إنفلونزا الطيور عند القطط: كل ما تحتاج إلى معرفته

على الرغم من أن القطط ليست المضيف الطبيعي لفيروسات إنفلونزا الطيور (Avian Influenza)، فإن حالات إصابة القطط بسلالات مثل H5N1 وH7N2 سُجلت بالفعل في عدة دول حول العالم. يؤكد الخبراء أن فهم طرق الانتقال والأعراض وأساليب الوقاية يشكّل حائط الصد الأول لحماية أصدقائنا من ذوي الفراء.

ما هي إنفلونزا الطيور؟

إنفلونزا الطيور مرض فيروسي تسببه فيروسات الإنفلونزا من النمط A التي تصيب الطيور في الأصل. تنتقل بعض السلالات من الطيور إلى الثدييات، ومنها الإنسان والقطط، متسببة بأعراض تنفسية وجهازية قد تكون خطيرة.

السلالات عالية الإمراض (HPAI) مقابل منخفضة الإمراض (LPAI)

  • HPAI – عالية الإمراض: مثل H5N1، وتؤدي إلى مرض شديد ونفوق مرتفع في الطيور واحتمال أعلى لإحداث مرض خطير في القطط.
  • LPAI – منخفضة الإمراض: تميل إلى التسبب في أعراض تنفسية خفيفة في الطيور، إلا أنها قد تتحوّل إلى أشد خطورة عبر طفرات جينية.

كيف تنتقل إنفلونزا الطيور إلى القطط؟

تحدث العدوى غالباً عندما تتناول القطط طيوراً مريضة أو نافقة، أو تلامس إفرازاتها التنفسية أو برازها الملوث بالفيروس. يمكن أن يقع الانتقال أيضاً عبر:

  1. الشرب من مياه ملوّثة بإفرازات الطيور.
  2. التعرض لأسطح أو أوعية طعام ملوثة.
  3. الاحتكاك المباشر مع قطط مصابة (حالات نادرة لكنها ممكنة).

الأعراض الشائعة لإنفلونزا الطيور في القطط

لا تظهر جميع القطط المصابة علامات مرضية واضحة، إلا أن الأعراض التالية هي الأكثر شيوعاً:

  • حمى مفاجئة
  • سيلان الأنف والعطاس
  • سعال وصعوبة في التنفس
  • خمول وفقدان الشهية
  • التهاب الملتحمة (احمرار العيون وإفرازات)
  • إسهال أو قيء في بعض الحالات

ملاحظة: قد تتفاقم الأعراض بسرعة. في الحالات الشديدة تُلاحظ علامات عصبية أو فشل تنفسي حاد.

كيفية التشخيص

يلجأ الطبيب البيطري إلى عدة خطوات لتأكيد الإصابة:

  • التاريخ المرضي: الاستفسار عن احتكاك القطة بطيور أو قطط أخرى.
  • الفحص السريري: تقييم الجهاز التنفسي ودرجة الحرارة وحالة الأغشية المخاطية.
  • المسحات الأنفية/البلعومية: لإجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) للكشف عن المادة الوراثية للفيروس.
  • اختبارات دم: لتقييم تعداد خلايا الدم ووظائف الأعضاء.
  • صور الأشعة الصدرية: لرصد أي التهاب رئوي أو ارتشاحات.

خطة العلاج والرعاية المنزلية

لا يوجد دواء مخصص لإنفلونزا الطيور عند القطط، ولكن يمكن للطبيب البيطري وصف:

  • مضادات فيروسية مثل Oseltamivir في حالات محددة وبجرعات مكيّفة.
  • علاج داعم: محاليل وريدية، خافضات حرارة، وأدوية للسعال أو احتقان الأنف.
  • مضادات حيوية ثانوية في حال حدوث عدوى بكتيرية مرافقة.

احرص على عزل القطة في غرفة جيدة التهوية، تنظيف صندوق الفضلات وأوعية الطعام يوميًا، وارتداء قفازات عند التعامل مع الإفرازات.

طرق الوقاية وتقليل المخاطر

1. منع الاحتكاك بالطيور البرية

حافظ على بقاء قطتك داخل المنزل قدر الإمكان. احكم إغلاق النوافذ أو استخدم شبكًا واقيًا.

2. مراقبة النظام الغذائي

لا تسمح لقطتك بأكل لحوم نيئة من طيور الصيد أو الدواجن غير المطهية جيدًا.

3. النظافة الشخصية والمنزلية

  • اغسل يديك بعد التعامل مع القطة أو صندوق الفضلات.
  • نظّف الأسطح بمنظفات معتمدة على الكلور لتثبيط الفيروس.

4. العزل عند الاشتباه

إذا ظهرت على قطتك أعراض تنفسية بعد احتكاكها بالطيور، اعزلها فورًا واتصل بالطبيب البيطري.

هل يمكن انتقال العدوى إلى البشر؟

حاليًا لا توجد أدلة قوية على انتقال إنفلونزا الطيور من القطط إلى الإنسان، ولكن نظرًا لقدرة الفيروسات على التحوّر، يبقى الالتزام بإجراءات السلامة أمرًا ضروريًا خاصة لمن يعانون ضعفًا في المناعة.

التطعيم: بين الواقع والمأمول

لا يتوفر لقاح تجاري معتمد لإنفلونزا الطيور في القطط حتى الآن. تجري دراسات على لقاحات خاصة بالسلالات عالية الإمراض، لكن فعاليتها وأمانها لم يُعتمدا للاستخدام المنزلي.

خلاصة

مع أن احتمالية إصابة القطط بإنفلونزا الطيور ما زالت محدودة، فإن الوعي والوقاية والتدخل الطبي المبكر هي أفضل الوسائل لتجنّب المضاعفات الخطيرة. راقب سلوك قطتك الصحي، ووفّر بيئة معقمة، واستشر الطبيب البيطري عند أول علامة مقلقة.

المراجع

  1. منظمة الصحة العالمية. “COVID-19 & Animal Health..” , 2020-06-11. www.who.int
  2. مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. “Avian Influenza (Bird Flu)..” , 2021-11-18. www.cdc.gov

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version