مص القطط للبطانيات: الأسباب والمخاطر وطرق التعامل
هل سبق لك أن لاحظت قطك وهو يمضغ أو يمص بطانيته المفضلة وكأنه لا يزال هرًّا صغيرًا يرضع من أمه؟ قد يبدو المشهد ظريفًا للوهلة الأولى، لكنه قد يثير القلق عندما يستمر لفترة طويلة أو يتحول إلى عادة يومية. يُعرف هذا السلوك باسم «مص الصوف» (Wool Sucking) ويُعدّ واحدًا من أكثر السلوكيات غرابة وشيوعًا في الوقت نفسه لدى القطط المنزلية.
في هذا المقال الشامل ستتعرف على كل ما تحتاجه لفهم هذا السلوك: أسبابه المحتملة، مخاطره الصحية، وكيفية مساعدتك لقطك على التخلّص منه أو الحدّ منه بأمان.
ما هو سلوك مص الصوف؟
مص الصوف هو قيام القط بمص أو مضغ الأقمشة الناعمة كالـبطانيات، الجوارب، الصوف، وحتى الملابس القطنية. في الحالات الطبيعية يكون هذا السلوك امتدادًا لعملية الرضاعة؛ حيث يقوم الهر الصغير بعملية الرضاعة مقرونة بالعجن (kneading) للحصول على الحليب. أما عند القطط البالغة فيتحول الأمر إلى سلوك تعويضي يمنحها شعورًا بالراحة والأمان.
لماذا تمص بعض القطط البطانيات؟
1. الفطام المبكر
يُعتبر الفطام المبكر السبب الأبرز. فالفطام قبل مرور 8-10 أسابيع يحرم الهر من السلوك الطبيعي للرضاعة، ما يجعله يبحث لاحقًا عن بديل يحقق له الإشباع العاطفي نفسه.
2. التوتر والقلق
القطط، مثل البشر، تستخدم سلوكيات التهدئة الذاتية (Self-Soothing) عندما تشعر بالتوتر. الانتقال إلى منزل جديد، أو إضافة حيوان آخر، أو تغير جدولك اليومي، كلها محفزات قد تدفع القط إلى مص البطانيات لتخفيف قلقه.
3. العوامل الوراثية والسلالات الشرقية
تشير الدراسات إلى أن السلالات الشرقية مثل السيامي والبورمي والتونكيني أكثر عرضة لمص الصوف. يُعتقد أن السبب يعود إلى استعداد جيني مقرون بكون هذه السلالات غالبًا ما تفطم مبكرًا لأسباب تجارية.
4. الروتين والملل
القط الذي يفتقر إلى التحفيز الذهني والبدني يلجأ إلى أنشطة بديلة؛ ومص البطانيات أحدها. توفير ألعاب تفاعلية ومساحات تسلق قد يقلل السلوك بشكل ملحوظ.
5. البحث عن الدفء والحنان
الأقمشة الناعمة تحتفظ بالحرارة، ومع الرائحة المألوفة للمالك يصبح السلوك طقسًا مهدئًا يساعد القط على النوم.
متى يصبح مص البطانيات مشكلة صحية؟
رغم أن السلوك غالبًا غير ضار إذا كان معتدلاً، فإنه قد يؤدي إلى مخاطر حقيقية:
- ابتلاع الألياف وحدوث انسداد معوي، وهو طارئ جراحي خطير.
- تلف الأسنان أو اللثة من كثرة المضغ.
- تفاقم ردود الفعل التحسسية إذا كان القماش مغسولًا بمواد قوية.
علامات تستدعي زيارة الطبيب البيطري
- قيء متكرر أو فقدان شهية.
- إمساك أو صعوبة في التبرز.
- خمول وارتفاع حرارة الجسم.
- وجود خيوط قماشية في الفم أو البراز.
كيف تساعد قطك على التوقف أو الحد من السلوك؟
1. توفير بدائل آمنة
قدّم لعبة مخصصة للعض أو بطانية صغيرة مصنوعة من قماش لا يمكن تمزيقه بسهولة. بعض المربين يضعون بطانية الأطفال المصنوعة من الفلينيت لأنها أقل خطورة إذا قُضمت.
2. التحفيز الذهني والبدني
خصص 15-20 دقيقة مرتين يوميًا للعب بالحبل أو الليزر. الألعاب التفاعلية تجعل القط متعبًا ومسترخيًا، ما يقلل حاجته لسلوكيات التهدئة الذاتية.
3. إدارة التوتر
حافظ على روتين ثابت لمواقيت الطعام واللعب. استخدم أجهزة الديفيوزر المحتوية على فرمونات مهدئة (مثل Feliway) لإضفاء أجواء مريحة.
4. تقييد الوصول إلى الأقمشة الخطرة
احفظ البطانيات الصوفية أو الملابس التي قد يتمزق نسيجها في خزانة مغلقة، خاصة أثناء غيابك عن المنزل.
5. التعزيز الإيجابي
كلما تجاهل القط البطانية ولجأ إلى لعبته، كافئه بقطعة من الحلوى أو المدح اللفظي. تجنب الصراخ أو العقاب؛ فذلك يزيد القلق ويُفاقِم المشكلة.
6. استشارة متخصص سلوكيات القطط
إذا استمر السلوك رغم كل المحاولات، فقد يكون اللجوء إلى طبيب بيطري متخصص في السلوك أو مدرب ذي خبرة هو الحل الأمثل.
7. العلاج الدوائي (كحل أخير)
في الحالات الشديدة، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للقلق مثل ‘فلوكستين’ أو ‘باروكسيتين’. لا تُعطِ أي دواء دون استشارة طبية.
أسئلة شائعة
هل سيتوقف القط عن مص البطانيات مع تقدم العمر؟
قد يتراجع السلوك مع النضج، لكن في بعض القطط يظل عادة مدى الحياة. المتابعة السلوكية هي المفتاح.
هل يعني السلوك أن قطتي فُطمت باكرًا؟
ليس بالضرورة، لكنه أحد المؤشرات الشائعة. يمكن أن يظهر السلوك أيضًا بسبب التوتر أو الوراثة.
هل من الآمن ترك القط يمص بطانية صوفية؟
إذا كان القط لا يبتلع الألياف ولا يمزق القماش، فالأمر غالبًا آمن. لكن الأفضل استبدال الصوف بأقمشة محبوكة بإحكام لتقليل خطر الانسداد.
هل يمكن أن يكتسب القط الآخر نفس السلوك؟
السلوك غير معدٍ بمعناه الحرفي، لكنه قد ينتشر تقليدًا إذا لاحظت قطط المنزل الأخرى هذا السلوك وتمت مكافأته بالهدوء والاهتمام.
في النهاية، تذكّر أن مص البطانيات سلوك نابع من حاجة عاطفية أو فسيولوجية. بالتفهّم والصبر، يمكنك مساعدة قطك على الشعور بالأمان والاسترخاء دون تعريضه للأخطار.
المراجع
- د. ليزا بومبا. “Understanding Wool Sucking in Cats.” , 2020-06-15. www.acfe.com
- د. مايك مافيس. “When to be Concerned About Your Cat’s Wool Sucking Behavior.” , 2021-09-10. www.catbehaviorassociates.com