أفضل طرق إطعام القطط: دليل شامل لصحة مثالية
تعتبر التغذية السليمة حجر الأساس لصحة قطتك وسعادتها على المدى الطويل. ومع تعدّد أساليب الإطعام المتاحة اليوم، قد يحتار المربّي في اختيار الطريقة المثلى التي تلبّي احتياجات قطه الغذائية والسلوكية دون التسبب في البدانة أو المشكلات الصحية الأخرى. في هذا الدليل نستعرض بالتفصيل طرق الإطعام الثلاثة الأكثر شيوعًا، مزايا كل منها وعيوبها، وكيفية اختيار النظام الأنسب لقطّك بحسب عمره ونمط حياته.
لماذا يجب أن تهتم بطريقة الإطعام وليس بالطعام فقط؟
لا يقتصر الأمر على نوع الطعام (جاف، رطب أو نيء)، بل كيف تقدّمه لقطتك ومتى. طريقة الإطعام تؤثر مباشرة على:
- وزن الجسم ومؤشر كتلة القط
- التحكم في الشهية والسلوكيات المعوّقة مثل التسوّل أو السرقة
- سلامة الجهاز الهضمي وتقليل مشاكل القيء أو الإسهال
- مستوى النشاط الذهني والجسدي عبر توفير التحفيز أثناء تناول الطعام
الطرق الرئيسية لإطعام القطط
١- الإطعام المجاني (Free Feeding)
يُقصَد بالإطعام المجاني ترك الطعام الجاف متاحًا أمام القطة طوال اليوم لتأكل متى ترغب. يعتمد هذا الأسلوب عادةً على الدراي فود لأنه لا يفسد سريعًا.
المزايا
- مناسب للمربّين الذين يغيبون عن المنزل لفترات طويلة
- يمنح القطة حرية الاختيار ويقلّل التوتر المرتبط بمواعيد الوجبات
العيوب
- يزيد خطر البدانة خاصة لدى القطط المُعقّمة أو الأقل نشاطًا
- يميل إلى إخفاء فقدان الشهية المبكر، ما يؤخر اكتشاف الأمراض
- يصعّب مراقبة كمية الطعام الفعلية التي يتم تناولها
٢- الإطعام بالوجبات المجدولة (Time-Restricted Feeding)
في هذا النظام يُقدَّم الطعام لقطتك لفترة زمنية محددة (مثلاً 20–30 دقيقة) ثم يُرفع الوعاء حتى موعد الوجبة التالية. غالبًا ما تُستخدم وجبتان إلى ثلاث وجبات يوميًا.
المزايا
- يسهّل ضبط مواعيد تناول الدواء أو المكملات الغذائية
- يساعد على إنشاء روتين واضح يقلّل من القلق ويعزز الرابط بين القط وصاحبه
- يتيح ملاحظة أي تغيّر في الشهية بسرعة
العيوب
- يتطلّب التزامًا من المربّي للالتقاء بأوقات الوجبات
- قد يؤدّي إلى التسوّل أو المواء المفرط في حالة القطط التي تشعر بالجوع سريعًا
٣- الإطعام بالحصص المحسوبة (Portion-Controlled Feeding)
يقوم هذا الأسلوب على قياس كمية الطعام اليومية الموصى بها بحسب وزن القطة واحتياجاتها الحرارية، ثم تقسيمها على وجبات متعددة. يمكن استخدام الطعام الجاف أو الرطب أو مزيج بينهما.
المزايا
- أدق طريقة لمنع زيادة الوزن أو فقدانه
- يُكيَّف بسهولة مع التغيّرات مثل الحمل، الرضاعة، التقدم في العمر أو خطط إنقاص الوزن
- يُشجّع القط على إنهاء وجبته بالكامل، ما يقلّل هدر الطعام الرطب
العيوب
- يتطلّب ميزان مطبخ أو أكواب قياس للحصول على الدقة المرجوّة
- قد يحتاج إلى مغذيات أو ألعاب ذهنية (Puzzle Feeders) لإبطاء سرعة الأكل ومنع التهام الطعام دفعة واحدة
اختيار نوع الطعام المناسب: جاف، رطب أم مزيج؟
لكل نوع مزاياه وعيوبه، وغالبًا ما توصي العيادات البيطرية بالجمع بين الطعام الجاف والرطب لتحقيق التوازن المطلوب من الترطيب والمواد الغذائية:
- الطعام الجاف: عملي، لا يفسد بسرعة، ويساعد قليلًا في تنظيف الأسنان لكنّه أعلى سعرات حرارية.
- الطعام الرطب: غني بالرطوبة (أكثر من 70٪)، ما يدعم صحة المسالك البولية ويقلّل السعرات، إلا أنّه أغلى ثمنًا ويفسد سريعًا.
- الطعام النيء: يوفّر بروتينًا عالي الجودة لكنه يحتاج تدابير صحية صارمة لتجنّب تلوث البكتيريا لكل من القطة والإنسان.
عوامل يجب مراعاتها عند وضع خطة الإطعام
- العمر: القطط الصغيرة تحتاج سعرات وبروتينًا أعلى مقارنة بالبالغة، بينما تتطلب القطط الكبيرة سعرات أقل ودهونًا محدودة.
- الوزن والحالة البدنية: استعن بمخطط حالة الجسم (BCS) لضبط كمية الطعام ومنع السمنة أو الهزال.
- الحالة الصحية: أمراض مثل السكري، أمراض الكلى أو الحساسية الغذائية تفرض قيودًا خاصة على مكونات أو أوقات الوجبات.
- مستوى النشاط: قطط الشرفة أو الهواء الطلق قد تحتاج مزيدًا من السعرات عن القطط المنزلية الكسولة.
نصائح ذهبية للحفاظ على صحة قطّك أثناء الإطعام
تذكّر: النظام الأمثل هو ما يلائم قطّك أنت وظروفك، ولا مانع من المزج بين الأساليب سعيًا لتوازن أفضل.
- التزم بوعاء نظيف يُغسل يوميًا وخاصة للوجبات الرطبة.
- وفّر مياهًا عذبة في أكثر من موقع داخل المنزل أو استخدم نافورة شرب لتعزيز الترطيب.
- أدرج ألعاب الإطعام الذهنية لإشباع غريزة الصيد وتقليل الملل.
- قسّم الجائزة (التريت) ضمن الحصة اليومية لتجنّب السعرات الزائدة.
- راجع الطبيب البيطري مرتين سنويًا لمتابعة الوزن وفحوص الدم الأساسية.
أخطاء شائعة يجب تجنّبها
- ملء الوعاء حتى آخره في وجود قطة معرضة للسمنة أو تعيش داخل المنزل فقط.
- تغيير نوع الطعام فجأة دون مرحلة انتقال تدريجية تمتد من 7–10 أيام.
- الاكتفاء بطعام الكلاب عند نفاد طعام القطط؛ اختلاف المتطلبات الغذائية قد يسبّب نقص التورين.
- تجاهل قراءة الملصق الغذائي والتركيز فقط على الدعاية التسويقية.
- تقديم اللبن البقري بديلًا عن الماء؛ معظم القطط لا تهضمه جيدًا.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
كم مرة ينبغي إطعام القطط يوميًا؟
القطط البالغة السليمة تستفيد عادةً من وجبتين إلى ثلاث وجبات إذا كنت تتبع الإطعام المجدول أو المحسوب. أمّا في الإطعام المجاني فيجب مراقبة إجمالي السعرات.
هل يمكن خلط الطعام الجاف والرطب في وعاء واحد؟
نعم، لكن ضع في اعتبارك أن بقاء الطعام الرطب في درجة حرارة الغرفة لأكثر من 30 دقيقة قد يفسده. يُفضَّل تقديمهما منفصلين أو إزالة بقايا الطعام الرطب سريعًا.
كيف أحدّد الكمية المناسبة لقطّي؟
اعتمد على إرشادات الشركة المُصنِّعة كنقطة انطلاق، ثم اضبط الكمية بناءً على وزن قطّك ومستوى نشاطه ومؤشر BCS، وتواصل مع الطبيب البيطري عند الحاجة.
الخلاصة
سواء اخترت الإطعام المجاني، المجدول أو المحسوب، تذكّر أنّ سر النجاح يكمن في المتابعة المنتظمة لوزن قطّك، وتعديل الخطة الغذائية كلما تغيّرت احتياجاته. بتطبيق النصائح الواردة في هذا الدليل ستضع قطّك على المسار الصحيح نحو حياة صحية وطويلة، مليئة بالحركة والمرح.