اضطراب القلاء الاستقلابي عند القطط: الدليل الشامل للتشخيص والعلاج

قد يبدو مصطلح القلاء الاستقلابي (Metabolic Alkalosis) معقدًا، لكنه ببساطة حالة يختل فيها توازن الأحماض والقواعد في دم القط، فترتفع قيمة الأس الهيدروجيني (pH) بشكل غير طبيعي. هذا الاضطراب قد يظهر بمفرده أو يترافق مع أمراض أخرى، ويُعدُّ اكتشافه مبكرًا مفتاحًا لإنقاذ حياة القط.

ما هو القلاء الاستقلابي؟

في الظروف الطبيعية يحافظ جسم القط على توازن دقيق بين الأحماض والقواعد عبر الكليتين والرئتين. عندما يفقد الجسم كمية كبيرة من الأيونات الحمضية (مثل الهيدروجين) أو ترتفع مستويات البيكربونات، يرتفع pH الدم، فنصل إلى القلاء الاستقلابي. تختلف هذه الحالة عن القلاء التنفسي الذي ينتج عن فرط التهوية.

الأعراض والعلامات التحذيرية

قد تتفاوت الأعراض حسب شدة الخلل وسببه، إلا أن أكثرها شيوعًا يشمل:

  • قيء متكرر أو ارتجاع الطعام
  • خمول وضعف عام
  • تشنجات عضلية أو رعشات
  • لهاث سريع أو تنفس غير طبيعي
  • عدم انتظام ضربات القلب
  • فقدان شهية وجفاف

الأسباب الشائعة للقلاء الاستقلابي

1. القيء المزمن وفقدان الكلوريد

يُعد القيء المستمر السبب الأبرز، إذ يؤدي فقدان حمض المعدة الغني بأيونات الهيدروجين والكلوريد إلى اختلال التوازن.

2. انسداد الجهاز الهضمي العلوي

الانغلاق الجزئي أو الكلي في المريء أو المعدة يمنع مرور الطعام والسوائل، فيتكرر القيء ويتفاقم فقدان الأيونات.

3. الاستخدام المفرط للمدرات البولية

بعض الأدوية المدرة للبول تُفقد الجسم البوتاسيوم والكلوريد، ما يحفّز ارتفاع البيكربونات.

4. أمراض الكلى المزمنة أو الحادة

في بعض الحالات تفشل الكلى في طرح البيكربونات الزائدة أو تعويض فقدان الشوارد بشكل صحيح.

5. الإفراط في إعطاء البيكربونات أو الأدوية القلوية

يحدث أحيانًا أثناء معالجة الحماض الأيضي أو عند إسعاف حالات التسمم.

كيف يشخِّص الطبيب البيطري القلاء الاستقلابي؟

يتطلّب التشخيص فحصًا سريريًا دقيقًا مدعومًا باختبارات معملية:

  1. تحليل كيمياء الدم (BMP) لقياس الإلكتروليتات والبيكربونات.
  2. فحص غازات الدم الشرياني لتحديد قيمة pH والضغط الجزئي لثاني أكسيد الكربون.
  3. تحليل البول لتقييم قدرة الكلى على تنظيم الأيونات.
  4. تصوير شعاعي أو موجات فوق صوتية (إذا شُك بانسداد هضمي أو أمراض عضوية أخرى).

ملاحظة هامة: لا يمكن الاعتماد على الأعراض وحدها، إذ قد تتشابه مع حالات أخرى مثل القلاء التنفسي أو اضطرابات الكلى.

طرق العلاج المتبعة

يركّز العلاج على تصحيح الخلل الكيميائي ومعالجة السبب الجذري:

  • تعويض السوائل والكهارل: يُستخدم محلول ملحي متساوٍ (0.9%) أو محلول كلوريد البوتاسيوم لتعويض الكلوريد المفقود وتقليل البيكربونات.
  • إيقاف القيء: يُعطى مضاد قيء مناسب (مثل أوندانسيترون) للحد من فقدان الشوارد واستعادة الشهية.
  • علاج الانسداد: إذا وُجد، قد يتطلب التدخل الجراحي أو التنظير لإزالته.
  • تعديل الأدوية: إيقاف أو تعديل جرعات المدرات أو مكملات البيكربونات عند الحاجة.
  • المراقبة المستمرة: قياسات متكررة لغازات الدم والإلكتروليتات لضمان عودة التوازن.

الرعاية المنزلية والمتابعة طويلة الأمد

بعد الخروج من المستشفى، يلزم:

  • الالتزام بدواء مضاد للقيء أو أي وصفة بيطرية أخرى.
  • تقديم طعام سهل الهضم ومقسّم إلى وجبات صغيرة.
  • التأكد من توفر مياه نظيفة وتشجيع القط على الشرب.
  • زيارة متابعة كل 7–14 يومًا لإعادة فحص الإلكتروليتات ووظائف الكلى.

إن انتكس القط أو ظهرت عليه علامات القيء أو الخمول مجددًا، يجب التواصل مع الطبيب البيطري فورًا.

أسئلة متكررة

هل يمكن للقلاء الاستقلابي أن يختفي من تلقاء نفسه؟

نادراً ما يحدث ذلك. غالبًا يلزم علاج طبي لتصحيح الخلل، وإلّا قد تتفاقم المضاعفات.

هل القلاء الاستقلابي معدٍ للقطط الأخرى؟

لا، فهو خلل استقلابي فردي لا ينتقل بين الحيوانات.

كيف أحمي قطتي من الإصابة بالقلاء الاستقلابي؟

عبر معالجة أي قيء أو أمراض هضمية على الفور، والالتزام بجرعات الأدوية كما يصفها الطبيب، وتوفير تغذية متوازنة ومياه عذبة باستمرار.

كلمة أخيرة

يُعد القلاء الاستقلابي حالة قابلة للعلاج إذا كُشفت مبكرًا. المتابعة الدقيقة مع الطبيب البيطري، والاستجابة السريعة لأي تغيّر في سلوك قطك، يساعدان على تجنب المضاعفات وضمان حياة صحية وطويلة لصديقك الوفي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version