذا الدليل المفصَّل إلى مساعدتك على فهم الحالة وأسبابها وأعراضها وخيارات العلاج المتاحة، بالإضافة إلى نصائح وقائية تضمن سلامة قطك.

ما هو التهاب الأوردة؟

التهاب الأوردة هو استجابة التهابية تصيب بطانة الوريد وجدرانه نتيجة تهيّج ميكانيكي أو كيميائي أو جرثومي. تؤدي هذه الاستجابة إلى تورّم الأنسجة المحيطة، وقد تتشكّل جلطات دموية صغيرة (thrombophlebitis) تُفاقم الوضع إذا لم تُعالَج سريعًا.

الأسباب الشائعة لالتهاب الأوردة عند القطط

  • القثاطير الوريدية: تثبيت القسطرة لفترة طويلة أو استخدامها بطريقة غير معقمة يمكن أن يسبّب تهيّجًا مباشرًا في جدار الوريد.
  • الحقن المهيِّجة: بعض الأدوية عالية الأس الهيدروجيني أو ذات اللزوجة العالية قد تُثير التهابًا موضعيًا عند الحقن الوريدي.
  • الإصابات أو الصدمات: الكدمات أو الجروح العميقة القريبة من الوريد قد تؤدي إلى التهاب لاحق.
  • العدوى البكتيرية أو الفطرية: وجود جراثيم في موضع الحقن أو الجرح يُحفّز الالتهاب.
  • اضطرابات تخثّر الدم: أمراض الكبد، وأمراض المناعة الذاتية، أو السرطانات التي تغيّر طبيعة الدم.

القطط الأكثر عرضة للإصابة

يمكن لأي قطة أن تُصاب بالتهاب الأوردة، إلا أن بعض العوامل تزيد من القابلية:

  1. القطط الكبيرة في السن أو التي تعاني أمراضًا مزمنة (كلوية، كبدية، قلبية).
  2. القطط التي خضعت لإجراءات جراحية متكررة أو تلقت محاليل وريدية طويلة الأمد.
  3. السلالات ذات الشعر الطويل؛ بسبب صعوبة ملاحظة التغيّر الجلدي مبكرًا.
  4. القطط ذات المناعة الضعيفة أو المصابة بنقص الوزن الشديد.

الأعراض والعلامات التحذيرية

يبدأ التهاب الأوردة عادةً بأعراض دقيقة، لذا من المهم مراقبة أي تغيُّر في موقع الوريد أو القسطرة:

  • تورّم واحمرار أو دفء محسوس حول الوريد.
  • حساسية شديدة عند لمس الطرف المصاب.
  • تغيُّر في لون الجلد إلى الأزرق أو الأرجواني.
  • تسرّب سوائل أو صديد من مكان القسطرة.
  • الخمول، فقدان الشهية، أو ارتفاع طفيف في الحرارة.

كلما اكتُشف الالتهاب مبكرًا، زادت فرصة العلاج السريع ومنع التجلّط أو انتشار العدوى!

كيفية التشخيص

يعتمد الطبيب البيطري على الفحص السريري أوّلًا، مع تحليل التاريخ الطبي والإجرائي للقطة. عند الاشتباه بالتهاب الأوردة، قد يلجأ إلى:

  1. صورة دم كاملة: للتحقّق من مؤشرات الالتهاب (ارتفاع كريات الدم البيضاء).
  2. الموجات فوق الصوتية (دوبلر): لتقييم تدفّق الدم داخل الوريد وكشف الجلطات.
  3. اختبار زراعة عيِّنة: إذا وُجد تدفّق صديد لتحديد نوع البكتيريا والمضاد الحيوي المناسب.

خيارات العلاج

العلاج الطبي داخل العيادة

  • إزالة القسطرة فورًا إذا كانت السبب الأساسي.
  • استخدام كمّادات دافئة عدة مرات يوميًّا لتحسين تدفّق الدم وتقليل التورّم.
  • العلاج بالمضادات الحيوية واسعة الطيف، ثم الانتقال إلى مضاد محدَّد بناءً على نتائج الزراعة.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتخفيف الألم والالتهاب.
  • مضادات التخثّر في حال وجود تجلّط.

الرعاية المنزلية الداعمة

بعد الخروج من العيادة، ستحتاج إلى متابعة التغيّرات الموضعية يوميًّا. احرص على:

  • إبقاء القط في بيئة هادئة لمنع الحركة المفرطة للطرف المصاب.
  • إجراء كمّادات دافئة لطيفة، مع تجنّب الماء الساخن جدًا.
  • إعطاء الأدوية في مواعيدها وفق وصف الطبيب.
  • الاتصال بالطبيب فور ملاحظة أي تورّم جديد أو ارتفاع حرارة.

الوقاية: خطوة بخطوة

يمكن تقليل مخاطر التهاب الأوردة عبر مجموعة من الإجراءات الوقائية:

  • استخدام قثاطير عالية الجودة وتغييرها وفق بروتوكول المستشفى (كل 48–72 ساعة غالبًا).
  • تطهير موقع الحقن بمعقم ملائم قبل كل استعمال.
  • متابعة العلامات الباكرة للتورّم أو الاحمرار.
  • تزويد القطة بنظام غذائي متوازن يعزّز مناعتها.
  • جدولة فحوصات دورية لفحص وظائف الدم والوقاية من اضطرابات التخثّر.

متى يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا؟

يُنصح بالتوجّه العاجل إلى العيادة إذا لاحظت:

  1. تورّمًا سريع التقدّم أو ممتدًا أعلى الطرف.
  2. نزيفًا أو تسرّب صديد ملحوظ من موقع الوريد.
  3. ألمًا شديدًا يجعل القطة تصرخ أو تلعق الطرف بإفراط.
  4. ارتفاعًا في الحرارة أو خمولًا عامًا.

أسئلة شائعة حول التهاب الأوردة في القطط

هل يختفي الالتهاب من تلقاء نفسه؟

نادراً ما يختفي التهاب الأوردة دون علاج طبي؛ تجاهله قد يؤدي إلى تكوّن جلطات أو انتشار العدوى.

كم يستغرق التعافي؟

يتراوح التعافي من عدة أيام إلى أسبوعين حسب شدة الحالة والاستجابة للعلاج.

هل يعود الالتهاب مجددًا؟

يمكن أن يتكرّر إذا استمر العامل المسبّب (مثل استخدام قسطرة غير معقمة)، لذا يُنصح باتباع الإرشادات الوقائية بدقة.

الخلاصة

التهاب الأوردة في القطط حالة قابلة للعلاج إذا جرى اكتشافها مبكرًا. من خلال الانتباه للأعراض، واتباع إرشادات الوقاية، والتعاون المستمر مع الطبيب البيطري، يمكنك حماية قطك من المضاعفات الخطيرة وضمان تعافٍ أسرع وحياة أكثر راحة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version