لماذا تجلب القطط الهدايا إلى مالكيها؟
إذا كنت تعيش مع قط، فمن المحتمل أنك استيقظت صباحاً لتجد على وسادتك لعبة مطاطية، أو جورباً، أو في أسوأ السيناريوهات طائراً أو فأراً صغيراً. قد يبدو المشهد غريباً أو حتى مزعجاً لبعض المربين، لكنه في واقع الأمر سلوك طبيعي ومتجذر في غرائز القطط.
الأسباب الحقيقية وراء «هدايا» القطط
1. غريزة الصيد المتأصلة
على الرغم من أن القط المنزلي يحصل على طعامه بسهولة من وعاء معدني، إلا أن غريزة الصيد ما زالت حية في داخله. فأسلافه من القطط البرية كانت تعتمد على الصيد لبقائها، وهذا الإرث الجيني يدفعه إلى مطاردة أي شيء يتحرك بدءًا من الحشرات ووصولاً إلى الطيور والقوارض. عندما يُحضِر لك القط فريسة، فهو ببساطة يُظهر نجاحه كصياد ماهر.
2. التعليم والرعاية الأمومية
في البرية تُحضِر القطط الأم صغار الفرائس إلى صغارها لتعلمهم مهارات القتل والأكل. لذلك، قد تحمل قطتك إليك لعبة أو فريسة لأنها تعتبرك جزءًا من أسرتها وتظن أنك «قطة عديمة الخبرة» تحتاج إلى دروس في الصيد.
3. مشاركة الموارد وتعزيز الروابط
القط حيوان اجتماعي أكثر مما يُعتقد. مشاركة الطعام أو «الفرائس» مع أفراد المجموعة يُعد شكلاً من أشكال التواصل وتعزيز العلاقات الاجتماعية. عندما يضع قطك الفريسة عند قدميك، فهو يرسل رسالة مفادها: «أنت جزء من فريقي، وأنا أثق بك لدرجة أني أشاركك مكاسبي».
4. جلب الألعاب كبديل آمن
ليست كل «الهدايا» دموية؛ فالكثير من القطط تجلب ألعابها المفضلة أو الأحذية أو قطع الملابس. هذا السلوك يُشبِع غريزتها في الصيد لكن بطريقة أقل فوضى وخطورة على الحياة البرية.
5. طلب التفاعل أو الاهتمام
أحياناً تكون الهدية مجرد وسيلة لجذب انتباهك ودعوتك إلى جلسة لعب تفاعلية. القط الذي يشعر بالملل سيبحث عن نشاط يحفزه ذهنيًا وجسديًا، وجلب لعبة أو فريسة هو طريقة فعّالة ليقول: «هيا نلعب الآن!».
هل تحاول قطتي إطعامي فعلاً؟
يعتقد بعض الخبراء أن القطط قد تعتبر مالكيها مجرد قطط كبيرة لا تجيد الصيد. ولذلك، عندما تُقدِّم قطتك فريسة فهي تحاول التأكد من أنك تتناول طعاماً طازجاً وصحياً كما تفعل هي. ورغم أن الفكرة تبدو طريفة، إلا أنها تعكس مقدار الارتباط والثقة.
«عندما تُحضِر القطة فريسة إلى منزلها، فهي لا تحاول إزعاجك، بل تؤدي دوراً غريزياً في الرعاية ومشاركة الموارد». — طبيبة بيطرية سلوكية
كيف تتعامل مع هدايا قطتك؟
- حافظ على هدوئك: امدح القط بكلمات لطيفة؛ فالصراخ أو العقاب سيزيد التوتر وقد يفاقم السلوك.
- تخلص من الفريسة بأمان: ارتدِ قفازات، وضع الفريسة في كيس مغلق، ثم نظف السطح جيداً بمطهر آمن للحيوانات.
- وفر بديلاً جذاباً: ألعاب تفاعلية تحاكي الصيد مثل عصي الريش أو الكرات المحشوة بالنعناع البري.
- اعتمد جلسات لعب منتظمة: خمس إلى عشر دقائق من اللعب المكثف مرتين يومياً تفرغ طاقة القط وتحد من رغبته في الصيد خارج المنزل.
- لا تكافئ السلوك غير المرغوب: إذا جلب القط فريسة حيّة، أبعدها دون إظهار اهتمام زائد؛ كي لا يربط بين الفعل ورد فعلك الإيجابي.
طرق الحد من صيد القطط للحياة البرية
- إبقاء القط داخل المنزل أو تحت إشراف في حديقة مسوّرة أو باستخدام حزام مشي للقطط.
- إطعام وجبة غنية بالبروتين قبل الغروب والشروق؛ وهما أكثر الفترات نشاطًا للصيد.
- استخدام طوق مزوّد بجرس أو أطواق أمان مزينة بشرائط ملونة؛ فقد أثبتت الدراسات أنها تقلل من قدرة القط على التسلل إلى الطيور.
- تعقيم أو إخصاء القطط؛ فالهررة غير المعقمة أكثر ميلاً للتجوال لمسافات وصيد فرائس أكبر.
- توفير بيئة غنية داخل المنزل تشمل منصات تسلق، وألعاب ألغاز، وأماكن مراقبة مرتفعة تُبقي القط منشغلاً.
متى يجب القلق وطلب مساعدة مختص؟
إذا لاحظت أن قطك يصطاد بشكل مفرط، أو يصاب بإصابات متكررة، أو تظهر عليه علامات عدوانية أو قلق مثل الخرخرة العالية المستمرة أو الاختباء والتصرف بارتباك، فاستشر طبيبًا بيطريًا أو أخصائي سلوكيات القطط. قد يشير السلوك المبالغ فيه إلى مشكلات صحية أو نفسية تتطلب تدخلاً محترفًا.
الخلاصة
جلب القطط للهدايا، سواء كانت لعبة قطيفة أو فريسة حقيقية، هو سلوك فطري معقد يجمع بين الصيد والرعاية الاجتماعية والرغبة في التفاعل. فهم الدوافع الكامنة وراء هذه العادة يساعدك على تقوية علاقتك بقطك، وحماية الحياة البرية، والحفاظ على منزلك نظيفًا وآمنًا. احتضن هذا الجانب الفريد من شخصية قطك، ووفّر له ما يكفي من التحفيز والأنشطة البديلة، وسيهبك في المقابل الكثير من الحب واللحظات المرحة.