أمراض الحنجرة لدى القطط: دليل شامل للأعراض، التشخيص والعلاج
تُعد الحنجرة (التي تعرف أحيانًا بصندوق الصوت) جزءًا أساسيًا من الجهاز التنفسي لدى القط. فهي مسؤولة عن تمرير الهواء إلى القصبة الهوائية وإصدار الأصوات وحماية المسالك التنفسية السفلية من دخول الأجسام الغريبة. عندما تُصاب الحنجرة بأي خلل أو التهاب، يُمكن أن تتأثر قدرة القط على التنفس والكلام والبلع بشكل كبير، وقد تهدد حياته في الحالات المتقدمة.
في هذا الدليل ستجد كل ما تحتاج لمعرفته حول أمراض الحنجرة لدى القطط: من الأسباب الشائعة وحتى طرق التشخيص والعلاج والرعاية المنزلية.
ما هي الحنجرة ووظيفتها؟
تقع الحنجرة في الجزء العلوي من الرقبة، بين البلعوم والقصبة الهوائية، وتحتوي على:
- الغطاء المزمار (Epiglottis): صمام غضروفي يُغلق أثناء البلع لمنع الطعام من دخول القصبة الهوائية.
- الأحبال الصوتية: زوج من الطيات الغضروفية يساهم في إصدار الأصوات وتنظيم مرور الهواء.
- عضلات وأعصاب: تتحكم في فتح وإغلاق الحنجرة حسب حاجة القط إلى التنفس أو إصدار الأصوات.
أنواع أمراض الحنجرة الشائعة لدى القطط
1. التهاب الحنجرة (Laryngitis)
يحدث نتيجة تهيّج أو عدوى فيروسية/بكتيرية ويصاحبه تورم في الأنسجة.
2. شلل الحنجرة (Laryngeal Paralysis)
تفقد الأحبال الصوتية قدرتها على الفتح الكامل أثناء الشهيق، ما يؤدي إلى ضيق مجرى الهواء.
3. الأورام أو الكتل
قد تكون أورامًا حميدة مثل السلائل (Polyps) أو خبيثة مثل الأورام السرطانية.
4. الإصابات والرضوض
جروح الرقبة، الأجسام الغريبة، التقييد بالقلادة، أو استنشاق الدخان يمكن أن تُلحق ضررًا مباشرًا بالحنجرة.
5. العيوب الخلقية
تظهر أحيانًا لدى السلالات الصغيرة في العمر بصورة تشوهات هيكلية أو ضعف في الأعصاب.
الأعراض والعلامات التحذيرية
من المهم مراقبة أي تغييرات في صوت أو تنفس قطك. تشمل الأعراض الشائعة:
- صعوبة أو ضوضاء ملحوظة أثناء الشهيق (شخير، صفير أو خرخرة عالية)
- التنفس من الفم مع إبقاء الفم مفتوحًا
- تغيّر في مواء القط أو فقدان صوته
- السعال أو الاختناق بعد الأكل أو الشرب
- زرقة اللثة أو اللسان (نقص الأكسجين)
- الإجهاد السريع وعدم القدرة على ممارسة النشاط الطبيعي
- فقدان الشهية أو صعوبة البلع
- الإغماء أو الانهيار في الحالات الشديدة
تنبيه: إذا لاحظت أي علامة على ضيق التنفس أو زرقة في لثة القط، اطلب الرعاية البيطرية الطارئة على الفور – فهذه الحالة قد تهدد الحياة.
الأسباب الرئيسية
- العدوى: فيروسات مثل الهربس أو الكاليسي، بكتيريا، أو فطريات.
- الالتهاب الناتج عن الحساسية: استنشاق المهيّجات الكيميائية أو دخان السجائر.
- الرضوض: الاختناق بالقلادة، حوادث السير، الأجسام العالقة.
- الاختلال العصبي: أمراض عصبية أو نقص فيتامينات تؤثر في العصب الحنجري الخلفي.
- الأورام: أورام حميدة أو خبيثة في الحنجرة أو الرقبة.
- عوامل وراثية: تشوهات خلقية نادرة ولكنها واردة.
كيف يتم تشخيص أمراض الحنجرة؟
يعتمد الطبيب البيطري على عدة خطوات للحصول على تشخيص دقيق:
- الفحص السريري: مراقبة تنفس القط والاستماع إلى أصوات مجرى الهواء.
- التنظير الحنجري: فحص مباشر للحنجرة باستخدام منظار تحت تهدئة خفيفة.
- الأشعة السينية أو التصوير المقطعي: لتقييم وجود كتل أو تضيق في الرقبة والصدر.
- الموجات فوق الصوتية: لتقييم الأنسجة الرخوة أو وجود أجسام غريبة.
- التحاليل المخبرية: تعداد دم كامل، كيمياء الدم، مزرعة بكتيرية، واختبارات الفيروسات.
- الخزعة: أخذ عينة من النسيج في حال الاشتباه بوجود ورم.
خيارات العلاج المتاحة
يعتمد نوع العلاج على السبب الكامن وحالة القط العامة:
العلاج الدوائي
- مضادات حيوية أو مضادات فطرية عند وجود عدوى.
- كورتيوكوستيرويدات أو أدوية مضادة للالتهاب لخفض التورم.
- موسعات شعبية أو أدوية مهدئة للحد من ضيق التنفس.
- مسكنات للألم عند الحاجة.
التدخل الجراحي
- إزالة السلائل أو الأورام: باستخدام المنظار أو الجراحة المفتوحة.
- جراحة tie-back: ربط الأحبال الصوتية للخلف في حالات الشلل الحنجري.
- فغر الرغامى (Tracheostomy): فتح مؤقت أو دائم للمجرى الهوائي إذا كان الانسداد شديدًا.
الرعاية الداعمة
- الأكسجين التكميلي في الحالات الحادة.
- السوائل الوريدية للحفاظ على الترطيب.
- وضع القط في بيئة هادئة ومستنيرة جيدًا لتقليل التوتر.
العناية المنزلية والمتابعة
بعد مغادرة العيادة، يمكن أن يُحدث نمط الحياة المناسب فرقًا كبيرًا في سرعة الشفاء:
- استخدم حزام الصدر بدل القلادة لتجنب الضغط على الرقبة.
- وفر غرفة ببيئة مُرطبة وخالية من الدخان والعطور القوية.
- قدّم وجبات لينة ودافئة لتسهيل البلع.
- اتّبع خطة الأدوية بدقة ولا توقف العلاج قبل استشارة الطبيب.
- راقب التنفس والصوت يوميًا، وسجل أي تغيرات.
- اعمل على الحفاظ على وزن صحي للقط لتقليل الضغط على الجهاز التنفسي.
- حدد مواعيد متابعة منتظمة لإعادة تقييم الحنجرة وربما تعديل العلاج.
التنبؤ بمآل المرض
يختلف تشخيص أمراض الحنجرة باختلاف السبب:
- التهابات الحنجرة الخفيفة تستجيب عادةً للعلاج الدوائي مع تشخيص جيد.
- شلل الحنجرة قد يحتاج إلى جراحة للحصول على تحسن طويل الأمد، ويكون التشخيص حذرًا.
- الأورام الخبيثة تحمل تشخيصًا أكثر حذرًا، ويعتمد على سرعة اكتشافها ومدى انتشارها.
الوقاية
لا يمكن منع كل أمراض الحنجرة، لكن بإمكانك خفض المخاطر عبر:
- تجنب التدخين داخل المنزل.
- تأمين منزلك بإزالة الأجسام الصغيرة التي قد يبتلعها القط.
- الحفاظ على تحديث التطعيمات ضد أمراض الجهاز التنفسي.
- مراجعة الطبيب عند أول علامة على تغير الصوت أو صعوبة التنفس.
أسئلة شائعة
هل شلل الحنجرة شائع في القطط؟
يُعد أقل شيوعًا مما هو عليه في الكلاب، لكنه موجود خاصة في القطط الأكبر سنًا أو التي تعاني من أمراض عصبية.
هل يمكن أن تُشفى التهابات الحنجرة بدون علاج؟
التهابات الحنجرة الناتجة عن نزلات برد خفيفة قد تتحسن خلال أيام، لكن من الأفضل دائمًا استشارة الطبيب لتجنب المضاعفات.
متى أطلب المساعدة الطارئة؟
إذا لاحظت تنفسًا صاخبًا أو صعوبة في التنفس، أو تحول لون لثة القط إلى الأزرق، فاتصل بالطبيب البيطري فورًا.
باتباع هذه الإرشادات ومع التعاون الوثيق مع الطبيب البيطري، ستمنح قطك أفضل فرصة للتعافي والعودة إلى حياته الطبيعية.