الإجهاض التلقائي وفقدان الحمل لدى القطط
يمثّل الحمل تجربة مهمة في حياة القطة، ولكنّه قد يتعرّض أحيانًا لمضاعفات تؤدي إلى فقدان الحمل أو الإجهاض التلقائي. يمكن أن يحدث ذلك في أي مرحلة من مراحل الحمل، وقد يكون صادمًا لكلٍّ من القطة ومالكها. يهدف هذا الدليل إلى تزويدك بكل ما تحتاج معرفته عن الأسباب، العلامات، أساليب التشخيص، خيارات العلاج وسبل الوقاية.
مدة الحمل الطبيعية لدى القطط
يتراوح متوسط مدة الحمل الطبيعية لدى القطط ما بين 63 و65 يومًا. خلال هذه الفترة، تمر الأجنة بمراحل نمو متعددة، وتزداد احتياجات الأم الغذائية ويصبح جسمها أكثر حساسية لأي مؤثر خارجي. أي اضطراب في البيئة أو الصحة قد يعرّض الحمل للخطر.
ما المقصود بالإجهاض التلقائي وفقدان الحمل؟
الإجهاض التلقائي هو إنهاء الحمل بصورة طبيعية غير مُخطَّط لها قبل اكتمال النمو. إذا حدث الإجهاض في أول ثُلثين من الحمل، قد يُعاد امتصاص الأجنة داخل الرحم دون ملاحظة واضحة. بينما في المراحل اللاحقة، غالبًا ما يُطرَح الجنين أو يظهر نزيف مهبلي.
علامات الإجهاض التلقائي
- نزيف مهبلي مفاجئ أو إفرازات بنية/خضراء اللون
- طرح أنسجة أو أجنة مرئية
- انتفاخ البطن يختفي فجأة أو يهبط بشكل ملحوظ
- الخمول والاكتئاب وفقدان الشهية
- ارتفاع درجة الحرارة أو قشعريرة
- تقيؤ أو إسهال مفاجئ
الأسباب المحتملة لفقدان الحمل
تنقسم أسباب الإجهاض لدى القطط إلى فئتين رئيسيتين: معدية وغير معدية.
أولًا: الأسباب المعدية
- فيروس البانلوكوبيـنيا (Panleukopenia)
- فيروس نقص المناعة لدى القطط (FIV)
- فيروس اللوكيميا السنوري (FeLV)
- فيروس الهربس السنوري (FHV-1)
- السُّل الكلّاميـدي (Chlamydophila felis)
- التوكسوبلازما غوندي (Toxoplasma gondii)
- البروسيلا (Brucella spp.)
ثانيًا: الأسباب غير المعدية
- اختلالات هرمونية (مثل نقص البروجسترون)
- سوء التغذية أو نقص الفيتامينات والمعادن
- التعرض للسموم أو الأدوية الممنوعة أثناء الحمل
- تشوهات الأجنة أو عيوب خلقية
- صدمة جسدية أو إجهاد شديد
- اضطرابات رحمية (التواء الرحم، الالتهابات المزمنة)
كيف يشخِّص الطبيب البيطري الحالة؟
يبدأ التشخيص بأخذ التاريخ المرضي الكامل للقطة، يلي ذلك فحص سريري دقيق ثم فحوص مخبرية وتصويرية:
- فحص جسدي وملاحظة العلامات الحيوية
- تصوير بالموجات فوق الصوتية (ألتراساوند) لاكتشاف نبضات الأجنة أو تأكد من وجودها
- الأشعة السينية (بعد اليوم 45 من الحمل) لرؤية هياكل الأجنة العظمية
- تحاليل دم شاملة لقياس الهيموغلوبين، خلايا الدم البيضاء، ومستويات هرمون البروجسترون
- اختبارات فيروسية (FeLV، FIV، Panleukopenia)
- زرع بكتيري أو تحليل إفرازات الرحم في حال الشك بعدوى
خيارات العلاج والرعاية البيطرية
يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء الإجهاض:
- عدوى بكتيرية: مضادات حيوية ملائمة بناءً على نتائج الزرع.
- عدوى فيروسية: علاج داعم (سوائل، تغذية، خافضات حرارة) نظرًا لغياب علاج شافٍ مباشر.
- اضطرابات هرمونية: تعويض هرموني بإشراف طبيب بيطري.
- السموم: إيقاف التعرّض للمادة السامة ودعم الكبد والكلى.
- التهاب الرحم أو بقاء أنسجة جنينية: قد يلزم التدخل الجراحي أو التعقيم (استئصال الرحم والمبيضين) لمنع تعفّن الرحم (ميتريتس).
بعد أي تدخل، تُعطى القطة مسكنات ألم آمنة للحوامل وسوائل وريدية لتعويض الفقد.
الوقاية: كيف نحافظ على حمل صحي للقطة؟
- تطعيم القطة قبل التزاوج ضد أهم الفيروسات السنورية
- عزلها عن القطط المريضة أو مجهولة التاريخ الصحي
- توفير غذاء متوازن عالي البروتين والفيتامينات
- تجنّب الأدوية البيطرية والبشرية غير المصرّح بها للحمل
- تقليل الإجهاد بتوفير بيئة هادئة وأماكن اختباء آمنة
- زيارات متابعة منتظمة للطبيب البيطري طوال الحمل
الرعاية المنزلية بعد الإجهاض
بعد الإجهاض، تحتاج القطة إلى الراحة التامة ومراقبة دقيقة:
- إبقاء مكانها نظيفًا وجافًا مع فراش مريح
- متابعة درجة حرارتها ونمط أكلها وشربها
- منعها من لعق أو عض المنطقة التناسلية بشكل مفرط
- إعطاؤها الأدوية الموصوفة في مواعيدها
- التواصل مع الطبيب البيطري في حال ظهور رائحة كريهة أو نزيف مستمر
متى يجب استشارة الطبيب البيطري فورًا؟
استشر الطبيب البيطري فورًا إذا لاحظت:
- نزيفًا غزيرًا لا يتوقف خلال ساعتين
- خمولًا شديدًا أو انهيارًا مفاجئًا
- ارتفاع حرارة مستمر رغم استخدام خافضات الحرارة
- إفرازات ذات رائحة كريهة (قد تشير إلى التهاب رحم)
تذكَّر: التشخيص المبكر والتدخّل السريع هما المفتاح لإنقاذ حياة القطة والحفاظ على خصوبتها في المستقبل.