الاضطرابات الجلدية المرتبطة بالهرمونات لدى القطط

تُعَدّ صحة الجلد والفراء معيارًا مهمًّا لسلامة قطّك العامة. عندما يختلّ توازن الهرمونات، قد تظهر على الجلد أعراض واضحة تُسمّى «الاضطرابات الجلدية المرتبطة بالهرمونات». في هذا الدليل، سنستعرض بشكل مفصّل كل ما تحتاج إلى معرفته عن هذه الاضطرابات، من الأسباب وحتى سُبل الوقاية.

ما هي الاضطرابات الجلدية المرتبطة بالهرمونات؟

هي مجموعة من الحالات المرضية التي تؤثّر فيها الهرمونات (مثل هرمونات الغدة الدرقية، أو الكورتيزول، أو الأنسولين، أو الهرمونات الجنسية) بشكل مباشر أو غير مباشر على صحة الجلد والفراء. غالبًا ما يتجلّى ذلك في شكل تساقط شعر متماثل، أو ترقّق الجلد، أو تبدّل لون الفراء، دون شعور شديد بالحكّة.

الأسباب الهرمونية الشائعة

تختلف الأسباب باختلاف الهرمون المتأثّر، ومن أهمّها:

1. اضطرابات الغدة الدرقية

  • فرط نشاط الغدة الدرقية: يُعَدّ أكثر شيوعًا في القطط المتقدّمة في السن، ويؤدي إلى فراء باهت أو متشابك وفقدان وزن رغم الشهية العالية.
  • قصور الغدة الدرقية (نادر في القطط): يسبّب خمولًا، وزيادة وزن، وتساقط شعر متناثر.

2. داء كوشينغ (فرط الكورتيزول)

يُعرف أيضًا بفرط نشاط الغدة الكظرية. قد يحدث نتيجة أورام كظرية أو فرط إفراز هرمون ACTH، ويُظهر القط جلدًا رقيقًا مع ضعف التئام الجروح وتسرّب الأوعية الدموية بسهولة.

3. داء السكّري

ارتفاع مستويات السكر في الدم يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة وجفاف الجلد، ما يجعل القط عرضة للعدوى الفطرية أو البكتيرية الثانوية.

4. اختلال الهرمونات الجنسية

  • فرط الإستروجين أو فرط الأندروجين بسبب أورام الخصيتين أو المبايض.
  • متلازمة شعر الفراء الإنجابي بعد التزاوج أو في موسم التزاوج، حيث يرقد القط لساعات طويلة مما يُظهر مناطق صلع حول البطن والأطراف.

5. اضطرابات هرمون النمو

نقص هرمون النمو يسبّب تأخر نمو الجلد وظهور طبقة صوفية بديلة للفراء الطبيعي.

الأعراض والعلامات السريرية

  1. تساقط شعر متماثل على جانبي الجسم أو الذيل.
  2. فراء باهت، جاف أو دهني أكثر من المعتاد.
  3. فرط تصبّغ الجلد (بقع داكنة).
  4. ترقّق الجلد أو سهولة تمزّقه.
  5. عدوى جلدية ثانوية كالدمامل أو الفطريات.
  6. تضاؤل الحكة مقارنة بالاضطرابات الجلدية الأخرى.

كيف يشخّص الطبيب البيطري الحالة؟

يبدأ التشخيص بقصة مرضية مفصّلة وفحص بدني شامل، يليه:

  • تحاليل دم كاملة لتقييم صورة الدم ووظائف الأعضاء.
  • اختبارات هرمونية تشمل قياس T4، أو اختبار تحفيز ACTH، أو تحليل الأنسولين والجلوكوز.
  • خزعة جلدية عند الحاجة لتأكيد التغيّرات النسيجية.
  • تصوير بالموجات فوق الصوتية للبطن للبحث عن أورام كظرية أو مبيضية.

خيارات العلاج

يختلف العلاج باختلاف الهرمون المتأثر والسبب الأساسي:

1. علاج الاختلال الهرموني

  • أدوية خافضة للغدة الدرقية مثل ميثيمازول في حال فرط نشاطها.
  • جراحة استئصال الغدة الدرقية أو الكظرية عند وجود أورام.
  • حقن الأنسولين المنتظمة مع نظام غذائي خاص لمرضى السكّري.
  • تعقيم القطط المصابة باضطرابات ناتجة عن الهرمونات الجنسية.

2. العناية الجلدية الداعمة

  • شامبو طبي مضاد للبكتيريا أو الفطريات.
  • مكملات أحماض أوميغا 3 الدهنية لتحسين لمعان الفراء.
  • علاج عدوى الجلد الثانوية بالمضادات الحيوية أو المضادات الفطرية.

الرعاية المنزلية والمتابعة

بعد بدء العلاج، يحتاج القط إلى زيارات متكرّرة لمراقبة مستويات الهرمونات وتعديل الجرعات. احرص على:

  • إعطاء الأدوية في مواعيد منتظمة.
  • متابعة وزن القط وشهيّته، وتدوين أي تغيّر في سلوكه.
  • الاتصال بالطبيب البيطري عند ظهور جروح لا تلتئم أو تفاقم تساقط الشعر.

الوقاية وتعزيز صحة الجلد

«الوقاية خير من العلاج»

لا يمكن منع كل الاضطرابات الهرمونية، ولكن يمكن تقليل المخاطر عبر:

  • فحوصات بيطرية سنوية للقطط الصغيرة، ونصف سنوية لكبار السن.
  • اتباع نظام غذائي متوازن عالي البروتين.
  • تشجيع القط على النشاط البدني لتجنّب السمنة.
  • تجنّب التزاوج العشوائي وتعقيم الحيوانات الأليفة غير المخصّصة للتكاثر.

الخلاصة

الاضطرابات الجلدية المرتبطة بالهرمونات قد تكون مؤشرًا مبكرًا على مشكلة داخلية أعمق. التشخيص المبكر والعلاج الصحيح يُحسّنان فرص الشفاء وجودة حياة قطّك. إذا لاحظت أي تغيّر في فراء قطك أو بشرته، لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version