مرض التولاريميا في القوارض الأليفة: دليل شامل للأعراض، التشخيص، العلاج والوقاية

يُعد مرض التولاريميا أحد أخطر الأمراض البكتيرية التي يمكن أن تُصيب القوارض الأليفة مثل كلاب البراري، الهامستر، الفئران وجرذان الأقاليم. ورغم ندرته نسبيّاً في المنازل، فإن خطورته تكمن في سرعة انتشاره وتأثيراته الشديدة على صحة الحيوان، إضافة إلى كونه مرضًا حيواني المنشأ يمكن أن ينتقل إلى البشر. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض كل ما تحتاج لمعرفته حول التولاريميا، بدءًا من ماهية المرض وصولًا إلى أفضل طرق الوقاية والعلاج.

ما هو مرض التولاريميا؟

التولاريميا هو عدوى بكتيرية تسببها Francisella tularensis، وهي جرثومة صغيرة جدًا لكنها شديدة العدوى، وقادرة على البقاء حيّة في البيئة لفترات طويلة. غالبًا ما تُصيب هذه البكتيريا الحيوانات البرية، خصوصًا القوارض والأرانب، ويمكن أن تنتقل إلى الحيوانات الأليفة وحتى البشر بوسائل متعددة.

  • القابلية للعدوى: جرعة صغيرة جدًا من البكتيريا قد تكفي لإحداث المرض.
  • قدرتها على البقاء: تستطيع البكتيريا مقاومة البرودة وبقاءها في الماء والتربة لشهور.
  • الأنواع الحساسة: كلاب البراري هي الأكثر عرضة، يليها الهامستر، الفئران وأنواع أخرى من القوارض.

طرق انتقال العدوى

تتعدد طرق انتقال التولاريميا، ما يزيد من فرص انتشارها عند غياب إجراءات الوقاية المناسبة.

  1. لدغات القراد والحشرات الماصة للدم: يُعتبر القراد الناقل الرئيسي للبكتيريا في الحياة البرية، وقد ينتقل بعد ذلك إلى حيوانك الأليف.
  2. الاتصال المباشر: احتكاك الحيوان السليم بجثة حيوان بري مصاب أو إفرازاته الملوثة.
  3. الابتلاع: تناول طعام أو ماء ملوث بالبكتيريا.
  4. الاستنشاق: استنشاق الغبار الحامل للجرثومة، خاصة عند تنظيف الأقفاص الملوثة.
  5. الانتقال من أم إلى صغارها: نادر لكنه ممكن عند إصابة الأم.

الأعراض والعلامات السريرية

قد تظهر علامات التولاريميا فجأة وبصورة شديدة، أو تدريجيًّا مع تدهور الحالة الصحية للحيوان. تشمل الأعراض الشائعة:

  • خمول شديد وفقدان ملحوظ في النشاط.
  • فقدان الشهية ونقص سريع في الوزن.
  • حمّى وارتفاع درجة حرارة الجسم (يصعب قياسها في القوارض الصغيرة لكن يظهر عبر اللهاث وسرعة التنفس).
  • إفرازات أنفية أو عينية قيحية.
  • التهاب وتورّم الغدد اللمفاوية تحت الفك أو الإبط.
  • ضيق تنفس أو سعال عند انتشار العدوى إلى الرئتين.
  • ظهور خراجات أو تقرحات جلدية.
  • وفيات مفاجئة دون إنذار في الحالات الحادة.

عملية التشخيص

يحتاج التشخيص الدقيق للتولاريميا إلى طبيب بيطري متمرّس، نظرًا لتشابه الأعراض مع أمراض بكتيرية أو فيروسية أخرى.

تنبيه مهم: التولاريميا مرض مُبلغ عنه في كثير من الدول، ويُلزم الأطباء البيطريين بإخطار الجهات الصحية عند اكتشافه.

يشمل البروتوكول التشخيصي عادةً ما يلي:

  • التاريخ المرضي والفحص السريري: تحديد مصدر محتمل للعدوى مثل التعرّض للقراد أو لحيوانات برية.
  • تحاليل مخبرية:
    • اختبارات دم كاملة للكشف عن التهاب حاد أو تعفن دموي.
    • زرع البكتيريا من عينات الدم، أو مسحات من الغدد اللمفاوية، أو من سوائل الخراجات.
    • اختبارات الأجسام المضادة (Serology) لتأكيد التعرّض للبكتيريا.
    • تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لتحديد F. tularensis بدقة في العينات.
  • تصوير شعاعي (أشعة سينية): للتحقق من وجود التهاب رئوي أو تضخم غدد لمفاوية صدريّة.

خيارات العلاج والرعاية المنزلية

العلاج المبكر والحاسم هو العامل الأهم لإنقاذ حياة الحيوان. في ما يلي أهم النقاط:

المضادات الحيوية الموصى بها

  • ستربتوميسين أو جنتاميسين: يُعدّان الخيار الذهبي لعلاج التولاريميا في معظم الأنواع الحساسة.
  • دوكسيسيكلين أو تتراسيكلين: بدائل فعّالة في حالة تعذّر استخدام أدوية أمينوغليكوزيد.
  • سيبروفلوكساسين: قد يُستخدم في بعض الحالات حين تفشل العلاجات التقليدية أو في حال وجود مقاومة دوائية.

الرعاية الداعمة

ينبغي أن تترافق المضادات الحيوية مع:

  • علاج السوائل لتعويض الجفاف.
  • توفير غذاء غني بالعناصر الغذائية وسهل الهضم.
  • الحفاظ على حرارة بيئية معتدلة لتقليل الإجهاد.
  • عزل الحيوان المصاب لتجنّب نقل العدوى إلى حيوانات أو أشخاص آخرين.

الوقاية وحماية حيوانك الأليف

تكمن الوقاية في الحد من مصادر العدوى المحتملة قبل وصولها إلى حيوانك الأليف.

  • مكافحة القراد: استخدم منتجات موضعية آمنة للقوارض وراقب فراء الحيوان دوريًّا.
  • فحص وفصل القادمين الجدد: أي حيوان جديد يجب أن يعزل لمدة لا تقل عن 30 يومًا.
  • نظافة القفص والأدوات: نظّف القفص أسبوعيًّا بمطهرات صديقة للحيوان وتخلّص من بقايا الطعام الملوث.
  • منع الاحتكاك بالحياة البرية: أبقِ القفص في الداخل أو ضمن مساحة محمية، وتجنب وضع العلف في الهواء الطلق.
  • ارتداء قفازات: عند تنظيف القفص أو التعامل مع حيوان مريض لحماية نفسك وحيوانك.

مخاطر انتقال المرض إلى البشر

التولاريميا مصنّف كمرض حيواني المنشأ، أي يمكن أن ينتقل من الحيوان إلى الإنسان. عادةً ما يصاب البشر بعد التعرض المباشر لحيوان مريض أو عند لدغة قراد مصاب. تظهر الأعراض لدى البشر على شكل حمّى مفاجئة، قشعريرة، آلام عضلية وصداع شديد. في حال الاشتباه بإصابة بشرية، يجب التوجّه فورًا إلى الطبيب للحصول على مضاد حيوي مناسب.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟

استشر طبيبك البيطري فورًا إذا لاحظت واحدة أو أكثر من العلامات التالية:

  • خمول أو فقدان شهية يستمر أكثر من 24 ساعة.
  • تورّم غير طبيعي في الرقبة أو الإبط.
  • صعوبة في التنفس أو سعال متكرر.
  • إفرازات صديدية من العين أو الأنف.
  • وفيات مفاجئة في مجموعة القوارض لديك.

أسئلة شائعة

هل يمكن تطعيم القوارض ضد التولاريميا؟

لا يتوفر حتى الآن لقاح بيطري مُعتمد للقوارض المنزلية ضد التولاريميا.

هل تكفي المضادات الحيوية وحدها لعلاج التولاريميا؟

في بعض الحالات المتقدمة قد تكون الاستجابة ضعيفة، لذا يُنصح ببدء العلاج مبكرًا واتباع تعليمات الطبيب البيطري بدقة.

كم تبلغ فترة الحضانة؟

عادةً ما تتراوح بين 3 و14 يومًا بعد التعرّض للبكتيريا.

كيف أتعامل مع وفاة حيوان مصاب؟

ارتدِ قفازات، ضع الجثة في كيسين بلاستيكيّين محكمين، وتواصل مع السلطات البيطرية المحلية حول طرق التخلص الآمن.

ختامًا، تمثّل المعرفة بالتولاريميا وخطورة انتقالها خطوة أولى لحماية حيوانك الأليف ونفسك. اتبع إجراءات الوقاية والنظافة، ولا تتردد في استشارة الطبيب البيطري عند أدنى شك بظهور أعراض غير طبيعية.

المراجع

  1. مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). “التولاريميا: معلومات للممارسين الصحيين.” , 2023-05-10. www.cdc.gov

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version