التهاب الأقراص الفقارية عند القطط: الدليل الشامل للأعراض والتشخيص والعلاج
يُعَدّ التهاب الأقراص الفقارية (Diskospondylitis) أحد الاضطرابات النادرة ولكن الخطيرة التي قد تُصيب العمود الفقري لقطّك. يقدّم هذا المقال كل ما تحتاج معرفته، من التعريف وحتى الوقاية، لضمان حياة أكثر صحّة وراحة لرفيقك الأليف.
ما هو التهاب الأقراص الفقارية؟
التهاب الأقراص الفقارية هو عدوى بكتيريّة أو فطريّة تُصيب الأقراص الفاصلة بين الفقرات وكذلك أسطح الفقرات نفسها. يؤدي هذا الالتهاب إلى تآكل العظام وتخلخل الأقراص، مما يسبّب ألماً شديداً وصعوبة في الحركة، وقد يتطوّر إلى تلف عصبي دائم إذا تُرك دون علاج.
معلومة على السريع: على الرغم من شيوع الحالة أكثر لدى الكلاب، فإن القطط معرَّضة لها أيضاً، خصوصاً القطط الكبيرة في السن أو تلك التي تُعاني ضعف المناعة.
الأعراض الشائعة
قد تكون العلامات الأوليّة خفيّة، لكن الانتباه المبكّر يُحدث فرقاً كبيراً في فرص الشفاء. تشمل الأعراض:
- ألم واضح عند لمس الظهر أو الرقبة
- صعوبة في القفز أو صعود السلالم
- تقلص النشاط والحركة
- تيبّس أو تقوّس غير طبيعي في الظهر
- حمّى وخمول عام
- فقدان شهية أو فقدان وزن تدريجي
- في الحالات المتقدمة: شلل جزئي أو كامل في الأطراف الخلفيّة
الأسباب وعوامل الخطر
تنجم العدوى غالباً عن بكتيريا تنتقل عبر الدم من موقع عدوى آخر في الجسم، مثل:
- التهابات الجلد العميقة أو الخُرّاجات
- عدوى الجهاز البولي أو الجهاز التنفسي
- جروح أو عمليات جراحية سابقة
- التهاب صمّام القلب الجرثومي (التهاب الشغاف)
كما توجد عوامل ترفع المخاطر مثل ضعف المناعة، الإصابة بفيروس نقص المناعة عند القطط (FIV) أو فيروس اللوكيميا (FeLV)، إضافة إلى التقدّم في العمر.
كيف يتم التشخيص؟
يتطلّب التشخيص الدقيق تضافر عدة أدوات تشخيصية:
1. الفحص البدني العصبي
يفحص الطبيب البيطري مدى الألم، ردود الأفعال العصبية، وقوة العضلات.
2. اختبارات الدم والبول
للكشف عن علامات عدوى جهازية والبحث عن بكتيريا مُسبّبة.
3. تقنيات التصوير
- الأشعة السينية: تظهر تغيّرات في شكل الفقرات والأقراص.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يكشف بدقة عن التهاب الأنسجة الرخوة والأعصاب.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT): لتقييم تآكل العظام بدقة أكبر.
4. زراعة عيّنة
قد تُؤخذ عيّنة من الدم، البول، أو القرص المصاب لتحديد نوع الميكروب واختيار المضاد الحيوي الأنسب.
خيارات العلاج
يعتمد العلاج على شِدّة الحالة ونوع الميكروب:
المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات
تُعطى عن طريق الفم أو الحقن لفترة طويلة قد تصل إلى 6–12 أسبوعاً، وأحياناً أطول لضمان القضاء الكامل على العدوى.
المسكّنات ومضادات الالتهاب
للسيطرة على الألم وتحسين جودة الحياة.
التدخل الجراحي
يُوصى به عندما يكون هناك ضغط شديد على الحبل الشوكي أو في حال وجود خُرّاج كبير. تشمل الجراحة إزالة المادة المصابة وتثبيت الفقرات.
فترة الشفاء والرعاية المنزلية
يتطلّب الشفاء التزاماً دقيقاً بالأدوية وتعليمات الطبيب البيطري:
- تقليل النشاط البدني ومنع القفز لتخفيف الضغط على العمود الفقري.
- توفير مكان نوم مريح ودافئ.
- متابعة جرعات الأدوية في مواعيدها دون انقطاع.
- مواعيد متابعة منتظمة للتأكد من استجابة القط واستبعاد المضاعفات.
- استخدام طوق حماية عند الحاجة لمنع لعق الجروح بعد العمليات.
ملاحظة: قد يستمر ألم خفيف حتى بعد القضاء على العدوى، ويمكن أن يصف الطبيب جلسات علاج طبيعي لتحسين الليونة وقوة العضلات.
الوقاية وتقوية العمود الفقري لقطّك
رغم أن بعض الحالات لا يمكن منعها كليّاً، إلا أن هناك خطوات تقلل المخاطر:
- علاج أي عدوى جلدية أو بولية مبكراً وعدم إهمالها.
- زيارة الطبيب البيطري لإجراء فحص سنوي شامل.
- التطعيمات الدورية للحفاظ على مناعة قوية.
- تغذية متوازنة غنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن.
- توفير بيئة خالية من الإصابات؛ مثل منع الوصول إلى أماكن مرتفعة غير آمنة.
متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري؟
اتصل بطبيبك البيطري فوراً إذا لاحظت أياً من العلامات التالية:
- ألم واضح في الظهر لا يخفّ بعد يوم أو يومين.
- شلل مفاجئ أو عدم القدرة على الحركة.
- حمّى مستمرة أو خمول شديد.
- تفاقم الأعراض رغم تناول الأدوية.
التشخيص والعلاج المبكّران هما مفتاح الحد من الأضرار العصبية وتحسين فرص الشفاء التام.
المراجع
- فريدريك جراي. “التهاب الأقراص الفقارية: التشخيص والعلاج…” , 2019-04-12. veterinarypartner.com